مكافحة تفشي إيبولا في منطقة نزاع مسلح
للمرة الثانية في غضون شهور تهدد إيبولا من جديد أرواح المواطنين في جمهورية الكونغو الديمقراطية. فقد تفشى مرض إيبولا المهلك هذه المرة في شمال كيفو، وهي منطقة يسودها نزاع مسلح وعنف يمكن أن يزيدا من توحّش هذا الفيروس المميت.
تقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السيدة "هانا لِسكِنِن"، لأسوشيتد برس: "ستكون هذه العملية شديدة التعقيد لأنها تجري في منطقة تعاني من جراء نزاع مسلح لنحو 20 سنة." وأضافت السيدة "هانا" قائلة: "يتكرر نزوح السكان من مكان لآخر، إذ تَضطّر موجاتُ العنف مجتمعاتٍ جديدة إلى الفرار من ديارهم، ما يزيد من صعوبة تعقّب الحالات المصابة بإيبولا بدرجة أكبر."
والمنطقة المحيطة بكل من "مانغينا" و"بيني" – أيْ مركز تفشي إيبولا – تحيط بها مجموعات مسلحة بدرجة أو أخرى. لكن اللجنة الدولية، التي تعمل عن كثب مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تكافح من أجل وقف تفشّي الفيروس قبل أن يخترق المناطق التي توجد بها المجموعات المسلحة.
#إيبولا تهدد حياة السكان في #الكونغو الديمقراطية للمرة الثانية في غضون أشهر، وانتشار الفيروس في أماكن النزاعات المسلحة يزيد الأمر سوءاً pic.twitter.com/DMUeoS7EyO
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) August 15, 2018
والشاغل الملحّ لفريق الصليب الأحمر أن يقدم الدعم لإتمام عمليات الدفن الآمن والكريم للموتى. إن مرض إيبولا يكون في أشد حالاته إصابة بالعدوى عقب وفاة المريض. لهذا فالتعامل الآمن مع المشكوك في وفاتهم بسبب إيبولا هو إجراءٌ ضروري لكبح تفشي المرض. في الأيام القليلة الماضية اضطلع فريق الصليب الأحمر بتدريب 48 متطوعًا من الصليب الأحمر من "بيني" و"مانغينا" على أساليب الإدارة الآمنة لجمع جثث المشكوك في تسبب إيبولا في وفاتهم ودفنهم بطريقة آمنة وكريمة.
ويتولى فريق الصليب الأحمر أيضًا نشر المعلومات الخاصة بإيبولا في أوساط المجتمعات المحلية، وتحسين المياه وشبكات الصرف الصحي، لا سيما في السجون، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية بإجراءات منع الإصابة بالعدوى والتحكم في تفشّيها.
وقال نائب رئيس بعثة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس فريق الاستجابة للإيبولا، السيد "نيكولاس لامبرت": "يعترينا قلق عميق بسبب تضرّر السكان في شمال كيفو من جرّاء النزاع المسلح الممتد لسنوات." وأضاف قائلًا: "وتفشّي عدوى إيبولا قد يكون ظاهرة مدمرة لمجتمعات مستضعفة في الأصل."