وتضم بلدان غرب إفريقيا والبلدان التي تقع على حدود المتوسط والأطلسي بعض ممرّات الهجرة الأخطر على الإطلاق. ويختفي المهاجرون على امتداد ممرّات الهجرة في الصحراء وعند غرق القارب في عرض المحيط الأطلسي أو البحر المتوسط وعند عبور مناطق النزاع. ويفقد الكثير منهم القدرة على الاتصال بذويهم حين يعلقون أو يُحتجزون دون تمكينهم من وسائل للتواصل أو التعامل مع العالم الخارجي.
وصرّحت السيدة منى صادق، نائب المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا في اللجنة الدولية بأن "أصبحت هناك حاجة ماسّة للتحلي بالتعاطف الإنساني واعتماد نهج مشترك لتقديم المساعدة للمهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل والتخفيف من معاناة أهل المهاجرين المفقودين في أنحاء العالم". وأضافت قائلة: "لا يمكن أن يتحقّق ذلك في غياب الإرادة السياسية اللازمة والتعاون والتنسيق العابرين للحدود الإدارية من أجل تبادل المعلومات بين الأطراف المعنيّة."
وتُشكّل ظاهرة المهاجرين المفقودين تحديا إنسانيا هائلا يلقي بتبعاته على المنطقة، كما تُعاني آلاف الأُسَر من الحيرة إزاء المصير المجهول لأقاربها. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة[1]بأن أكثر من 11000 مهاجر لقوا حتفهم في منطقة الساحل والصحراء منذ سنة 2014، مشيرة إلى أن هذا العدد ليس إلّا نسبة ضئيلة من العدد الفعلي للضحايا.
بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يُواجه الأهل صعوبات إدارية وقانونية واقتصادية جمّة جرّاء غياب فرد من العائلة، إذ لا يُمكنهم الحصول على الاستحقاقات الاجتماعية أو بيع الممتلكات أو التركة، أو التزوج مجددا أو ممارسة حقوق الوالدين جرّاء اختفاء قريبهم.
وتشرح السيدة منى صادق أنه "على الرغم من أنه يتعذّر علينا أن نفترض وفاة جميع المفقودين، يلقى العديد منهم حتفهم على امتداد ممرّات الهجرة ولا يُمكن أبدا التعرف عليهم - فقد لا يُعثر على جثثهم أو تبقى مدفونة في مقابر مجهولة في بلد العبور أو المقصد."
وتتعاون اللجنة الدولية في نطاق مهامها مع شركاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للحفاظ على الروابط الأسرية وإعادتها، والبحث عن الأشخاص المفقودين والتعرّف عليهم، وحماية كرامة المتوفين وتلبية احتياجات الأُسر المستضعفة جراء اختفاء ذويهم. وإلى حدود هذا اليوم، سجّلت شبكة الروابط العائلية التابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر في إفريقيا 64000 شخص مفقود[2].
وتعكس بعض الشهادات التي وردت ضمن تقرير اللجنة الدولية[3] مدى يأس أقارب المهاجرين المفقودين في إفريقيا. وأفاد أحد أقارب مهاجر مفقود في إطار مقابلة أُجريت معه في ليبيا "أنا مستعد لأبلغ عرض البحر سباحةً لأتوصّل إلى الحقيقة."
وتُذكّر اللجنة الدولية الدُّول بواجبها الذي يقضي بتوفير المساعدة الإنسانية للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل، أيا كان وضعهم القانوني، من أجل منع فقدان الأرواح البشرية أو وقوع إصابات على امتداد الممرّات البرّية والبحرية للهجرة.
مُلاحظة للمحرّرين:
يضم الاجتماع الذي ستعقده اللجنة الدولية واللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في تونس ممثلين فنّيين رفيعي المستوى من المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والسنغال وغامبيا ومالي والنيجر وكوت ديفوار ونيجريا وتشاد؛ إلى جانب منظمات على غرار الاتحاد الإفريقي والمرصد الإفريقي للهجرة والمركز الإفريقي للدراسات والبحوث المتعلقة بالهجرة وجامعة الدول العربية والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
لاستفسارات الجهات الإعلامية، يرجى الاتصال :
بالسيدة Halimatou Amadou، اللجنة الدولية في داكار، البريد الإلكتروني: hamadou@icrc.org الهاتف: 221781864687+
أو بالسيدة فاتن مطير، اللجنة الدولية في تونس، البريد الإلكتروني: fmtir@icrc.org الهاتف: 21620033625+
أو زيارة موقعنا على شبكة الإنترنت: www.icrc.org
لمشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث:
للاطلاع على ما تفعله اللجنة الدولية لوضع حد للاعتداءات على المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية:
تابعوا صفحتي اللجنة الدولية على فيسبوك facebook.com/icrc وتويتر twitter.com/icrc
[1] برنامج المهاجرين المفقودين للمنظمة الدولية للهجرة (https://missingmigrants.iom.int)
[2]لا يقتصر العديد من حالات الاختفاء على المهاجرين فحسب، بل قد تكون أيضا نتيجة للنزاع والعنف الذي تشهده عدة بلدان في إفريقيا
[3] أين أحبّاؤنا؟ العثور على المفقودين وتلبية احتياجات ذويهم، تقرير اللجنة الدولية المنشور في نيسان/أبريل 2021.