غزة: على الخطوط الأمامية لتغير المناخ

غزة: على الخطوط الأمامية لتغير المناخ

بينما يشهد العالم تغيرات عديدة في الأحوال المناخية، يبقى الأفراد الذين يعيشون في بيئات هشة هم الأكثر تضرراً. وفي هذا السياق، شاركنا مؤخراً في تنظيم ورشة عمل مع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي للنظر في هذه القضية.
مقال 07 نيسان/أبريل 2022 إسرائيل و الأراضي المحتلة

كحال العديد من سكان قطاع غزة، لا يستطيع فتحي النوم في الليل. لقد عاش فتحي طوال حياته على الساحل، وشهد حافة البحر الأبيض المتوسط تقترب أكثر فأكثر من عتبة بابه.

يؤثر تغير المناخ أيضاً على حياة حسام، وهو مزارع من قطاع غزة. كان على حسام أن يجد طرقاً مبتكرةً لحماية الفراولة التي يزرعها من الأمطار التي أصبحت تهطل بشكل غير مسبوق.

وبصفتنا منظمة تعمل في المناطق المتضررة من النزاعات والعنف في جميع أنحاء العالم، نرى في اللجنة الدولية بصورة مباشرة أنه في حين أن المناخ يتغير في كل مكان حول العالم، إلّا أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات هشة هم دائماً الأكثر تضرراً.

هذا ما نشهده اليوم في قطاع غزة، إذ تؤدي آثار تغير المناخ إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الملحّة الناتجة عن نزاع لم يُحسم بعد.

 

ومع ذلك، من الصعب إعطاء الأولوية لقضايا المناخ حيث توجد احتياجات أكثر إلحاحاً يجب الاستجابة لها، مثل الأمن والحصول على الغذاء والمياه النظيفة والكهرباء. لذا تكون الجهود الطموحة والمتضافرة وطويلة الأجل في الغالب محدودة في مثل هذه الأماكن.

بالنسبة للعديد من سكان قطاع غزة، فإن الأحداث المناخية المتطرفة وارتفاع مستوى سطح البحر ليست مجرد عناوين رئيسية في الأخبار، ولكنها حقيقة يلمسون أثرها على أرض الواقع.

وفي ضوء ذلك، عقدت اللجنة الدولية ورشة عمل فريدة من نوعها حول تأثير تغير المناخ على الوضع الإنساني في قطاع غزة. عُقدت الورشة بتاريخ 23 آذار/ مارس 2022 في تل أبيب بالاشتراك مع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وهو أحد أكبر وأعرق المؤسسات البحثية الإسرائيلية التي تركّز على القضايا العسكرية الدبلوماسية.

جمعت ورشة العمل خبراء في مجال تغير المناخ وأطراف فاعلة من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وممثلي منظمات دولية والمجتمع الإنساني، على أمل تمهيد الطريق نحو فهم مشترك للمشاكل والحلول الممكنة في هذا السياق.

خلال ورشة العمل، ناقش المشاركون الآثار الحالية والمستقبلية لتغير المناخ على قطاع غزة، مثل ملوحة المياه وتآكل الشواطئ ونقص الكهرباء، كما تناولوا العديد من الحلول الموجودة بالفعل أو اللازمة للمستقبل. وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت ورشة العمل في تأطير تغير المناخ باعتباره عاملاً مضاعفاً يُهدد الأمن في منطقة معرضة للخطر بالفعل.

نهدف من خلال ورشة العمل هذه وغيرها من المبادرات إلى تعزيز فهمنا للمخاطر قصيرة المدى وطويلة المدى وتكييف استجاباتنا وفقاً لذلك.

وفي قطاع غزة بالتحديد، نعمل على تعزيز صمود البنية التحتية والأنظمة الحيوية -بالإضافة إلى الأشخاص الذين تدعمهم- لمواجهة الصدمات والضغوط المستقبلية الناتجة عن الأعمال العدائية وتأثيرات تغير المناخ.

مواقع ذات فائدة: