تحميل نقاط المياه والصابون في مستودع اللجنة الدولية لتوزيعها في السجون كإجراء وقائي ضد الفيروس. تصوير: شيماء أحمد - اللجنة الدولية

السودان: مساعدة سلطات السجن على منع تفشي جائحة كوفيد-19

قد يسيطر قلق دائم بشأن صحة ورفاهية المحتجزين على أحبائهم حتى في أفضل الأوقات. فلك أن تتخيل إلى أي درجة قد يصل قلقهم في وقت تمثل جائحة مثل كوفيد-19 تهديدًا يربك الخدمات القائمة.
مقال 13 آيار/مايو 2020 السودان

يستحيل تطبيق مبدأ التباعد الجسدي في السجون المكتظة، وقد تكون نقاط المياه غير كافية لتلبية الحاجة إلى تكرار غسل اليدين، وتتطلب مواد النظافة مثل الصابون والمعقمات تمويلًا قد يكون متاحًا أو غير متاح. واختصارًا، فالعبء الواقع على كاهل سلطات السجون لكفالة سلامة المحتجزين وموظفي السجون وتمتعهم بصحة طيبة هو عبء ثقيل في زمن الجائحة.

ولهذا السبب، اضطلعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بما تحظى به من خبرة طويلة في زيارة مرافق الاحتجاز في جميع أنحاء العالم لكفالة ظروف احتجاز ومعاملة لائقة للمحتجزين، بتعبئة فرقها من موظفي الصحة والمياه والحماية في البلدان في جميع أنحاء أفريقيا، لدعم سلطات الاحتجاز في وضع تدابير طارئة للمساعدة على منع وصول فيروس كوفيد-19 إلى السجون والمرافق الصحية.

في السودان، تعمل اللجنة الدولية على نحو وثيق مع إدارة السجون والإصلاح التابعة لوزارة الداخلية للقيام بالأنشطة نفسها.

يقول رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان، السيد "باسكال كوتات": "إذا أردنا مساعدة الأشخاص الأشد استضعافًا في المجتمع، فإن هذا يعني في اللجنة الدولية أننا ننظر إلى السجون بعين الاعتبار فقد يتسبب وضع الحبس الجماعي في جعل السجناء وموظفي السجن، على وجه الخصوص، عرضة للخطر". وأضاف قائلًا: "أنا سعيد للغاية لأن إدارة السجون والإصلاح قبلت على الفور عرضنا تقديم الدعم والعمل معًا".

ومؤخرًا، اضطلع فريق مكون من أقسام المياه والسكن والحماية والصحة بالبعثة بتركيب 83 نقطة غسل في 10 سجون حددتها المديرية باعتبارها الأكثر احتياجًا. ووزع الفريق أيضًا أكثر من 10700 قطعة صابون على السجناء وموظفي السجن، وأتاح 300 ملصق برسوم توضيحية، وقدَّم استشارات بشأن الإجراءات التي يجب اتباعها للحفاظ على سلامة الأشخاص، وقدَّم رسائل توعية بالنظافة الشخصية حتى تبث عبر أنظمة الإعلام العام داخل السجون.

فحص نقاط المياه والصابون قبل المغادرة للتوزيع. تصوير: شيماء أحمد - اللجنة الدولية

وشارك سبعة عشر موظفًا من موظفي الصحة في السجن في تدريب مدربين لمدة ثلاثة أيام في الخرطوم، نظمه قسم الصحة باللجنة الدولية بالتعاون مع إدارة السجون والإصلاح. وقاد فريق مكون من موظفين اثنين من القطاع الطبي من منظمة أطباء بلا حدود من هولندا الدورةَ التدريبية التي ركزت على تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، والفحص، والفرز، وتدفق المرضى. سيقوم المشاركون في تلك الدورة الآن بتدريب عاملين آخرين في قطاع الصحة في مرافق الاحتجاز التي يعملون بها.

وعلق رئيس البعثة الهولندية لأطباء بلا حدود في السودان، قائلاً: "إن فداحة أزمة كوفيد-19 على مستوى العالم غير مسبوقة ونحن نحتاج إلى التضامن للتعامل مع هذه الجائحة". وأردف قائلًا: "من المهم، أكثر من أي وقت مضى، أن ينشأ تعاون وثيق بين جميع الجهات الفاعلة التي تحاول المساعدة، من أجل تعزيز جهودنا للحفاظ على استمرار عمل أنظمة الرعاية الصحية وتقليل أثر الأزمة قدر الإمكان."

إن المعرفة النظرية والمهارات العملية بشأن السلوك الآمن أمران أساسيان، وكذلك ارتداء الملابس المناسبة. ومن باب المتابعة بعد التدريب، ستتيح اللجنة الدولية قفازات وأقنعة ومعدات حماية شخصية أخرى لموظفي السجن في 11 مكان احتجاز بالاتفاق مع إدارة السجون.

نظمت اللجنة الدولية وإدارة السجون تدريبًا لسبعة عشر موظفًا في قطاع الصحة في السجون، بتنسيق من منظمة أطباء بلا حدود. تصوير: شيماء أحمد - اللجنة الدولية

وطالما استمرت أزمة الجائحة، سيظل المحتجزون من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، وستظل اللجنة الدولية ملتزمة بمواصلة دعمها لسلطات السجون وتوسيع نطاقه. وفي السودان لا يشمل هذا الدعم إعادة التزويد بالمخزون والإمدادات بعد توزيعها فحسب، ولكن يمكن أن يشمل أيضًا مساعدة المحتجزين وأقاربهم على البقاء على اتصالٍ بعضُهم ببعض عبر الهاتف في إطار برنامج "إعادة الروابط العائلية" التابع للجنة الدولية بينما تُقلَّص الزيارات العائلية. ويظل مهندسو البعثة على أهبة الاستعداد لتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل عاجلة وبسيطة لتحسين المياه ومرافق الصرف الصحي في السجون، بحسب الموارد المتاحة وجدوى شراء المواد في أثناء فترة الإقفال في الخرطوم في الوقت الحالي.