ميانمار: ابتسامة طفل تُنير عام 2020
صاح "مين هتيت أو" بحماس أثناء تركيب طرفٍ اصطناعي ثانٍ له مؤخرًا قائلًا: "أمي، سأتمكن من السير على قدمي".
ولد "هتيت أو" بعجزٍ في إحدى ساقيه، وقد جرى تركيب أول طرف اصطناعي له في عام 2018. قالت والدته "داو تين زاو مينت": "كان من المقرر أن نستبدلها بساق اصطناعية جديدة لكن المركز كان مغلقًا بسبب جائحة كوفيد-19. وبدأ يسارونا القلق لأن الطرف الاصطناعي القديم لم يعد مناسبًا له". لذلك، توجهت العائلة على الفور إلى المركز بمجرد إعادة فتح أبوابه في ظل إرشادات كوفيد-19 الصارمة، ليتلقى الطفل المساعدة التي يحتاجها.
وقالت "أبولونيا إليزابيث هيكمان"، التي ترأس برنامج اللجنة الدولية لإعادة التأهيل البدني في مركز ميّتكيّنا لإعادة التأهيل البدني: "كانت اللحظة التي بدأ فيها السير والركض لا تقدر بثمن. لم تفارق الابتسامة وجهه، وتوجتها ضحكته الجميلة!".
كوني أخصائية علاج طبيعي متخصص في طب الأطفال، فأنا استمد الإلهام دائماً من كل طفل على حدة.
وأضافت "إليزابيث": "الأطفال يشعرون بما يدور حولهم ويتصرفون تبعًا لذلك. أفعالنا وردود أفعالنا تؤثر على مواقفهم وعلينا أن نشكل جبهة إيجابية وموحدة لهم. فمن خلال فلسفة نهج بسيط وفعال، يُشجع الأطفال الذين بترت أطرافهم على أن يكون لديهم موقف إيجابي ومتفتح وناجح إزاء ما تعرضوا له من بتر، فيتقبل الطفل وجود البتر وتتولد لديه فكرة "القدرة على الإنجاز" لمواجهة التحديات التي يجلبها البتر".
يعد الطفل "هتيت أو" واحدًا من 159 شخصًا عالجهم فريقنا في مركز ميّتكيّنا لإعادة التأهيل البدني هذا العام. ويدير المركز وزارة الصحة والرياضة وتدعمه اللجنة الدولية. ويقدم خدمات إعادة التأهيل، والأطراف الاصطناعية، وأجهزة تقويم العظام، والأجهزة المساعدة، والوسائل المعينة على السير لمستخدمي الخدمة من جميع أنحاء ولاية كاتشين. ويجري التعامل مع كل شخص/مستخدم خدمة بنهج شامل ويأخذ فريقنا في اعتباره جميع جوانب حياتهم أثناء تقديم الدعم لهم - من الإدماج الاجتماعي إلى مبادرات سبل العيش الممكنة.
وفي مختلف أنحاء ميانمار، ساعدت اللجنة الدولية 2,353 مستخدمًا للخدمة هذا العام، من بينهم 598 مستخدمًا جديدًا للخدمة و8,641 خدمة مقدمة في ستة مراكز مدعومة. وعالميًا، تدعم اللجنة الدولية 173 مركزًا لإعادة التأهيل البدني في 46 دولة. وحتى في خضم الجائحة، تلقى أكثر من 235,000 شخص خدمات في المراكز التي تدعمها اللجنة الدولية في الفترة بين كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام. كما ساعدنا آلاف الأشخاص على تعلم سبل العمل والعيش بأذرع وأرجل اصطناعية وقدمنا أكثر من 5,000 كرسي متحرك 30,000 عكاز، بهدف إفساح الطريق أمام استعادتهم لكرامتهم وقدرتهم على الحركة، ما يساعد بعد ذلك في تسهيل تحقيق اندماجهم اجتماعيًا واقتصاديًا.