عندما ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي قبل نحو عقد ونيف من الزمن، لم يكن يخطر ببال أحد أن تصل قدراتها وتأثيرها إلى اختزال الحدود إلى هذه الدرجة بين عالمنا الواقعي وعالمها الافتراضي. فقد أصبحت هذه الشبكات منصات انطلاق لاحتجاجات شعبية، ومنابر لجماعات وأفراد لم يكن صوتهم مسموعا، ومصدرا لرسائل تطوف العالم رغم أنف الرقباء، بل وأصبحت تشكل فرصا لتطوير العمل الإنساني وفي أحيان أخرى تحدٍ يعيقه.
في هذا العدد الأول لسنة 2015 من مجلة "الإنساني" نحاول أن نفرد في الملف مساحة لفهم هذه الظاهرة ومستقبلها ولفهم تأثيرها على واقعنا اليوم، الذي تتزاحم فيه الصراعات والأزمات الإنسانية وتؤدي فيه مواقع التواصل الاجتماعي دور البطولة في تأجيج بعض هذه الصراعات، ولكن أيضا دورا في الكشف عن الكثير من الاحتياجات الإنسانية والمعاناة التي يمر بها ضحايا هذه النزاعات والمساعدة على حلها. كما يتناول العدد قضايا إنسانية أخرى شكلت تحديا خلال العام المنصرم وما تزال، لعل أبرزها انتشار وباء إيبولا والرعب العالمي الذي سببه؛ ونستعرض في مقالات أخرى تأثير الحرب على العاملين في المجال الإنساني كما على تعليم جيل كامل من اللاجئين اليوم؛ كما نتناول قضية الحروب الحديثة التي تعتمد على أسلحة مبرمجة يتم التحكم بها عن بعد وما تشكله من تحديات قانونية.
يمكنكم الاطلاع على الأعداد السابقة من مجلة الأنساني من خلال هذا المسار.