إثيوبيا: مساعدة لاجئي جنوب السودان على البقاء
تلبي جمعية الصليب الأحمر الإثيوبي، بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعية الصليب الأحمر السويسري، الاحتياجات الماسة لآلاف اللاجئين السودانيين الجنوبيين الذين فروا جراء القتال في جنوب السودان.
نياهوك، البالغة 27 عامًا وأم لأربعة أطفال، هي واحدة من بين العديد من النساء اللاتي وقفن في صفوف لاستلام الحطب وقطع الصابون في موقع لتوزيع المساعدات تابع للصليب الأحمر الإثيوبي في مخيم ليتشور للاجئين الواقع في ولاية غامبيلا الإقليمية على بعد نحو 900 كم من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
تشرح نياهوك التي تحمل طفلها البالغ من العمر خمسة أشهر الأسباب التي أتت بها إلى المخيم: "عندما بدأت أعمال العنف بالقرب من ملكال، مسقط رأسي، اضطررنا لترك قريتنا سعيًا للحصول على الأمان. استغرقت الرحلة عشرة أيام سيرًا على الأقدام للوصول إلى هنا مع أطفالي ولم يكن معنا ما يكفي من الطعام والمياه. وأدى نقص الغذاء إلى تعريض حياة طفلي الصغير للخطر لأنه يعتمد على الرضاعة الطبيعية. فأنا أرعى أطفالي الأربعة بمفردي، ولا أعلم أين زوجي وما من أحد يساعدني، فالمسؤولية تقع كلها على عاتقي ".
مهمة شاقة
يعد الحطب من المواد التي تمس الحاجة إليها لإعداد الطعام في أوساط اللاجئين، إلا أنه من الصعب للغاية العثور عليه. يتطلب ذلك أحيانًا قطع مسافة خمسة كيلومترات سيرًا على الأقدام، الأمر الذي يعرض الحوامل والمعاقين بدنيًا وكبار السن والمرضعات لمشقة كبيرة.
متطوعون داخل أحد مواقع توزيع المساعدات التابعة للصليب الأحمر، ومن بينهم أعضاء في مجلس اللاجئين منهمكون في توزيع الحطب على اللاجئين الأكثر استضعافًا. تحصل كل أسرة على 72 كغ من الحطب على مدار جولتين وهو ما يكفي احتياجاتها لمدة شهر. ويجري أيضًا توفير المواقد الموفرة للوقود في إطار برنامج يهدف إلى مساعدة 2600 أسرة وذلك لزيادة كفاءة استخدام الحطب.
يعمل موظفو ومتطوعو الصليب الأحمر الإثيوبي والمكونات الأخرى للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بهمة لتوفير ظروف صحية سليمة ومياه وصرف صحي ومستلزمات منزلية ورعاية صحية طارئة في ظل استمرار تدفق اللاجئين إلى داخل إثيوبيا عبر حدودها فرارًا من القتال جنوب السودان.
قالت نياهوك: "عندما وصلت إلى هذا المخيم، كان الحصول على الحطب اللازم لطهي الطعام لأطفالي من بين المصاعب التي واجهتها". وأردفت قائلة: " فقد كان عليّ قطع مسافات طويلة حاملة طفلي أو طلب مساعدة الغير للحصول على بعض الحطب. كان ذلك ينطوي على مشقة بالغة. إلا أن الأمر لم يعد كذلك بعد أن وفر الصليب الأحمر لنا الحطب. وكنت أجد أيضًا مشقة في الحصول على قطع الصابون في المخيم لأهتم بنظافة أسرتي، إلا أن الحال لم تعد كذلك بفضل مساعدة الصليب الأحمر".