حماية الصحافيين والخط الساخن للجنة الدولية – أسئلة متكررة
يواصل الإعلاميون الذين يعدون التغطيات الإعلامية في النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى دفع الثمن الباهظ للمخاطر ذات الصلة بمهامهم. ما هي الحماية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني لهم؟ متى يمكنهم الحصول على المساعدة من خلال الخط الساخن للجنة الدولية للصليب الأحمر؟
ما هي الأخطار التي يواجهها الإعلاميون العاملون في المناطق المتضررة من النزاع المسلح؟
يتزايد الخطر الذي يتعرض له الإعلاميون الذين يكلفون بمهمات خطرة وذلك برغم جميع تدابير السلامة والاحتياطات المتخذة. وبالرغم من أن الصحافيين الذين يعدون تغطيات إعلامية من مناطق الحرب يتعرضون بالتأكيد إلى الأخطار الملازمة لتنفيذ العمليات العسكرية، فإن أكبر ما يتهددهم هي أعمال العنف المتعمدة ضدهم. وفي الواقع، من أبرز شواغل اللجنة الدولية هو استمرار استهداف الصحافيين وأفراد الطواقم الإعلامية بشكل مباشر في العديد من بقاع العالم، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني. وتتعرض مهامهم إلى معوقات بسبب الرقابة والتهديدات والمضايقات، ... إلخ.
ما هو موقف اللجنة الدولية من حماية الصحافيين؟
ترى اللجنة الدولية أن القوانين القائمة توفر للصحافيين الحماية الكافية. إلا أن التحدي يكمن في ضمان تنفيذ أفضل لهذه القوانين. ولا بد من إجراء تحقيق شامل في أي انتهاك يقع، ومحاكمة المسؤولين عنه ومعاقبتهم. ويمكن، بل ويجب، مقاضاة مرتكبي جرائم الحرب من الأفراد عن أي جرائم يرتكبونها، ويجب على كل طرف في نزاع مسلح الامتثال للقانون الدولي الإنساني وأن يكفل قيام الآخرين بالمثل.
ما الذي يمكن أن تفعله اللجنة الدولية لمساعدة الإعلاميين في حالات النزاع المسلح؟
تساعد اللجنة الدولية الإعلاميين في حالات النزاع المسلح بثلاث طرق:
-تنشر القانون الدولي الإنساني عمومًا، بغية منع انتهاكات القانون وتعزيز الحماية؛
-بإمكانها تدريب الصحافيين على الإسعافات الأولية والقانون الدولي الإنساني، وتوفر المعلومات الأساسية اللازمة لما يعدونه من تقارير أو يقدمونه من معلومات عن طرق حمايتهم بموجب القانون؛
-تتيح خطًا ساخنًا للطوارئ للصحافيين المكلفين بمهام خطرة وبحاجة إلى مساعدة إنسانية.
ما هي المساعدة المقدمة من اللجنة الدولية عبر الخط الساخن؟
الغرض الرئيسي من الخط الساخن للجنة الدولية هو اتخاذ إجراءات فورية وفعالة في حال تعرض الإعلاميين أو أفراد الطواقم الإعلامية إلى التوقيف أو الأسر أو الاحتجاز أو الفقد وأيضًا في حالات الإصابة أو القتل في مناطق تنشط فيها اللجنة الدولية. وقد تسمح اللجنة الدولية بما يلي:
- السعي للحصول على تأكيد بأن الشخص المعني تعرض للتوقيف أو الأسر والوصول إلى المحتجزين؛
- تقديم معلومات عن مكان وجود الشخص للأقرباء وأرباب العمل أو الرابطات المهنية؛
- مساعدة أفراد العائلة في إعادة الاتصال بشخص محتجز أو المحافظة على تواصلهم معه؛
- إجلاء الجرحى؛
- في أسوأ الافتراضات، يمكن للجنة الدولية محاولة استعادة الرفات البشرية ونقلها.
ما الذي يمكن أن تفعله اللجنة الدولية للصحافيين المحتجزين؟
تقدم اللجنة الدولية للصحافين المحتجزين ما يمكن أن تقدمه لغيرهم من المدنيين الذين يعيشون الظروف ذاتها. ويشمل ذلك تقييم ظروف الاحتجاز ومعاملة المحتجزين، ومطالبة السلطات بتحسينها عند الضرورة. وفي حوارها مع السلطات، قد تناقش اللجنة الدولية مسألة احترام الضمانات الإجرائية والقضائية واجبة التطبيق. وباختصار، ستركز اللجنة الدولية على ما يمكنها القيام به لحماية السلامة البدنية للصحافيين المحتجزين. بيد أن اللجنة الدولية لن تقوم بحملة من أجل حرية التعبير أو الحق في الحصول على المعلومات، لأن ذلك لا يدخل ضمن نطاق تفويضها. وتتسم جميع خدمات اللجنة الدولية بأنها إنسانية بحتة.
من يمكنه الإبلاغ عن حالة من خلال الخط الساخن وكيف؟
ويمكن للإعلاميين وأسرهم وأرباب عملهم الإبلاغ عن الحالات مباشرة في أقرب مكتب تابع للجنة الدولية؛ سواء عن طريق الاتصال برقم الخط الساخن المخصص على مدار 24 ساعة 0041227303443؛ أو عن طريق البريد الإلكتروني press@icrc.org. وتشمل المعلومات الأساسية التي يتعين تقديمها ما يلي:
- اسم الشخص المعني؛
- تاريخ الميلاد والجنسية؛
- معلومات عن الظروف المحيطة بالحادث (إن توفرت)؛
- أسباب طلب المساعدة.
وستقدم هذه المعلومات في ما بعد إلى موظفي اللجنة الدولية المختصين. ويتوفر المزيد من المعلومات حول كيفية عمل الخط الساخن في هذه المطوية.
كيف تُعالج الطلبات؟
فور تلقي اللجنة الدولية الطلب، تبلغ مقدمه بحجم تدخلها لمتابعته. ويعتمد هذا إلى حد كبير على وجود المنظمة في الميدان والعمليات الإنسانية المنفذة، والبيئة الأمنية. وفي الوقت نفسه، تعتمد معالجة الطلبات المقدمة عادة على تعاون مختلف العاملين الذي يضطلعون بأنشطة تشمل زيارات لمحتجزين في أماكن الاحتجاز، والبحث عن المفقودين، وتقديم المساعدة الطبية. قد تكون هذه العملية طويلة وصعبة، وغالبًا ما تجري كلها خلف الكواليس. بيد أن نجاحها غير مضمون على الإطلاق بكل أسف. ومع ذلك، أي معلومة وإن كانت بسيطة قد تحدث فرقًا، مثل التأكد من احتجاز الشخص الجاري البحث عنه أو الحصول على علامة بأنه على قيد الحياة، ما يخفف كثيرًا معاناة عائلات المتضررين أو أرباب عملهم. وتعالج اللجنة الدولية حالات الخط الساخن بطريقة سرية، وتتوقع من أولئك الذين يطلبون المساعدة أن يتبعون الطريقة ذاتها مع ما يحصلون عليه من معلومات.
لماذا لا تمتنع اللجنة الدولية عن الكشف بشكل أكبر عن المعلومات الخاصة بالحالات التي تعالجها عبر خطها الساخن؟
قد تتسم الحالات التي تعالجها عبر الخط الساخن بالحساسية الشديدة، ومنها ربما ما يتعلق بالحياة والموت. وقد أثبت اتباع مبدأ السرية مرارًا وتكرارًا فعاليته في مساعدة اللجنة الدولية على كسب ثقة كل من يتعامل معها والحفاظ على تلك الثقة، ما مكنها من الوصول إلى أماكن لا يُسمح لغيرها بالوصول إليها. وبينما حصلت بعض أنشطة اللجنة الدولية على تغطية إعلامية واسعة النطاق (مثل إجلاء الصحافيين من فندق "ريكسوس" في طرابلس في ليبيا في آب / أغسطس 2011)، فإن معظم ما تبذله من جهد لا يخرج للعلن.
هل تجمع اللجنة الدولية إحصاءات عن الحوادث التي يتعرض لها إعلاميون يتولون مهام خطرة؟
لا تجمع اللجنة الدولية إحصاءات عن الاعتداءات على الإعلاميين أو عمن يسقطون في صفوفهم. بيد أن بعض المنظمات الأخرى المعنية بسلامة العاملين في مجال الإعلام تتولى ذلك (مثل تقارير لجنة حماية الصحافيين).