الرعاية الصحية في خطر: يجب أن نتعلم من بعضنا البعض
الافتتاحية- الرعاية الصحية في خطر: النشرة الإخبارية – ديسمبر/ كانون الأول 2014 العبر موجودة في كل مكان وليس فقط في الأماكن التي يعصف بها النزاع مثل غزة وسورية. فعدد الهجمات الموجهة ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية وضد المرافق الصحية والمركبات الطبية المسجلة في عام 2014 وخطورة تلك الهجمات هي خير دليل على أن تقديم الرعاية الصحية على نحو آمن لا يزال قضية ملحة في العديد من الحالات. |
ولقد اضطلعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر جنباً إلى جنب مع شركاء عدة، بمشروع الرعاية الصحية في خطر لأنها أدركت الحاجة الملحة لحماية خدمات الرعاية الصحية أثناء النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى. وبدأ تنفيذ المشروع في عام 2011 ثم توسعت دائرة المناصرة العالمية للمشروع وإنشاء الشبكات وإجراء المشاورات في المرحلة التالية، وتجاوزت حدود الحركة الدولية. وهذا هو المراد، لأن مشروع الرعاية الصحية في خطر أكد منذ البداية أن قضية تحظى بمثل هذا الاهتمام المشترك لا تحتاج لاهتمام عالمي فحسب بل وإلى تنفيذ إجراءات ملموسة أيضاً من جانب جميع المعنيين من مقدمي الرعاية الصحية للمشرعين الوطنيين وواضعي السياسات والجهات الفاعلة المسلحة، والمجتمع الإنساني الدولي والمجتمع المدني.
ويقوم كل واحد منا – سواء كان من ممارسي المهن الطبية أو المسؤولين الحكوميين أو ممثلي المنظمات الدولية أو أعضاء المجتمع المدني - بدور في توفير بيئة تحمي نظم الرعاية الصحية على الصعيدين الوطني والدولي. وقد أوضح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومحاورون آخرون هذه النقطة أثناء المناقشة رفيعة المستوى التي جرت على هامش اجتماعات الجمعية العامة التاسعة والستين للأمم المتحدة (صـ2).
وينبغي لنا بصفتنا فاعلين محايدين ومستقلين وغير متحيزين نعمل في الحقل الإنساني أن نوصل صوتنا إلى الأطراف المعنية، سواء الدول أو الجماعات من غير الدول. وتكشف البيانات التي جمعتها اللجنة الدولية في إطار مشروع الرعاية الصحية في خطر أن 90 في المائة من ضحايا حوادث العنف التي وقعت منذ عام 2011 وكانت موجهة ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية كانوا موظفين محليين لا دوليين. وقد تكون تبعات تلك الحوادث خطيرة للغاية بالنسبة للضحايا ولمجتمعات محلية بأكملها لأن الرعاية الصحية قد لا تتوفر بسبب هذا العنف حيثما تمس الحاجة إليها، وقد تتقوض نظم صحية برمتها من جراء ذلك. ومن ثم فإن جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تخاطر مخاطرة كبيرة في هذا الصدد. وينبغي أن نضع في الحسبان أن الحركة التي تضم 189 جمعية وطنية تعمل في سياقات مختلفة لديها رصيد ضخم من الخبرات المتراكمة وبالتالي فهي في وضع فريد يمكنها من خلاله إثراء مشروع الرعاية الصحية في خطر بمجموعة متنوعة من الممارسات الجيدة المستمدة من الخبرة الميدانية لآلاف الموظفين والمتطوعين. ويمكن للجمعيات الوطنية باعتبارها سفيراً لمشروع الرعاية الصحية في خطر داخل بلدانها أن تقدم توصيات تستند إلى شواهد، وأن تعتمد تدابير عملية استناداً إلى خبرتها وأن تقترح استجابات موائمة للسياق الذي تعمل به تساهم في سلامة خدمات الرعاية الصحية ومن يقدمونها. وتعتبر حالة نيبال التي وردت في هذه النشرة (صـ4) أحد الأمثلة العديدة التي تبين كيف يمكن للأطراف المعنية العمل معاً للرد على التحديات الماثلة أمام مشروع الرعاية الصحية في خطر وتنفيذ أنشطة متوائمة مع السياق.
وأخيراً، فإن تبادل الخبرات في ما بيننا وتعلّمنا من الممارسات الجيدة لكل منا يحمل في طياته أهمية حاسمة بالنسبة لنا إذا كنا نرغب في حماية خدمات الرعاية الصحية في حالات الطوارئ وفي تحسين مستوى تقديمها. وأنا أحثكم على قراءة المقابلة التي أُجريت مع السيد عبد العزيز ولد محمد (صـ7) للتعرف على ما قام به لإنقاذ المستشفى الذي كان يعمل به من الاستهداف.
الدكتورة نهال الحفني
منسقة البرامج والمشاريع بجمعية الهلال الأحمر المصري