انعقاد الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين دولة الكويت واللجنة الدولية لتعزيز الشراكة الإنسانية

وقد ترأس الحوار معالي الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح، نائب وزير الخارجية، والسيدة ميريانا سبولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية. كما شهدَ الحوار مشاركة بيير كراهنبول، المدير العام للجنة الدولية، وعدد من الممثلين رفيعي المستوى عن كلٍ من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي.

وقد أبرز الاجتماع ريادة الكويت المتواصلة في العمل الإنساني والمهمة العالمية للجنة الدولية في حماية الأشخاص المتضررين من النزاع المسلح والعنف ومد يد العون إليهم. ودارت المناقشات في مدار توسيع نطاق الاستجابات المشتركة للأزمات الإنسانية في غزة والسودان والصومال وسوريا وتعزيز الجهود المبذولة في مسألة المفقودين، إلى جانب دعم الترويج للقانون الدولي الإنساني واحترامه.

وتحققت عدة نتائج أساسية خلال الحوار، منها ما يأتي:

• إعلان حكومة الكويت عن تقديم مساهمة بقيمة 7.7 ملايين دولار أمريكي لتعزيز أنشطة اللجنة الدولية الإنسانية في سوريا، مما سيساعد على تقديم المساعدة الأساسية للمجتمعات المتضررة من جراء النزاعات الممتدة لسنوات.

• التوقيع على اتفاقية بقيمة 2.5 مليون دولار أمريكي بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية واللجنة الدولية بغية دعم العمليات الإنسانية في الصومال، مما يؤكد النهج الكويتي الرامي إلى الربط بين الاستجابة الإنسانية ومساعي التنمية المستدامة.

• التوقيع على اتفاقية بقيمة مليوني دولار أمريكي بين جمعية الهلال الأحمر الكويتي واللجنة الدولية لتعزيز الحصول على خدمات الرعاية الصحية للمجتمعات المستضعفة في جمهورية السودان.

• الإقرار بالدور الريادي للكويت في مسألة المفقودين واتفاق الجانبين على زيادة التعاون والتنسيق التقني بهدف تطوير المبادرات الإنسانية والمؤسسية التي تتناول هذه المسألة البالغة الأهمية.

• أعربت دولة الكويت، بمساهماتها السخية وشراكتها الإنسانية العريقة، عن نيتها العودة للانضمام إلى مجموعة المانحين الداعمين للجنة الدولية، مجددةً التزامها بالمشاركة الفاعلة في رسم معالم العمل الإنساني الدولي.

وقد أشادت رئيسة اللجنة الدولية، ميريانا سبولياريتش، برؤية الكويت الإنسانية وقيادتها العالمية، إذ قالت:

"في ظل تفاقم النزاعات وتصاعدها، يساعد دعم الكويت عملنا الإنساني فِرقَنا على الانتشار في أماكن الأزمات المستمرة مثل الصومال وسوريا وأماكن أخرى. وإنني أُشيد أيضاً بالتزام الكويت تجاه دعم عملنا في إيجاد حلول لمسألة المفقودين على الصعيد العالمي، ولانضمامها لأكثر من 90 دولة في مبادرتنا الهادفة إلى تعزيز الالتزام السياسي بقواعد الحرب".

وقد أكد معالي الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح خلال كلمته في هذه الفعالية على التزام دولة الكويت بالعمل الإنساني المتعدد الأطراف قائلاً:

"تربط دولة الكويت باللجنة الدولية علاقة تاريخية وراسخة ترتكز على المبادئ والقيم المشتركة والثقة ورؤية إنسانية موحدة. ولقد جسّدَ التعاون بيننا على مدى أكثر من ثلاثة عقود إيمان الكويت بأن العمل الإنساني يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية وجهود التنمية. ويؤكد حوار اليوم من جديد عزمنا على ترجمة هذه القيم إلى نتائج ملموسة تشمل حماية المدنيين والتصدي لمأساة المفقودين ودعم التعافي في البلدان التي مزّقتها الأزمات. ستواصل دولة الكويت وقوفها إلى جوار اللجنة الدولية وجميع الشركاء الذين يسعون للحفاظ على الكرامة الإنسانية ورفع المعاناة عن المتضررين أينما كانوا."

وقال سعادة السفير خالد المغامس، رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي:

"لقد أقامت جمعية الهلال الأحمر الكويتي منذ أن تأسست في عام 1966 شراكةً وثيقة مع اللجنة الدولية، باعتبارها جزءاً من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وذلك لتعزيز العمل الإنساني وضمان وصول المساعدة لمَن هم في أمسّ الحاجة إليها، بما في ذلك في الأزمات التي طواها النسيان.

وتجسّد الاتفاقية المُوقَّعَة اليوم بين جمعية الهلال الأحمر الكويتي واللجنة الدولية، والبالغة قيمتها مليوني دولار أمريكي، تضامن دولة الكويت الراسخ مع الشعب السوداني وتعهُّدها بتقوية قدرته على الصمود في مواجهة التحديات الإنسانية القائمة".

وقد أكد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مجدداً التزامه بتعزيز الصلة بين العمل الإنساني والتنمية المستدامة وتقديم الدعم للجنة الدولية من خلال اتفاقية منحة بقيمة 2.5 مليون دولار أمريكي وُقِّعت خلال الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى لتمويل مشروع في حكومة الصومال الفيدرالية، مصرحاً:

"يهدف المشروع إلى تعزيز الوصول إلى الخدمات الأساسية عن طريق دعم إنشاء مرافق جديدة وإعادة تأهيل المنشآت الحالية. ويهدف أيضاً إلى معالجة أوجه القصور الجسيمة في تقديم خدمات الرعاية الصحية والوصول إلى المياه الصالحة للشرب، مع التركيز تحديداً على أكثر مناطق البلاد عرضةً للخطر وأكثرها عزلة.

وهذه المنحة هي المساهمة الثانية من نوعها في إطار الشراكة بين الصندوق الكويتي واللجنة الدولية في ميدان الدعم الإنساني. فقد وُقِّعَت المنحة الأولى في عام 2021 بغية دعم تعزيز صمود الخدمات الأساسية للاجئين السوريين في لبنان، وبلغت قيمتها 3.5 ملايين دولار أمريكي."

وقد شملت الفعالية لقاءات ثنائية بين قيادة اللجنة الدولية وسمو ولي عهد دولة الكويت، فضلاً عن مسؤولين كويتيين رفيعي المستوى، بمن فيهم وزير العدل والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، تلتها جلسة مسائية أٌقيمَت في معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي حضرها السلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية.

ملاحظة للمحررين:
الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين اللجنة الدولية والكويت منبر سنوي للسياسات أُُطلِقَ في عام 2017 لتوحيد الأولويات في مجالي العمل الإنساني والتنمية بين اللجنة الدولية ودولة الكويت. ويُعدُّ هذا الحوار نموذجاً للشراكة الفعالة والقائمة على المبادئ، إذ يجمع بين الجهود الدبلوماسية الإنسانية العالمية للكويت والخبرة الميدانية للجنة الدولية في مختلف أنحاء العالم.