السودان: ضحايا النزاع يبحثون عن أحبائهم وسط فرار مئات الآلاف من ود مدني

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان، بيير دورب: "نخشى أن تتحول مدينة ود مدني، التي كانت تعتبر ملاذًا آمنًا للأشخاص الفارين من العنف الشديد في الخرطوم، إلى فخ آخر للموت". وأضاف قائلًا: "رأينا الناس اليائسين يفرون مذعورين على أصوات الانفجارات وسط الاختناقات المرورية والفوضى. وفي كل مرة يحدث فرار، ينفصل الأقارب ويُترَك الضعفاء وحدهم، مثل كبار السن وذوي الإعاقة."

كانت ود مدني قد تحولت إلى ملجأ للعديد من سكان الخرطوم بعد أن دمرت الأعمال العدائية المكثفة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان أجزاء كبيرة من العاصمة وانقطعت الخدمات الأساسية عن أحياء بأكملها.

ونقلت اللجنة الدولية موظفيها مؤقتًا من ود مدني يوم الجمعة. وتواصل المنظمة حوارها مع الأطراف وتدعو بشكل عاجل إلى إتاحة سبل إنقاذ الأرواح إلى جميع المناطق المتضررة من القتال وسط تصاعد الاحتياجات الإنسانية.

وبلغ عدد النازحين بعد ثمانية أشهر من النزاع قرابة ستة ملايين سوداني، وهو العدد الأكبر في تاريخ البلاد. فالناس يعيشون في ظروف مزرية بعد أن فروا من العنف المسلح. وهم يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء، ويواجهون خوفًا وضبابية باستمرار. وقد نزح العديد من المدنيين السودانيين مرات عديدة، بينما وجد آخرون أنفسهم محاصرين في مواقع خطيرة دون أن يتمكنوا من الفرار.

 في ظل هذه الظروف القاسية يسَّرت اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر السوداني خلال الأشهر الثلاثة الماضية إجراء نحو 9500 مكالمة هاتفية للأشخاص الذين فقدوا الاتصال بأحبائهم. ووزعت اللجنة الدولية أيضًا مساعدات مالية على أكثر من 22000 نازح في القضارف والجزيرة وغرب دارفور.

وفي الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2023، اضطلعت اللجنة الدولية بما يأتي:

عن اللجنة الدولية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) منظمة محايدةوغير متحيزة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة تنبع من اتفاقيات جنيف لعام 1949. وتساعد اللجنة الدولية المتضررين من النزاعات المسلحة وأعمال العنف الأخرى في جميع أنحاء العالم، باذلة كل ما في وسعها لحماية أرواحهم وكرامتهم وتخفيف معاناتهم، وغالبًا ما تفعل ذلك بالتعاون مع شركائها في الصليب الأحمر والهلال الأحمر.