شهدت الفعالية التي حضرتها عائلات مفقودين إقامة معرض صور فوتوغرافية، سيظل مفتوحًا للجمهور حتى الرابع من سبتمبر، تُغرض فيه 26 صورة مؤثرة ومجموعة من القصص التي تلقي الضوء على رحلات ملهمة قطعتها هذه العائلات، وتبرز قدرتها على الصمود في وجه المحن. كما اشتملت الفعالية على ركن لعرض منتجات الألبان، والمقبلات، والمطرزات، والصابون، والمنظفات المنزلية التي صنعتها عائلات مفقودين سوريين تلقت دعمًا من اللجنة الدولية. استمع الضيوف كذلك إلى قصيدة مسجلة ألفتها شقيقة أحد المفقودين، فأضافت للفعالية بُعدًا شخصيًا يعبر عن مشاعر أفراد يعايشون المحنة.
وأكدت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في الأردن، السيدة "سارة أفريلود"، على الأثر العميق الذي تخلفه حالات الاختفاء قائلةً: "لا تحظى قضية المفقودين غالبًا باعتراف شامل لأبعادها كافة، لكن لا يمكن الاستهانة بالآثار المدمرة والدائمة التي تلحق بالأفراد والعائلات والمجتمعات المحلية من جرائها. تكابد العائلات سنوات من انعدام اليقين والآلام في رحلة البحث عن معلومات عن ذويها المفقودين، ولا يقف الأمر عند العبء العاطفي، بل يجرُّ كذلك معاناة قانونية ومالية، وخاصةً إذا كان الشخص المفقود هو العائل الرئيسي للعائلة."
قامت عائلات مقيمة في الأردن وتبحث عن ذويها المفقودين بتسجيل أكثر من 3,300 شخص مفقود لدى اللجنة الدولية أو جمعية الهلال الأحمر الأردني. وترتبط معظم هذه الحالات بالنزاع السوري، إلى جانب نزاعات في مناطق أخرى من العالم، ومشكلات ذات صلة بالهجرة.
وقال منسق الحماية ببعثة اللجنة الدولية في الأردن، السيد "برونو ريموند" :"عائلات المفقودين ضحايا للنزاعات والعنف مثل أقاربهم المفقودين تمامًا. والاعتراف بالخسارة التي تكبدتها وتلبية احتياجاتها جزء لا يتجزأ من أنشطة الاستجابة الرامية إلى تخفيف المصاعب الاقتصادية، والمشكلات النفسية-الاجتماعية، والمتطلبات القانونية والإدارية التي تتحملها. وتحتم علينا الضرورة التضامن مع هذه العائلات، وتقديم الدعم والموارد اللازمة لمساعدتها على اجتياز هذه الرحلة الصعبة من انعدام اليقين والآلام."