روسيا–أوكرانيا: اللجنة الدولية تدعم عملية واسعة النطاق لإعادة جثامين أفراد عسكريين

وفي هذا السياق، قالت المديرة الإقليمية للجنة الدولية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى، أريان باور: "تمثل إعادة رفات الجنود الذين قتلوا في النزاع إلى أوطانهم أهمية بالغة للعائلات التي تتوق إلى معرفة مصير أحبّائها. وتماشيًا مع دورها الراسخ باعتبارها وسيطًا محايدًا، أشرفت اللجنة الدولية على هذه العملية الواسعة النطاق لنقل الرفات بناءً على طلبٍ من أطراف النزاع. إن إعادة الأفراد العسكريين المتوفين إلى أوطانهم تشكل خطوة مهمة نحو تحديد هوياتهم وتقديم إجابات للعائلات التي تتلهف لمعرفة أي أخبارٍ عنهم." 

اتفقت روسيا وأوكرانيا على تنفيذ هذه العملية، التي استمرت عدة أيام في الفترة من 11 إلى 16 حزيران/يونيو، عقب مفاوضات جرت بينهما في إسطنبول في الثاني من حزيران/يونيو 2025. وقد دعت أطراف النزاع لاحقًا اللجنة الدولية للمشاركة في العملية بصفتها وسيطًا محايدًا. بدورها، قدمت اللجنة الدولية المشورة التقنية والدعم المادي للمساهمة في إعادة الرفات البشري بطريقة لائقة تحفظ الكرامة الإنسانية، بما يعزز قدرة السلطات على التعرف عليه. 

ويقع على عاتق أطراف النزاع التزام قانوني، بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949، بالبحث عن الموتى وجمع الجثامين وإجلائها، بغض النظر عن الطرف الذي كانوا يقاتلون في صفوفه. كما تتحمل مسؤولية اتخاذ جميع التدابير الممكنة للتعرف على رفات المتوفين وإبلاغ عائلاتهم.

ومنذ عام 2022، شاركت اللجنة الدولية في أكثر من 50 عملية لإعادة الرفات البشري بين طرفي النزاع. ويتفق الطرفان على شروط هذه العمليات وتوقيتها، وكذلك على الأشخاص الذين يُعاد رفاتهم إلى أوطانهم.

وأضافت باور: "إن قدرة اللجنة الدولية على أداء دورها باعتبارها وسيطًا موثوقًا به في العمليات الإنسانية تنبع من حيادها واستقلالها. ونحن نُقدّر كثيرًا الجهود التي تبذلها الأطراف للتوصل إلى اتفاق لإعادة الرفات وتنسيق هذه العمليات. وتبقى اللجنة الدولية على أهبة الاستعداد لدعم أي جهود إضافية تُبذل من أجل صون كرامة الموتى والمساعدة في وضع حدٍ لمعاناة العائلات."

وبحلول نهاية شهر أيار/مايو 2025، سجلت اللجنة الدولية 126 ألف حالة لأشخاص أبلغت عائلاتهم عن فقدهم من كلا الطرفين.