مبادئ أخلاقية عامة للرعاية الصحية أثناء النزاع وحالات الطوارئ الأخرى

30 حزيران/يونيو 2015
مبادئ أخلاقية عامة للرعاية الصحية أثناء النزاع وحالات الطوارئ الأخرى

وافقت "الجمعية الطبية العالمية" و"اللجنة الدولية للطب العسكري" و"المجلس الدولي للممرضين" و"الاتحاد الدولي للصيدلة"، بوصفها منظمات تمثل أكثر من 30 مليون شخص من المدنيين والعسكريين، على "مبادئ أخلاقية عامة للرعاية الصحية أثناء النزاع وحالات الطوارئ الأخرى"، وهي مدونة الأخلاقيات الأولى من نوعها التي توفر نواة مشتركة لهذه المنظمات الدولية الكبرى المعنية بالرعاية الصحية.

وتمثل هذه الوثيقة خطوة مهمة نحو حماية الرعاية الصحية إذ تظهر من خلالها المنظمات الموقّعة عليها جبهةً متناسقةً ضد كل أشكال إزدراء المبادئ الأخلاقية التي تؤثر على الحصول على الرعاية الصحية وتقديمها أثناء النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى.

مدونة مشتركة لحماية موظفي الرعاية الصحية من العنف

تظهر المعلومات المتسقة التي جمعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال مبادرة "الرعاية الصحية في خطر" أن أفراد الرعاية الصحية غالبًا ما يُكرَهون على التصرف بما يناقض أخلاقيات الرعاية الصحية أو يكونون ضحايا لتهديدات ويخضعون للحرمان من حريتهم لأنهم يسلكون تبعًا للمبادئ الأخلاقية لمهنتهم، في أثناء النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى.

وفي إطار "مشروع الرعاية الصحية في خطر" استشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "الجمعية الطبية العالمية" و"اللجنة الدولية للطب العسكري" و"المجلس الدولي للممرضين" و"الاتحاد الدولي للصيدلة" بهدف موافقة هذه المنظمات على عامل مشترك للمبادئ الأخلاقية للرعاية الصحية بحيث تكون قابلة للتطبيق في أوقات النزاع المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى. والوثيقة التالية هي نتاج هذه المشاورات (صورة قابلة للتنزيل).

ومع اعتماد "المبادئ الأخلاقية للرعاية الصحية في أوقات النزاع المسلح وحالات الطوارئ الأخرى"، تؤكد المنظمات الخمس على أهمية احترام المبادئ الأخلاقية للرعاية الصحية من أجل التطبيق الكامل للقانون الدولي الإنساني وحماية الرعاية الصحية.

وتسرد المدونة المبادئ الموجّهة للعلاقة بين المرضى والعاملين في الرعاية الصحية، وتمعن النظر في مسائل مثل التمييز وإساءة استغلال الامتيازات والسرية والتعذيب. وينطبق المبدأ الكامن وراء هذه العلاقة في أوقات النزاع المسلح وحالات الطوارئ الأخرى، وبالتالي ييسر تطبيق الأخلاقيات وهو الأمر الذي يتسم بالصعوبة في زمن الحرب. وبهذا المعنى تشكل المبادئ الأخلاقية للرعاية الصحية أداة تفاوض مهمة لأفراد الرعاية الصحية (في النطاق الإنساني وما وراءه) مع السلطات وغيرهم من الفاعلين المعنيين.

ما الذي تقوله المنظمات بشأن المبادئ؟

يقول اللواء المتقاعد د. "روجر فان هوف"، الأمين العام للجنة الدولية للطب العسكري: "تشترك المنظمات المدنية والعسكرية المعنية بالرعاية الصحية في الهدف الخاص بضمان سلامة أفرادها وباقي الأصول الخاصة بالصحة وتقديم رعاية صحية فعالة وغير متحيزة، مع كفالة الاحترام الكامل للمبادئ الأخلاقية مهما تكن الظروف."

وقال د. "زافير دو"، رئيس الجمعية الطبية العالمية: "تعدّ هذه الأداة بمثابة تقدم كبير يهدف إلى حماية المتخصصين في مجال الصحة والمرضى. وتتمثل مهمتنا الأساسية، بوصفنا متخصصين في الصحة، في حماية الصحة وتخفيف المعاناة وصون إنسانية الشخص المعني وكرامته، بدون أيّ تمييز من أيّ نوع، سواء في أوقات السلم أو النزاعات المسلحة أو حالات الطوارئ الأخرى.

إن تقديم الرعاية الصحية لضحايا النزاع دون تمييز أو تفرقة يُمثّل تحديًا يزداد تعقيده في النزاعات الحديثة. ولهذا السبب تكتسب مدوّنة الأخلاقيات أهمية خاصة. وهذه المجموعة من المبادئ تُسهم في إبراز مدى أهمية قَسَم أبقراط الذي يُردّد منذ القرن الخامس قبل الميلاد وتؤكد أنه لا يزال صالحًا لكل زمان ومكان. وتقضي هذه المبادئ بأن لجميع البشر –أصدقاء كانوا أم أعداء- الحقّ في الرعاية الصحية، كما أن لموظفي الرعاية الطبية الحق في تقديمها".
"بيتر ماورير"، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر

"يواجه موظفو الرعاية الصحية في أوقات الاضطرابات مواقف مليئة بتحديات هائلة، تتعرض فيها الأخلاقيات للضغوط، وهو الأمر الذي قد يؤثر بشكل سلبي في شاغلنا الأساسي، ألا وهو الرعاية بالمرضى. وتعكس هذه المُدوّنة الجديدة للأخلاقيات التزامنا الصارم للظهور للوقوف جبهة واحدة أمام كافة أشكال انتهاك المبادئ الأخلاقية. وتقدم المبادئ التي تضمها هذه المُدوّنة خطوطًا إرشادية واضحة، ويمكن الرجوع إليها متى دعت الحاجة".
لوك بيزانسون"، الأمين العام للاتحاد الدولي للصيدلة

لتحقيق أفضل نتائج مع المرضى يتعين على الموظفين المتخصصين العمل معًا. فالتميّز في الممارسة يتطلب من كل موظف متخصص أن يؤدي دوره في الوقت المناسب وعلى نحو مُتّسق. وفي أثناء النزاعات بوجه خاص، تتوقف حياة البشر وموتهم غالبًا على مدى اضطلاع كل فرد بدوره المنوط به بشكل تام. وتُرسي هذه المُدوّنة الأسس المُشتركة التي تُيسّر أداء العمل على أكمل وجه".
"ديفيد بنتون" الرئيس التنفيذي للمجلس الدولي للممرضيين

لمزيد من المعلومات:

• شاهدوا مقطع الفيديو الخاص بحلقة النقاش التي أُعلن خلالها عن تدشين المبادئ الأخلاقية
• تعرفوا على المزيد حول مشروع الرعاية الصحية في خطر وكيف يمكن حماية الرعاية الصحية
• تابعونا على تويتر من خلال: @HCIDproject
• انضموا إلى "مجتمعنا المعني بمشروع الرعاية الصحية في خطر"

الاتحاد الدولي للصيدلة هو اتحاد دولي مؤلف من جمعيات وطنية تضم صيادلة وعلماء صيدلة، وهو منظمة غير حكومية تربطها علاقات رسمية بمنظمة الصحة العالمية. ويُمثّل الاتحاد -الذي يضم 132 منظمة- أكثر من ثلاثة ملايين خبير في الأدوية يدعمون الاستخدام المسؤول للأدوية حول العالم.

الجمعية الطبية العالمية هي اتحاد دولي يضم الجمعيات الطبية الوطنية التي تمثل ملايين الأطباء من جميع أنحاء العالم. وهي الكيان الذي يعمل بالنيابة عن المرضى والأطباء، وتسعى للوصول إلى أرقى معايير ممكنة للرعاية الطبية، وأخلاقيات مهنة الطب، والثقافة الطبية، وحقوق الإنسان المتعلقة بمجال الصحة للجميع دون تمييز.

اللجنة الدولية للطب العسكري هي منظمة حكومية دولية أُسست عام 1921، مهمّتها الرئيسية المحافظة على روابط التعاون والمعرفة بين أجهزة الخدمات الطبية للقوات المُسلّحة بين جميع الدول الأعضاء وتعزيزها.

المجلس الدولي للممرضيين هو اتحاد يضم ما يزيد على 130 جمعية تمريض وطنية تمثل الملايين من ممتهني مهنة التمريض حول العالم. يتولى إدارة المجلس مسؤولون يشتغلون بالمهنة ويُعد الكيان الذي يقود مهنة التمريض عالميًا. ويعمل المجلس على ضمان توفير رعاية تمريضية عالية الجودة، ووضع سياسات صحية سليمة على مستوى العالم.

مبادئ أخلاقية عامة للرعاية الصحية أثناء النزاع وحالات الطوارئ الأخرى