يندرج الأطفال غير المرافَقين في عِداد فئات مئات الآلاف من الناس الذين فرّوا وما زالوا يفرّون من العنف المتواصل في جنوب السودان إلى البلدان المجاورة، وهي إثيوبيا وأوغندا والسودان وكينيا. ويساعد سجلّ صور تستعين به اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر الأطفال والراشدين على حدّ سواء على العثور على أقاربهم المفقودين. وقد أتاح استخدام سجلّ الصور جمع شمل زهاء 120 عائلة من العائلات المشتتة منذ بداية العام الجاري.
ويحتوي سجلّ الصور الذي أعدّته اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أكثر من 500 صورة شخصية لأشخاص راشدين وأطفال غير مرافَقين التُقطت في مخيمات اللاجئين بمنطقة "غامبيلا" في إثيوبيا، وأُتيح للناس القاطنين في المخيمات والأماكن الأخرى في جنوب السودان وكينيا وأوغندا الاطّلاع عليها في شهر كانون الثاني/يناير وشهر شباط/فبراير من هذا العام. وقالت مندوبة اللجنة الدولية العاملة على تنفيذ هذا المشروع في إثيوبيا السيدة "نتالي كلاين – كيلي" في هذا الصدد: "يسدّ هذا السجلّ فجوة كبيرة ويلبي حاجة ماسّة. وكان الناس يخشون في بعض الحالات ألاّ يكون أحباؤهم قد نجوا، وتبيّن لهم فيما بعد أنّهم نجوا وما زالوا على قيد الحياة بيد أنّهم فرّوا إلى وجهة أخرى.
وتتواصل محادثات السلام بينما يواصل القتال الدائر في جنوب السودان تنغيص وتكدير عيش سكان ولاية الوحدة وولاية أعالي النيل وولاية جونقلي. وقد فرّ الآلاف من الناس من مناطقهم. وتساعد اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر أفراد العائلات التي تشتّت شملها على استئناف التواصل فيما بينهم عن طريق المكالمات الهاتفية، ورسائل الصليب الأحمر (رسائل مقتضبة مكتوبة تحتوي على أخبار شخصية أو عائلية)، وطلبات البحث عن المفقودين، والمبادرة القائمة على البحث عن المفقودين عن طريق الاستعانة بسجلّ للصور الشخصية.
ويتفرّق الناس عندما تندلع أعمال عنف، وتتقطّع بهم السُبل أثناء فرارهم من مناطقهم بحثاً عن ملاذ آمن. وربّما يفرّ بعض الأطفال الذين يكونون وحدهم عند اندلاع أعمال العنف مع أشخاص آخرين غير أقاربهم فيبتعدون عن أماكن وجود سائر أفراد عائلاتهم.
ويلتقط موظفو اللجنة الدولية صوراً للأشخاص الذين يبحثون عن أحبائهم، ويطلعون النازحين واللاجئين في أماكن متفرقة ومتباعدة على الصور التي يلتقطونها لعلّهم يتعرّفون على أقاربهم. وتُصنّف صور النازحين اللاجئين التي تُلتقط وتُحفظ في السجلّ بحسب موطنهم الأصلي لا بحسب أسمائهم لتمكين الأشخاص الذين لا يكادون يعرفون القراءة والكتابة من العثور على أقاربهم بطريقة أكثر يُسراً من غيرها.
وقالت السيدة كلاين – كيلي" فيما يخصّ الاستعانة بسجلّ للصور الشخصية: "توجد لدى الناس رغبة طبيعية في تصفّح سجلّ الصور من أوله إلى آخره. وقد جعلنا هذا الأمر نطلق عليه على سبيل الدعابة والمزاح اسم "فيسبوك اللاجئين".
الصور الملتقطة في إثيوبيا
يستطيع اللاجئون الذين يعرفون أماكن وجود أحبائهم إرسال رسالة من رسائل الصليب الأحمر إليهم أو الاتصال بهم بالهاتف. وقد أرسل اللاجئون الموجودون بمنطقة "غامبيلا" في إثيوبيا زهاء 1000 رسالة من رسائل الصليب الأحمر، وأجروا زهاء 10000 مكالمة هاتفية. وكان 10 في المائة تقريباً من مجموع الأشخاص الذين بعثوا برسائل أو أجروا مكالمات هاتفية من القاصرين.
وقد بعثت امرأة تبلغ من العمر 18 عاماً برسالة من رسائل الصليب الأحمر إلى والدتها بعدما رأت صورتها في سجلّ الصور، وكتبت في الرسالة ما يلي: "لقد غمرتنا السعادة إذ رأينا صورتك في سجلّ الصور الذي أعدّته اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد رأى أحفادك أيضاً الصورة، وهم جميعاً بخير".
وبعثت فتاة برسالة إلى والدتها وكتبت فيها ما يلي: "لا توجد لدينا أية وسيلة للوصول إلى المكان الذي أنت فيه الآن. وأرجو أن تحتفظي برقم هاتفي الذي كتبته على هذه الورقة".
ولا يبلغ عدد اللاجئين الذين يملكون هواتف سوى زهاء نصف عدد اللاجئين الذين لجأوا إلى منطقة "غامبيلا" بعد مغادرتهم لجنوب السودان. وتتيح اللجنة الدولية للاّجئين استخدام هواتف خلوية أو ساتلية للاتصال بذويهم مجاناً من أجل مساعدتهم على استئناف التواصل مع أفراد عائلاتهم.
وقام مندوبو اللجنة الدولية العاملون في مجال البحث عن المفقودين في جنوب السودان خلال العام الماضي بتسجيل زهاء 100 طفل من الأطفال غير المرافَقين، وتمكنوا منذ ذلك الحين من جمع شمل 53 طفلاً منهم بعائلاتهم. وتستغرق هذه العملية في الكثير من الأحيان أسابيع أو شهور من الصبر والعمل الشاق والدقيق، وقد يشارك فيها شركاء للّجنة الدولية كالصليب الأحمر لجنوب السودان والصليب الأحمر الإثيوبي والصليب الأحمر الكيني والصليب الأحمر الأوغندي.
وتُبذَل جهود مماثلة لإعادة الروابط العائلية في أوغندا حيث جرى تسجيل 256 طفلاً من الأطفال غير المرافَقين. وما زال 89 طفلاً منهم يبحثون عن عائلاتهم. وأتاحت اللجنة الدولية للاّجئين الذين فرّوا من جنوب السودان ولجأوا إلى أوغندا إجراء ما يزيد على 6000 مكالمة هاتفية. وسجّلت اللجنة الدولية أيضاً ما يزيد على 50 طفلاً من الأطفال غير المرافَقين الموجودين في مخيم "كاكوما" في كينيا، وأتاحت للاّجئين الذين فرّوا من جنوب السودان وانتهى بهم المطاف في ذلك المخيم إجراء 3000 مكالمة هاتفية في عام 2014. وأفضى استخدام سجلّ الصور في كينيا إلى جمع شمل أفراد 45 عائلة من العائلات المشتتة منذ بداية عام 2015.
التصدي لتجنيد الأطفال
تتزايد الأنباء المتعلقة بإكراه أطفال على الانضمام أو الانتساب إلى جماعات مسلحة. ولا تفتأ اللجنة الدولية تذكّر أطراف النزاع كافة بلا كلل أو ملل بوجوب امتثال أطراف النزاع لأحكام القانون الدولي الإنساني، ومنها أحكامه التي تحظر تجنيد الأطفال واستخدامهم من قِبل قوات مسلحة وجماعات مسلحة حظراً مطلقاً. وتستطيع اللجنة الدولية، عندما تتصل بها عائلة طفل يُدّعى أنّه جُنِّد، السعي إلى تحديد مكان وجود الطفل المجنّد عن طريق الحوار السريّ المباشر مع الكيان المعني.
الإغاثة
تعمل اللجنة الدولية، منذ اندلاع النزاع الراهن في جنوب السودان في شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2013، مع الصليب الأحمر لجنوب السودان عن كثب من أجل تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمحتاجين وتوفير مياه الشرب لهم وتزويدهم بالبذور والأدوات اللازمة. وتقوم طواقم اللجنة الدولية الجراحية في الوقت ذاته بمعالجة الجرحى الذين يُصابون أثناء القتال.
ويمكن إيجاز كلّ الأنشطة الإنسانية التي اضطلعت بها اللجنة الدولية كما يلي:
- تقديم ما يزيد على 940000 حصة شهرية من المواد الغذائية لمساعدة ما يزيد على 150000 نسمة من سكان المناطق الأشدّ تضرراً من النزاع مساعدة منتظمة؛
- تزويد أكثر من 500000 نسمة بالبذور والأدوات ومعدات الصيد اللازمة؛
- إمداد زهاء 300000 نسمة بالمياه الصالحة للشرب؛
- إجراء ما يزيد على 4000 عملية جراحية في 15 موقعاً (5 طواقم جراحية)؛
- زيارة 6400 محتجز؛
- إتاحة إجراء ما يزيد على 14000 مكالمة هاتفية من أجل المساعدة على إعادة الروابط العائلية.
للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيد Pawel Krzysiek، بعثة اللجنة الدولية في جوبا، الهاتف: 211912360038 +؛ تويتر: @pawelkrzysiek
أو بالسيد Jason Krzysiek، البعثة الإقليمية للّجنة الدولية في نيروبي، الهاتف: 254733622026+؛ تويتر: @ICRC_Africa
أو بالسيد Jean-Yves Clémenzo، مقرّ اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 41227302271+ أو 41792173217+؛ تويتر: @JClemenzoICRC
الصور: CC BY-NC-ND/ICRC/Pawel Krzysiek/Jacob Zocherman