البعد الإنساني للطب الشرعي: خبراء يناقشون الممارسات والتحديات الحالية، وطرق تحسين جودة خدمات الطب الشرعي في المنطقة العربية

11 نيسان/أبريل 2019

عقدت الرابطة العربية للطب الشرعي والسموم مؤتمرها الدولي العاشر بعنوان "الطب الشرعي والأدلة الجنائية - البعد الإنساني: التعليم والتدريب والممارسة المهنية" في الفترة من 9 إلى 11 نيسان/أبريل 2019.

نظم المؤتمر الدكتورة «دينا شكري» (كلية الطب للقوات المسلحة)، تحت رعاية معالي وزيرة الصحة المصرية وبدعم ومشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وشركاء آخرين.

واجتمع أكثر من 200 ممارس وأكاديمي وخبير من مصر ودول عربية وأفريقية أخرى وأوروبا والأمريكتين، بغية مناقشة مجالات محددة من ممارسات الطب الشرعي والتحديات الناشئة عن ديناميات النزاعات المعاصرة.

وقد عقدت الشبكة الطبية الشرعية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبل يومين من انعقاد المؤتمر، اجتماعها الثالث بدعم من اللجنة الدولية. وناقش خبراء الطب الشرعي والأدلة الجنائية من مصر والأردن والكويت ولبنان وليبيا وفلسطين وتونس والسودان وسورية، واختصاصيو اللجنة الدولية من بغداد وبيروت ودمشق وجنيف والكويت وصنعاء، فضلاً عن أكاديميين من البرتغال والمملكة المتحدة - التطورات الجديدة والتحديات المنهجية والميدانية في تطبيق الخبرة الفنية في مجال الطب الشرعي التي تلبي الاحتياجات الإنسانية الملحة.

ويكمن جوهر العمل الإنساني في الحفاظ على حياة الإنسان وصون كرامته. ويجب على السلطات المعنية، بموجب القانون الدولي الإنساني، ضمان الإدارة السليمة والكريمة للموتى، مع المراعاة التامة لاحتياجات عائلاتهم، والتي تشمل الحق في معرفة مصير أحبائها ومكان وجودهم، واستعادة جثامينهم وإقامة مراسم عزاء لائقة لهم.

تواجه المنطقة العربية واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في ظل استمرار النزاعات في سورية واليمن والعراق وفلسطين وليبيا، إذ خلفت مئات الآلاف من القتلي أو الجرحى، و ملايين اللاجئين والنازحين داخليًا، ودمرت مدنًا بأكملها. كما أُبلغ عن فقدان مئات الآلاف من الأشخاص من جراء النزاعات السابقة والحالية.

ويفقد الكثير من المهاجرين، بمن فيهم أشد الفئات ضعفًا مثل الأطفال من جميع أنحاء المنطقة، أرواحهم الغالية، غرقًا في البحر الأبيض المتوسط سنويًا، ومن دواعي الحزن الشديد أن الكثير من الأشخاص لا يزالون في عداد المفقودين.

من جانبه، قال رئيس بعثة اللجنة الدولية في القاهرة، السيد «رونالد أوفترينجر»: "يؤدي علماء وخبراء الطب الشرعي دورًا رئيسيًا في التصدي لمأساة الأشخاص المفقودين، والإسهام في منع حالات الاختفاء وضمان المعاملة الكريمة للموتى".

 وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة «دينا شكري»، رئيس الرابطة العربية للطب الشرعي والسموم: "لقد جمع هذا المؤتمر بين المتخصصين والأكاديميين في مجالات الطب الشرعي والأدلة الجنائية والعلوم ذات الصلة، بغية تحديد الصعوبات والتحديات التي تواجه ممارسات الطب الشرعي الحالية ومعالجتها وإيجاد طرق لتحسين خدمات الطب الشرعي".

اللجنة الدولية هي منظمة إنسانية غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة تتمثل في حماية أرواح وكرامة ضحايا النزاعات المسلحة والعنف وتقديم المساعدة لهم. وتسعى اللجنة الدولية أيضًا إلى زيادة الوعي بالقانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية.