مقال

دور اللجنة الدولية في تسهيل عودة الجثامين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل

Logotipo do CICV

تواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) تسهيل عودة الجثامين إلى سلطات الطب الشرعي في غزة وإسرائيل بناءً على طلب أطراف النزاع، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، ساعدت اللجنة الدولية في عودة 285 جثماناً لفلسطينيين و22 جثماناً لرهائن من جنسيات إسرائيلية وجنسيات أخرى. وفي المجمل، أعادت اللجنة الدولية 30 جثماناً لرهائن منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولم تكن هناك عمليات لعودة جثامين أي فلسطينيين بموجب اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة.

وتضطلع اللجنة الدولية بهذا العمل الإنساني المعقد بناءً على طلب الأطراف ذات الصلة وبالتنسيق معها. وتعكس هذه العمليات دور اللجنة الدولية الراسخ كوسيط محايد، وهو دور دعمت أيضاً من خلاله عمليات مماثلة في سياقات مثل بين روسيا وأوكرانيا، وغيرها. ويمثّل هذا العمل خطوة أساسية نحو تحديد هوية الجثامين من قبل سلطات الطب الشرعي المحلية، وتقديم إجابات للعائلات التي تنتظر بفارغ الصبر.

واستناداً إلى خبراتها الممتدة لعقود حول العالم، يبدأ دور اللجنة الدولية بعد تسليم الرفات إلى موظفيها. وتتمثل أولوية المنظمة في ضمان معاملة الرفات البشري بعناية وكرامة، وأن تحترم جميع عمليات النقل معايير الطب الشرعي والمعايير الإنسانية المعترف بها.

ولتحقيق هذه الغاية، تُوفر اللجنة الدولية أكياس لحفظ الجثامين ومركبات مبرّدة، وتُرسل موظفين مُدرَّبين للتعامل مع الجثامين بكرامة من لحظة استلامهم حتى تسليمهم إلى السلطات ذات الصلة. لا تفتح اللجنة الدولية أكياس الجثامين ولا تُجري أي فحوصات في أثناء عمليات النقل أو بعدها. وأيّ وثائق يتم إرفاقها بالرفات، تُرسلها اللجنة الدولية إلى الجهة المُستقبِلة.

وليس اللجنة الدولية أيّ دور في تحديد أماكن الرفات أو استخراجها. وبموجب اتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩، يقع التزامٌ قانونيٌّ على عاتق أطراف النزاع المسلح بالبحث عن الموتى وجمعهم وإجلائهم، بغض النظر عن هويتهم، وبذل قصارى جهدها لتحديد هويتهم. ويجب على الأطراف تزويد العائلات بأي معلومات لديها عن مصير أقاربها الذين فقدوا أرواحهم. ورغم أن اللجنة الدولية قد تقدم المشورة الفنية بشأن الجثامين، إلا أن تحديد هويتها لا يقع ضمن مسؤولياتها.

*حتى وقت النشر.

عمليات النقل

سواءً تعلّق الأمر بإعادة جثامين رهائن أو فلسطينيين، تُطبّق اللجنة الدولية المعايير الفنية ذاتها وتضمن نفس مستوى العناية والاحترام في جميع الحالات. غالباً ما تُنفّذ هذه العمليات في غضون مهلة قصيرة وتتطلب تخطيطاً دقيقاً لضمان سلامة فرق اللجنة الدولية والتعامل مع الجثامين بما يحفظ كرامتها.

وقبل كل عملية نقل، تطلب فرق اللجنة الدولية الاطّلاع على عدد الجثامين المُراد نقلها، والتأكد من توفر عدد كافٍ من الموظفين والمركبات وأكياس حفظ الجثامين. وتُجهّز الفرق بمعدات الوقاية، بما في ذلك القفازات والأردية والأقنعة، لضمان سلامتهم في أثناء العملية.

وخلال العملية، تستلم اللجنة الدولية الجثامين من أطراف النزاع، وتتأكد من احتوائها حسب الأصول، ثم تنقلها في سيارات إسعاف أو مركبات مبرّدة إلى السلطات ذات الصلة لتحديد هوياتها. وتتولى السلطات الصحية وسلطات الطب الشرعي المحلية مسؤولية جميع الإجراءات المتعلقة بتحديد هوية الجثامين.

الطب الشرعي وتحديد الهوية

على الجانب الإسرائيلي، يُجري المعهد الوطني للطب الشرعي في تل أبيب عملية تحديد هوية جثامين الرهائن التي تُعيدها اللجنة الدولية. وتتمتع سلطات الطب الشرعي الإسرائيلية بالقدرة الفنية والخبرة اللازمتين لهذه الإجراءات. وفي أواخر عام 2023، قدمت اللجنة الدولية الدعم الفني لهذه المؤسسة، بالإضافة إلى تعاون خبراء مع مختبر الحمض النووي التابع لشؤون المشرحة لدى الجيش الإسرائيلي، لتحسين قدرته على تحديد الهوية في الحالات المعقدة. أما في غزة، تعمل وزارة الصحة كسلطة الطب الشرعي الرئيسية. إلّا أنّه وبعد عامين من الأعمال العدائية العنيفة، فإن قدرات الطب الشرعي في غزة محدودة للغاية. فليس هناك أي مرافق لإجراء اختبارات الحمض النووي حالياً، وغالباً ما يتعذر الوصول إلى السجلات الطبية وطب الأسنان، وتفتقر المختبرات إلى المعدات والبيئة اللازمتين لحفظ عينات الحمض النووي. وفي مثل هذه الظروف، يجب إدارة الرفات مجهول الهوية بعناية إلى حين التمكن من تحديد هويته في المستقبل، عندما تُستعاد القدرة أو تتوفر الطرق البديلة.

وتقف اللجنة الدولية على أهبة الاستعداد لتقديم الخبرة والدعم الفني عند الطلب. وهي تساعد حالياً سلطات الصحة والطب الشرعي في غزة على ضمان الإدارة السليمة لجميع الجثامين وتوثيقها وإمكانية تعقّبها، بمن فيها الجثامين التي لم تُحدد هويتها بعد. ويشمل ذلك التدريب على التعامل مع الجثامين بكرامة، وتقديم مواد مثل أكياس حفظ الجثامين وبطاقات التعريف ومعدات حماية الموظفين، وتوفير معدات تكنولوجيا المعلومات والتبريد. كما تدعم اللجنة الدولية إدارة البيانات، بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بإدارة المقابر والبنية التحتية.

وتهدف هذه الجهود إلى ضمان توثيق الرفات مجهول الهوية بشكل صحيح وإمكانية تعقّبه، في محاولةٍ لتوفير أفضل فرصة ممكنة لتحديد هوية أصحابه في المستقبل وإفساح المجال للأسر المكلومة في الحصول على إجابات.