بيان

بيان صادر عن رئيس اللجنة الدولية السيد "بيتر ماورير" بشأن النزاع في أوكرانيا

جنيف (اللجنة الدولية) - مع إندلاع هذه المرحلة الجديدة من القتال في أوكرانيا دب الرعب في قلبي. إذ يهدد اشتداد النزاع وانتشاره بحدوث قدر من الخسائر في الأرواح والدمار يبعث مجرد التفكير فيه على الخوف، نظرًا للقدرات العسكرية الهائلة المنخرطة في القتال.
ونحن نلمس بالفعل الآثار الفورية على المدنيين، إذ أدى التصعيد الأخير إلى موجة نزوح جديدة. ولقد عانى سكان دونباس وأماكن أخرى بالفعل ثماني سنوات من النزاع. لكنني الآن أخشى من زيادة المعاناة، مع احتمال وقوع أعداد هائلة من الضحايا ودمار واسع النطاق يطال الأعيان المدنية مثل محطات المياه والكهرباء، فضلاً عن النزوح الجماعي والصدمات والانفصال الأسري والمفقودين.
وترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في ضوء خبرتها الطويلة التي اكتسبتها أن الحسابات الخاطئة وعدم الفهم والافتراضات الخاطئة لتقييم الآثار المحتملة للعمليات القتالية الكبيرة على المدنيين يمكن أن يكون لها آثار مروعة.

ومن ثم، نطلب من الأطراف المشاركة في هذا القتال أن يأخذوا في الحسبان ما يلي:
• يجب على أطراف النزاع في أوكرانيا الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولها الإضافي الأول لعام 1977، وكذلك ضمان حماية السكان المدنيين والمحتجزين. ويجب عليهم الامتناع عن شن الهجمات التي تنتهك قواعد سير العمليات العدائية أو حظر وسائل الحرب وأساليبها. ويجب تجنب استخدام الأسلحة ذات الآثار الواسعة في المناطق المأهولة بالسكان.
• يجب عدم توجيه الهجمات ضد الأعيان المدنية. إذ يجب الحفاظ على الهياكل الأساسية، بما في ذلك نظم المياه والغاز والكهرباء التي تزود منازل المدنيين والمدارس والمرافق الطبية، على سبيل المثال، بإمدادات المياه والكهرباء الحيوية. كما يجب أن تحترم الهجمات التي تنفذ باستخدام التقنيات والوسائل الإلكترونية الجديدة القانون الدولي الإنساني.
• يجب حماية الحيز المتاح للعمل الإنساني المحايد وغير المتحيز والمستقل حتى تتمكن الجهات الفاعلة مثل الصليب الأحمر الأوكراني واللجنة الدولية والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من الحفاظ على إمكانية الوصول إلى المدنيين.
وتضع اللجنة الدولية على رأس أولوياتها مساعدة المحتاجين. وقد سلمنا هذا الأسبوع 3,000 لتر من المياه الصالحة للشرب إلى مستشفى دوكوتشيفسك وأرسلنا 7,000 لتر إلى منطقة دونيتسك. وتشمل الأنشطة الأخيرة أيضًا زيارات إلى أماكن الاحتجاز للمساعدة في تحسين ظروف النظافة والتغذية. وإذا سمح الوضع الأمني، ستواصل فرقنا الموجودة الآن في أوكرانيا عملها لإصلاح البنية التحتية الحيوية، ودعم المرافق الصحية بالأدوية والمعدات، وتزويد العائلات بالأغذية ومستلزمات النظافة. كما سنواصل حوارنا الثنائي والسري مع أطراف النزاع لحماية المتضررين من القتال.

وندعو جميع الدول إلى بذل كل ما في وسعها وسلطتها لتجنب تصعيد النزاع الذي تفوق كلفته وعواقبه على السكان المدنيين القدرة على حمايتهم ومساعدتهم. وقد شهدت اللجنة الدولية اندلاع العديد من النزاعات وتصاعدها في السنوات الأخيرة، ومع انتهاء القليل منها، يظل السكان المدنيون هم من يتحملون العواقب.

 

ملاحظة للمحررين:

تأسست اللجنة الدولية عام 1863، وتعمل في جميع أنحاء العالم لمساعدة الأشخاص المتضررين من النزاعات والعنف المسلح وتعزيز القوانين التي تحمي ضحايا الحرب. وهي منظمة محايدة ومستقلة وغير متحيزة، ينبع تفويضها من اتفاقيات جنيف لعام 1949. ويقع مقر اللجنة الدولية في جنيف، بسويسرا ، وتعمل في أكثر من 100 دولة حول العالم.
سيتوفر فيديو يحمل بيانًا للرئيس بيتر ماورير قريبًا في غرفة الأخبار والقنوات الرقمية العالمية.
 

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
السيد Florian SERIEX، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جنيف (للغتين الإنجليزية والفرنسية):

41795740636+ fseriex@icrc.org
السيدة Daisy BALDWIN ، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لندن (للغة الإنجليزية):

447492704145+ dbaldwin@icrc.org