المبادئ الأساسية: بين الأمس واليوم وغدا
نحتفل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الجاري بمرور 50 عامًا على تطبيق مبادئنا الأساسية في ميدان العمل الإنساني.
الإنسانية، الحياد، عدم التحيز، الاستقلال، الخدمة الطوعية، الوحدة، العالمية: تمثل هذه المبادئ الأساسية أساس التزامنا بتقديم الخدمة للمستضعفين المتضررين من جرّاء النزاعات أو الكوارث.
ومنذ إقرار هذه المبادئ طرأت تغيرات كبيرة على المشهد الإنساني، وتزايدت احتياجات المجتمعات المتضرّرة واتّسمت بتعقيداتها. ومع ذلك، لم يطرأ تغيير على الاحتياج لهذه المبادئ الأساسية السبعة ولا قلّت أهميتها.
الإنسانية
يقدم متطوعو الصليب الأحمر المساعدات للآلاف ممن يعبرون الحدود عند تابانوفيتش إلى داخل صربيا. ويوزّع المتطوعون المياه والمواد الغذائية ولوازم النظافة الشخصية، ومن خلال هذه الجهود الإنسانية يبثّ هؤلاء المتطوعون الأمل في القلوب أيضًا.
عدم التحيز
تعبُر فرق الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الخطوط الأمامية لتوصيل المساعدات إلى جميع الأشخاص المتضررين من جرّاء النزاع، بغض النظر عن انتماءاتهم. وقدم متطوعو الهلال الأحمر السوري في مدن مثل حلب مساعدات ضرورية للغاية لآلاف الأشخاص كل شهر.
الحياد
ييّسر فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب السودان إجلاء الجرحى من كلا الجانبين عبر الخطوط الأمامية، ويقدم المساعدات الطبية والجراحية العاجلة لجميع المتضررين من جرّاء النزاع. وأُجريت أكثر من 6000 عملية جراحية طارئة عبر أرجاء البلاد منذ كانون الأول/ديسمبر 2013.
الإلتزام بالحياد هو أحد السمات الأساسية التي تضمن القبول من جميع أطراف النزاع وتيسّر القدرة على تنفيذ العمل الإنساني، بعيدًا عن الجدل السياسي.
الاستقلال
تضرّر أكثر من مليون شخص من جرّاء الفيضان الهائل في ميانمار في تموز/يوليو 2015، مما اضطرهم إلى مغادرة منازلهم والبحث عن ملاذ آمن. وحصل جميع المتضررين من جرّاء الفيضانات على مساعدات من الصليب الأحمر في ميانمار الذي يدعم الخدمات الإنسانية التي تقدمها الحكومة في ذلك البلد وفي الوقت نفسه يحافظ دومًا على استقلاليته. وشمل توزيع هذه المساعدات التي حصل عليها من هم في أمسّ الحاجة إليها، مواد أساسية مثل الأرز والبطانيات والحُصر والمصابيح.
العمل الإنساني المستقل ضروري لكسب القبول وإمكانية الوصول إلى المجتمعات المتضررة.
الخدمة التطوعية
سوزانا جورجيفسكا هي الطبيبة الوحيدة ضمن فريقها التابع للصليب الأحمر الذي يساعد المهاجرين الذين ينتقلون عبر مقدونيا. وتقول: "نحن نتدخل بتقديم مساعدات لنحو 2300 شخص يوميًا. وهذه المساعدة تنقذ أرواح البعض؛ وبالنسبة لآخرين تتلخص مساعداتنا في تيسير استمرارهم في رحلتهم."
وعندما تفكر بشأن خبرتها تقول: "أشعر بأن عملي مفيد. مساعداتنا تعني الكثير لهم وهي تعني لنا الكثير أيضًا لأننا نقدم المساعدة في مثل هذه الموقف تحديدًا."
الوحدة
وصل زهاء 320000 شخص إلى شواطئ اليونان حتى الآن في العام الحالي. ويلبي الصليب الأحمر اليوناني احتياجات المهاجرين الذين يصلون إلى جزر عديدة قرب السواحل التركية، وكذلك على أراضي اليونان. ويتأكد الصليب الأحمر اليوناني من خلال انتشاره عبر أرجاء البلاد من حصول المحتاجين على المساعدات منذ لحظة وصولهم.
العالمية
تعرض مانويل لسرقة أغراضه وفَقَدَ كل بيانات الاتصال الخاصة بعائلته بينما كان يتجه إلى الولايات المتحدة. وبفضل التعاون بين الصليب الأحمر الأمريكي ونظيره في هندوراس أمكن لمانويل أن يجري اتصالاً بعائلته ليخبر ذويه بأنه آمن وبخير. وأمكن له أيضًا أن يتواصل مع عمته التي تعيش في الولايات المتحدة، وفي نهاية الأمر تمكّن من اللحاق بها.