أكاديميون من إندونيسيا يقارنون أحكام القانون الدولي الإنساني بقواعد الإسلام ذات الصلة

20-02-2011 مقابلة

في نهاية العام 2010, نظمت بعثة اللجنة الدولية الإقليمية في جاكرتا دورة أساسية عن القانون الدولي الإنساني لحوالي 30 أكاديمياً من مختلف الجامعات الإندونيسية. وشارك الدكتور عامر الزمالي من اللجنة الدولية في هذا الحدث البارز الذي عُقد في جامعة المحمدية بشمال سومطرة في إندونيسيا.

والدكتور عامر الزمالي حائز على شهادات في القانون من جامعتي تونس وجنيف, ويعمل مع اللجنة الدولية منذ أكثر من عشرين عاماً, في الميدان والمقر. وقد ألقى محاضرات في العديد من المؤتمرات والندوات والدورات حول القانون الدولي الإنساني, والمواضيع ذات الصلة بالعلاقة بين القانون الدولي الإنساني وأحكام الفقه الإسلامي ذات الصلة. وهو يعمل حالياً مستشاراً لشؤون العالم الإسلامي في بعثة اللجنة الدولية في عمان, الأردن.

  سؤال: هل يمكنكم أن تشرحوا لنا مواضيع المؤتمر الرئيسية؟  

د. عامر الزمالي: لقد كانت الدورة المتخصصة حول القانون الدولي الإنساني لأساتذة الدراسات الإسلامية - الأولى من نوعها في البلاد - غنية جدا, وكان هدفها تغطية الجوانب الرئيسية للقانون الدولي الإنساني. وشملت الحماية العامة والخاصة للأشخاص والممتلكات في أوقات النزاع المسلح; والمبادئ الأساسية ذات الصلة بوسائل الحرب وأساليبها; وآليات تنفيذ القانون الدولي الإنساني, بما في ذلك السلطات القضائية الوطنية والدولية; والعلاقة بين القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. ونوقشت هذه المواضيع بالمقارنة مع قواعد الإسلام ذات الصلة.

  سؤال: لماذا تعتقدون أن هذه الدورة التي دامت أربعة أيام كانت مهمة إلى هذا الحد بالنسبة إلى المشاركين؟  

د. عامر الزمالي: لقد لاحظنا حرص المشاركين على الحصول على معلومات دقيقة حول القانون الدولي الإنساني, ورحبنا بالعناية الفائقة التي أبدتها اللجنة الدولية بالمبادئ الإنسانية الإسلامية. وجاءت هذه الدورة ثمرة المبادرات التي أطلقتها اللجنة الدولية بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية الإسلامية خلال السنوات القليلة الماضية في عدة مناطق من إندونيسيا. وهي مثال حي على استمرار عملية التعاون.

  سؤال: ماذا تنتظر اللجنة الدولية بعد هذا الحدث, من المشاركين والمؤسسات الأكاديمية التي مثلوها؟  

د. عامر الزمالي: لا شك أن توسيع نطاق عملية التعاون وتعزيزها بالنسبة إلى بلد باتساع إندونيسيا وتنوعه يعدان من الحاجات الملحة في السنوات المقبلة. وقد أعرب المشاركون عن رغبتهم في إدراج القانون الدولي الإنساني في برامجهم وتعميق دراسته. ونحن نعتزم تنظيم دورات متخصصة في المستقبل بشأن بعض المواضيع المحددة. وسنبذل جهوداً حثيثة لتعزيز خبرة الباحثين, مع مراعاة خلفيتهم العلمية.

  سؤال: هل تعتزم اللجنة الدولية تنظيم دورات مماثلة لأساتذة الدراسات الإسلامية أو تنظيم لقاءات أخرى في إندونيسيا أو في المنطقة؟  

د. عامر الزمالي: لقد أعرب المشاركون بشغف عن حاجتهم إلى تنظيم دورات كهذه, ونحن نعتقد أن من الضروري متابعتهم داخل مؤسساتهم المعنية. وحري بالذكر أن اللجنة الدولية كانت قد أشركت علماءً من إندونيسيا في المؤتمر الدولي الأول حول " الإسلام والقانون الدولي الإنساني " الذي عقد في

إسلام آباد في تشرين الأول/ أكتوبر 2004. وستعود المشاركة في هذه الدورات - بطريقة أو بأخرى - بالفائدة على ممثلي إندونيسيا في محافل القانون الدولي الإنساني والاجتماعات في الخارج.

  سؤال: هل يمكنكم أن توضحوا لنا مساهمتكم الشخصية في هذا الصدد لتطوير تعاون اللجنة الدولية مع الأوساط الإسلامية؟  

د. عامر الزمالي: إن الدروس المستفادة من سنوات التعاون مع الدوائر الأكاديمية - بما في ذلك مع العلماء المسلمين - في العالم الإسلامي تؤكد على أن المعرفة العلمية بالقانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية مهمة جداً لاستمرار هذا التعاون وتعزيز أواصره. وقد عملنا على تعميق حوارنا وتوسيع نطاقه مع الأكاديميين والعلماء المسلمين في ظل الاحترام الكامل لهويتهم ومواقفهم وعلومهم.

وفي الوقت الذي نسلط فيه الضوء على أوجه التشابه بين أحكام الإسلام ذات الصلة والقانون الدولي الإنساني, فنحن نشجع الباحثين والأساتذة المسلمين, من خلال تقديم المشو رة وتزويدهم بالوثائق, على دراسة القانون الدولي الإنساني وتدريسه, ونشر مقالات بشأنه. والقائمة تطول, إلا أن الإبقاء على قنوات الحوار والاتصال مفتوحة مع الدوائر الأكاديمية الإسلامية, خصوصاً, وتعزيز هذه القنوات وتطويرها يقتضي امتلاك رؤية واضحة تقوم على تحليل الماضي وتستند إلى استشراف المستقبل. وذلك رهنٌ أولا وقبل كل شيء بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين.

 
       

الأوساط الأكاديمية في إندونيسيا والقانون الدولي الإنساني: 15 عاماً من الشراكة 
   
تعمل اللجنة الدولية في إندونيسيا على التعريف بالقانون الدولي الإنساني ونشره في أوساط الأكاديميين منذ عام 1997, وتقوم بذلك في شراكة مع كبرى المؤسسات الخاصة والعامة في إندونيسيا. ويهدف هذا الجهد إلى الوصول إلى صناع القرار وقادة الرأي في المستقبل.    
وتنظم البعثة الإقليمية باستمرار دورات تدريبية متقدمة بشأن القانون الدولي الإنساني, وجلسات إعلامية, واجتماعات أكاديمية للباحثين وطلاب القانون والعلوم الاجتماعية والسياسية, فضلا عن العلوم الإسلامية ومعهد إدارة الدولة. كما تعمل على تسهيل مشاركتهم في ورش العمل والندوات والمؤتمرات على الصعيدين الوطني والدولي. ومن نتائج ذلك, قيام عدة جامعات بإدراج القانون الدولي الإنساني في مناهجها الدراسية, وتقديمه إما كموضوع منفصل ومستقل أو إدراجه في مواضيع أخرى ذات صلة.
    وسعياً إلى إثارة الاهتمام بالقانون الدولي الإنساني, وتقييم مستوى فهم الطلاب له, تنظم اللجنة الدولية لقاءات سنوية مثل مسابقة المحاكم الصورية حول القانون الدولي الإنساني بالتعاون مع الجمعية الإندونيسية للقانون الدولي, فضلا عن المناقشة الوطنية للقانون الدولي الإنساني. ومن الملاحظ أن عدد الجامعات المشاركة في هذه اللقاءات يزداد كل عام.
    وعلاوة على ذلك, كثيراً ما يدعى ممثل عن اللجنة الدولية كمحاضر زائر في كلية القيادة والأركان, وكلية أركان الجيش, والقوات الجوية والبحرية للقوات المسلحة الإندونيسية, واهتمام هذه الكيانات بالقانون الدولي الإنساني وفهمها له في ازدياد مطرد. 
           
       
 

الصور

سومطرة, إندونيسيا. د. عامر الزمالي يلقي محاضرة حول القانون الدولي الإنساني والإسلام في ورشة عمل حضرها أكاديميون يمثلون الجامعات الإندونيسية. 

سومطرة, إندونيسيا. د. عامر الزمالي (إلى اليسار) يلقي محاضرة حول القانون الدولي الإنساني والإسلام في ورشة عمل حضرها أكاديميون يمثلون الجامعات الإندونيسية.
© ICRC / Usnu