
غزة: ذكرياتٌ تحت الأنقاض

يقول خليل كانون، وهو أحد سكان غزة المتضررين من التصعيد الأخير: كانت ظهيرة يوم جمعة عادية. فجأة، سمعنا دويّ انفجارات وبدأت الأرض تهتز تحت أقدامنا. اضطررنا إلى إخلاء المبنى بسرعة بحثاً عن مأوى. ويضيف: تبلغ والدتي من العمر أكثر من 70 عاماً وكان عليها أن تنزل 12 طابقاً من السلالم للخروج من المبنى.
منزلنا الآن غير متصل بالكهرباء أو إمدادات المياه، ولا يمكننا دخوله نظراً لخطورة الوضع، ولا نعرف متى سنتمكن من العودة إليه.
نحو مسار آمن للتعافي في غزة
مع انتشار أنباء وقف إطلاق النار في 7 آب / غسطس 2022، بدأت العملية المعقدة لإعادة بناء الحياة في القطاع. كانت الخطوة الرئيسية الأولى على درب التعافي ومنع المزيد من الإصابات هي معالجة الخطر المباشر للذخائر غير المنفجرة – أي القنابل والذخائر الأخرى التي لم تنفجر ولا تزال تشكل خطراً مميتاً في حال انفجارها.
بدأ موظفو ومتطوعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بزيارة المجتمعات المتضررة لتحديد المخاطر وتوعية الأفراد بمخاطر الذخائر غير المنفجرة وما يمكنهم فعله لتجنبها.
إعادة بناء الحياة
بعد إجراء تقييم مشترك للاحتياجات الإنسانية أجراه موظفو ومتطوعو اللجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني، بدأ توزيع المنح النقدية والمواد المنزلية الأساسية على 118 عائلة نازحة.
ويقول أشرف السعدوني، وهو رئيس فريق الأمن الاقتصادي باللجنة الدولية في غزة: لقد أخذنا في الاعتبار تفضيل الناس لتلقي المساعدات النقدية مقارنة بغيرها من المساعدات. فبالإضافة إلى المستلزمات المنزلية الأساسية، حصلت كل أسرة على2,250 شيكل، أي ما يعادل 700 دولار أمريكي، مما سيساعدها على تلبية احتياجاتها الفورية والأساسية في الأشهر الثلاثة المقبلة.
تقول رهام فتحي، وهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: عندما تحدثنا مع العائلات المتضررة هذه المرة، لاحظنا أن الشعور بالإحباط والعجز مرتفع. يمكننا أن نستشعر الاضطراب في حياة الناس مع نهاية كلّ تصعيد.