الفلبين: المدنيون يتحملون وطأة القتال المتكرر في ماغينداناو
تواجه آلاف العائلات في مقاطعة "ماغينداناو" في جنوب الفلبين نزوحًا متكررًا ولفترات طويلة بلغت ستة أشهر الآن، بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة. وتحتاج هذه العائلات إلى الدعم، حيث إن عودتهم إلى قراهم لا تزال غير مؤكدة.
قال السيد "روبرتو بيترونيو"، الرئيس المؤقت للبعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في "كوتاباتو": "هذه هي المرة الثانية التي تُضطَر فيها آلاف العائلات من بلدتيّ "شريف سيدونا مصطفى" و"داتو ساليبو" إلى الإقامة في مواقع الإجلاء المكتظة لما يربو على الشهر. ويخشون العودة إلى ديارهم لأن الوضع هناك لايزال متقلبًا."
قامت فرق اللجنة الدولية في "كوتاباتو" بتقييم أحوال هذه المجتمعات المتضررة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتحديد الاحتياجات والاستماع إلى أوجه قلقها.
لم تستطع هذه العائلات كسب دخل منتظم في وضعها هذا من النزوح وعدم التيقن بشأن مستقبلها القريب، حيث إن الوصول إلى المزارع لا يزال مقيدًا. ورغم أن وكالات حكومية عديدة وزعت مواد غذائية فورًا على النازحين، لا تزال هناك احتياجات أساسية ملحة أخرى.
أسرة يحيى من بين الأسر البالغ عددها 1,280 (تقريبا 6,400 شخص) التي حصلت على حصص غذائية من اللجنة الدولية خلال عملية التوزيع التي تمت يومي 4 و5 أيلول/سبتمبر، في قرى "غانتا"، و"باكات"، "إنالادان"، و"داساو" في بلدتي "شريف سيدونا مصطفى" و"بنديتن" في "داتو ساليبو".
بمساعدة الصليب الأحمر الفلبيني، الشريك الميداني للجنة الدولية، حصلت كل أسرة على حصص غذائية تغطي أسبوعين تتكون من 25 كيلو غرام من الأرز، و2 لتر من زيت الطهي، و1 كيلو غرام من السكر، ونصف كيلو غرام من الملح، ولتر واحد من صلصة الصويا، و12 علبة من السردين.
في أعقاب اندلاع الاشتباكات للمرة الأولى في آذار/مارس، قدمت اللجنة الدولية مع الصليب الأحمر الفلبيني أغذية ومستلزمات منزلية وأدوات نظافة صحية إلى نحو 6,700 نازح في "داتو ساودي أمباتوان"، و"داتو أونساي"، و"شريف أغوك"، و"داتو ساليبو".
وفي الفترة من نيسان/ أبريل إلى تموز/ يوليو، تم نقل مياه شرب بالشحانات بانتظام لما يقرب من 5,500 شخص يعيشون في مواقع إجلاء. كما تم تزويد الوحدات الصحية الريفية في ثماني بلدات في "ماغينداناو" وثلاثة مستشفيات بالأدوية والمواد الطبية اللازمة لتلبية احتياجات ما يزيد على 11,000 شخص في نيسان/أبريل وآب/أغسطس.
وقال السيد "بيترونيو": "سنواصل مراقبة الوضع ونمد مساعدتنا بناءً على الاحتياجات. ونأمل أن تتمكن هذه الأسر النازحة في نهاية الأمر من العودة بأمان إلى حياتها المستقرة".
اللجنة الدولية اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظمة غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة تتمثل في حماية أرواح وكرامة ضحايا النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف وتقديم المساعدة لهم. ولديها تفويض دولي لنشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني وتعزيز الامتثال له.
ولأن المدنيين هم من يتحملون وطأة الاقتتال، تذكِّر اللجنة الدولية جميع أطراف النزاع بالتزاماتها بحماية المدنيين والأعيان المدنية، والأشخاص غير المشاركين في الأعمال العدائية أو كفّوا عن المشاركة فيها.