الحرب تدق على أبواب البيوت: فيلم بتكنولوجيا الواقع الافتراضي يضع المشاهدين في أجواء النزاعات في المدن

22 تشرين الأول/أكتوبر 2018
الحرب تدق على أبواب البيوت: فيلم بتكنولوجيا الواقع الافتراضي يضع المشاهدين في أجواء النزاعات في المدن

جنيف (اللجنة الدولية) – أصوات إطلاق نار تقترب. لا تدري هل الهرب أسلم لعائلتك أم الاختباء. اتخاذ الخيار الصحيح في هذه الظروف مسألة حياة أو موت.

الفيلم الجديد The Right Choice (الخيار الصحيح)، بتكنولوجيا الواقع الافتراضي، يضع المشاهدين في جوار عائلة سورية يحاصرها أوار حرب المدن. الفيلم، وهو إنتاج مشترك بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) ومشروع Daydream Impact الذي أطلقته شركة Google ووكالة Don’t Panic لإنتاج المحتوى الإبداعي، يستعين بتجربة محاكاة لجعل المشاهدين يدركون ما هي حرب المدن وتأثيراتها على حياة البشر على أرض الواقع. جرى تصوير فيلم The Right Choice في لبنان بتوجيه ودعم من الزملاء العاملين في اللجنة الدولية بسورية.

 تدشن اللجنة الدولية من خلال فيلم The Right Choice أسلوبًا جديدًا في السرد الروائي التفاعلي. وتضع المشاهدين في تجربة يضطرون فيها إلى اتخاذ خيار ما في مواجهة هجوم. لكن أيًّا من الخيارات المتاحة لا يفضي إلى نتيجة إيجابية في النهاية، وهو ما يبرز حقيقة أن الحرب لا تترك للمدنيين غير الخيارات السيئة. 

حقائق أساسية عن فيلم The Right Choice:

  • هذا الفيلم هو مشروع من قبل شركة داي دريم ايمباكت بالتعاون مع جوجل وشركة دونت بانك للإنتاج الإبداعي في لندن، الإنتاج لشركة فيجولايز لإنتاج الواقع الافتراضي بمساعدة شركة ستوكد.
  •  The Right Choice يمثل باكورة استخدام الواقع الافتراضي التفاعلي في القطاع الإنساني، حيث يشارك المشاهد من خلاله بشكل فاعل في تشكيل مسار الأحداث بالنسبة للمدنيين العالقين في منطقة حرب.
  • تهدف اللجنة الدولية، من خلال استطلاع ردود فعل المستخدمين، إلى تحسين فهمها لإدراك الجمهور لماهية حرب المدن، والوقوف على مدى تأثير الواقع الافتراضي في السلوكيات والكيفية التي يساعد بها في بناء جسور من التعاطف مع المتضررين من الحروب.

 

  •  يمكن تنزيل هذا الفيلم، الذي أُنتج لمنصة Daydream التابعة لشركة Google ،على الهواتف الذكية من متجر Google Playstore ومتجر iOS Apple Store.

 

قال مدير مشروع The Right Choice باللجنة الدولية، "كريستوفر نيكولاس": "ينقل الواقع الافتراضي المشاهدين من الأجواء المريحة في بيوتهم ليعايشوا أجواء الرعب بأسلوب يتسم بالقوة والعمق. والسؤال الذي يطرحه الفيلم هو: ماذا ستفعل إذا تعرضت لهجوم؟ لقد أردنا تقديم تجربة قصيرة ودرامية، ومقنعة وواقعية في الوقت ذاته. وكان هدفنا هو أن يعايش الأشخاص، الذي ليست لديهم أي فكرة عن النزاعات في المدن، أجواء هذه الفظائع على حقيقتها. "

قالت السيدة "سارا ستيل"، المسؤولة عن برنامج الواقع الافتراضي في شركة Google: "قد يصعب أحياناً توعية الناس بحقيقة بعض الحالات، خاصة حين تكون بعيدة. ونشعر بالامتنان إزاء اللجنة الدولية التي أبرمت هذه الشراكة معنا وسمحت لنا بتسخير الواقع الافتراضي لأجل مهمة حيوية، ألا وهي نقل صورة من واقع حالة معقّدة والإسهام في منح الأشخاص المنسيين فرصة للتعبير".

قالت مديرة دائرة الإعلام وإدارة المعلومات باللجنة الدولية، "جنيفر هاوسمان": "الحرب تعود لساحات المدن والمدنيون هم من يدفعون الثمن يومًا بعد يوم. أظهر بحث صادم أجرته اللجنة الدولية في 2017 أن النزاعات في المدن مسؤولة عن 70% من الوفيات بين المدنيين في العراق وسورية. فالجماعات المسلحة تتخفى في دروب المدن وليس في الأحراش، وتدور رحى حرب العصابات في الشوارع. ويمكن أن تكون الوسائل التكنولوجية الجديدة، بما فيها الواقع الافتراضي، أداة فعالة في مساعدة جمهور واسع على إدراك التكلفة البشرية الباهظة للحروب." 

يُبرز بحث جديد أجري في إطار متابعة التقرير الذي نشر عام 2017 تحت عنوان رأيت مدينتي تحتضر الأثر الذي يخلفه القتال في مدن وبلدات سورية والعراق على المدنيين. وبحسب هذا البحث الجديد، فإن أرواح المدنيين التي أزهقت بسبب حروب المدن في أربع محافظات في سورية والعراق (خلال الفترة من آذار/مارس 2017 إلى تموز/يوليو 2018) تفوق عدد الأرواح التي أزهقت في صفوفهم بسبب القتال المستمر أو الدائر في مناطق أخرى بثمانية أضعاف. 

إن المهمة الرئيسية للجنة الدولية هي حماية المدنيين في المدن والأماكن التي تدور فيها رحى المعارك وتحتدم النزاعات. ولهذا يريد فيلم The Right Choice أن يختبر قدرة تكنولوجيا الواقع الافتراضي على بناء جسور من التعاطف بين مستخدميها والمدنيين العالقين في مناطق الحروب. ومن خلال استطلاع ردود فعل أشخاص في مدن كبرى حول العالم دمرتها الحروب من قبل، تسعى اللجنة الدولية إلى معرفة ما إذا كان هذا الأسلوب التفاعلي يلقى صدى لدى الجمهور، ويملك القدرة على تغيير إدراك الأشخاص للقضية أو الدفع باتجاه تغيير السلوكيات. وستساعد الرؤى المستقاة من تفاعل الجمهور مع فيلم The Right Choice في اتخاذ قرارات مدروسة في الاستثمارات المستقبلية في تكنولوجيا الواقع الافتراضي، بصفتها أداة مهمة في تثقيف الأشخاص ورفع وعيهم وتوجيه مواقفهم بشأن القضايا الإنسانية الملحة.