جنوب السودان : مداواة الجروح بعد انفجار صهريج نقل الوقود في ماريدي
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر في جنوب السودان دون كلل منذ 17 أيلول/سبتمبر 2015 لمساعدة ضحايا انفجار صهريج الوقود الذي وقع في ماريدي حاصداً أرواح أكثر من 180 شخصاً. ويعمل فريق كامل من الجراحين التابعين للجنة الدولية وعشرون عضواً من الصليب الأحمر في جنوب السودان إلى جانب الطاقم الطبي في مستشفى ماريدي.
يخيم الألم والقلق على الحياة في مستشفى ماريدي، إذ أن جميع المرضى، وهم 91 مريضاً، وأفراد عائلاتهم يترقبون بفارغ الصبر أي بوادر تحسّن.
ونُقل 55 مريضاً من بين الناجين البالغ عددهم 160 شخصاً الذين استقبلهم مستشفى ماريدي إلى المستشفى التعليمي في جوبا، عاصمة جنوب السودان في الساعات الثماني والأربعين الأولى، ونُقل 14 مريضاً آخرين يوم الاثنين الماضي. وكان الكثيرين منهم يعانون من حروق بالغة ومستعصية تغطي أكثر من 90 بالمائة من أجسادهم. وتوفي ستة عشر من هؤلاء المرضى في وقت لاحق.
ولم تُسجّل أية حالة وفاة جديدة منذ 20 أيلول/سبتمبر. ومع تحسّن معدل النجاة، استعادت عائلات المرضى الأمل. ويجري حالياً نصب خيم لتوفير راحة أفضل لأقرباء المرضى الذين كانوا كالتائهين، ينامون تحت الأشجار في حديقة المستشفى.
وقال السيد Jan Wynands، الجرّاح التابع للجنة الدولية العامل في المستشفى إن "أولويتنا إبعاد الجراثيم عن المرضى، إذ أن هذه فرصتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة". وسعياً منّا إلى مواجهة خطر الالتهابات، شجّعنا أفراد العائلات على تنظيم خدمة غسيل في المستشفى لضمان توفّر أغطية نظيفة للأسرّة بشكل منتظم. واستُحدثت كذلك خدمة خارجية للتخلص من النفايات، ومُنعت الزيارات لأكثر من ساعتين في اليوم. واعتُمدت كذلك بروتوكولات إضافية للنظافة شملت الاستخدام المنتظم للقفازات والمآزر والكمّامات، وقواعد صارمة بشأن الاحتكاك بالمرضى.
وقدّمت اللجنة الدولية في ماريدي أكثر من طنين من الإمدادات الطبية في الأيام القليلة الماضية، وأُجريت 30 عملية في اليوم، كمعدل. واستُقدمت الإمدادات على عجل بطائرة عمودية في 19 أيلول/سبتمبر، بفضل تعليق مؤقت للإقفال المعتاد لمطار جوبا في عطلة نهاية الأسبوع. وبعد ذلك بيومين، نُقل المزيد من المرضى بالطائرة إلى مستشفى جوبا التعليمي الذي يعمل الآن بأقصى إمكاناته ويسخّر كل موارده لتلبية احتياجات العدد المتزايد من المرضى.
وقال السيد Jan Wynands " الأهم هو مساعدة المرضى على تجاوز الصدمة الأولى وإبقائهم على قيد الحياة بعد يوم الحادث". ثم تابع مفصلاً قائمة الأولويات، وهي : تفادي الالتهابات في الأيام الخمس أو الست الأولى، ثم إغلاق الجروح بعد الأسبوع الأول، ومواصلة العلاج والرعاية في بيئة معقّمة إلى أقصى حد ممكن.
وما يبعث على الحزن أن ندوباً دائمة وإعاقات طويلة الأمد تنتظر الكثير ممن نجوا من حادث ماريدي. وسيكون من الضروري توفير العلاج الفيزيائي وجراحة إعادة التأهيل والجراحة التقويمية لأولئك الذين ترك انفجار صهريج نقل الوقود أثراً بليغاً في حياتهم.