نداء بشأن جائحة كوفيد-19: لا أحد آمن ما لم نكن جميعًا آمنين
إن جائحة كوفيد-19 هي أزمة عالمية تتطلب استجابة عالمية. إذ تهدد هذه الجائحة كل مناحي حياة الناس، وتفاقم أوجه عدم المساواة، وتزعزع استقرار المجتمعات. وقد وجهت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر(الحركة) نداءً جماعيًا من أجل جمع مبلغ 3.1 مليار فرنك سويسري (3.19 مليار دولار أمريكي) من أجل تعزيز الخدمات المنقذة للحياة والدعم لمواجهة الآثار المباشرة للجائحة وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية الطويلة الأمد.
وتعمل اللجنة الدولية مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، من خلال دعم الصحة النفسية أو المساعدات الطبية أو مساعدات كسب العيش في مناطق النزاع، لضمان تقديم مساعداتنا في الوقت الراهن وتجاوز الآثار المباشرة المترتبة على الجائحة لمساعدة الفئات الأكثر ضعفًا. ونطلب المزيد من الدعم المالي لنتمكن من تحقيق ذلك.
تنشأ عن هذه الجائحة احتياجات على مستوى الأزمات ستدوم طويلاً في المستقبل، سواء تتعلق بدعم الصحة النفسية أو المساعدة الطبية في مناطق النزاعات أو المساعدة في كسب العيش. تعمل اللجنة الدولية جنبًا إلى جنب مع الحركة، في وقت تجتمع فيه الجائحة مع النزاع المسلح والعنف، لضمان تقديم مساعداتنا في الوقت الراهن وتجاوز الآثار المباشرة المترتبة على الجائحة لمساعدة العائلات على المدى الطويل.
استجابتنا الصحية
تعتبر المرافق الصحية التي تدعمها اللجنة الدولية من بين المرافق القليلة التي لا تزال تعمل في العديد من المناطق المتضررة من النزاع وغيره من أشكال العنف. نعمل على تكييف دعمنا القائم وتعزيزه لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية الضرورية طيلة فترة تفشي الجائحة. وللمساعدة في الحد من مخاطر العدوى، نركز على تعزيز قدرات المرافق التي ندعمها، لتنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها والتدابير المتعلقة بالمرافق الصحية وللكشف عن المرض.
تتفاقم احتياجات الناس المتعلقة بصحتهم النفسية واحتياجاتهم النفسية الاجتماعية في سياقات النزاع وفي المناطق المتضررة من العنف، بسبب آثار أزمة جائحة كوفيد-19. تعمل اللجنة الدولية على تكييف برامجها لضمان استمرارية الخدمات، بالإضافة إلى توسيع نطاق خدماتنا لدعم العاملين في الخطوط الأمامية. لكن لا نستطيع فعل ذلك بمفردنا.
عملنا في مرافق الاحتجاز
المحتجزون ليسوا استثناءً من المجتمع عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالأمراض المعدية. وكثيرًا ما تكون مرافق الاحتجاز مكتظة وتفتقر إلى التهوية وتعاني من قصور الظروف الصحية بها؛ كما أن الخدمات الصحية ومرافق الغسل بها ليست دائمًا سهلة المنال. وتوفر هذه العوامل بيئة مواتية لانتشار المرض وتؤدي إلى عواقب كارثية في مثل هذه البيئات، حيث يمكن أن يكون معدل الانتقال أعلى بكثير من السياقات الأخرى. ويمثل التدفق المستمر للأشخاص - المحتجزين والموظفين والزائرين - خطرًا إضافيًا بتفشي الفيروس إلى داخل أماكن الاحتجاز أو أن يتفشى منها إلى المجتمع العام.
تؤدي اللجنة الدولية دورًا فريدًا في حماية المحتجزين وموظفي السجون من انتشار جائحة كوفيد-19. وتحظى اللجنة الدولية في أماكن عديدة حول العالم بفرص الوصول إلى أماكن الاحتجاز، حيث تزور المحتجزين للتحقق من سلامتهم وتعمل مع السلطات المعنية لتلبية احتياجات إنسانية محددة، من بينها الحصول على المياه والرعاية الصحية.
وفي بعض الحالات، تنفذ تدخلات فنية وتدعم عمليات الإصلاح التي تهدف إلى تحسين معاملة المحتجزين وظروفهم المعيشية. لا تعمل اللجنة الدولية على الحد من انتشار الفيروس داخل مرافق الاحتجاز فحسب ولكن أيضًا لمنع تفشيه إلى الخارج للمجتمع الأوسع نطاقًا إذ يمكن أن يؤثر على الكثير من الأشخاص.
الحصول على المياه وخدمات النظافة الصحية
يؤدي عدم توفر المياه وخدمات الصرف الصحي الملائمة في العديد من المناطق المتضررة من النزاع أو غير ذلك من أشكال العنف إلى صعوبة ممارسة التدابير الأساسية لمكافحة العدوى مثل غسل الأيدي. تتردى حالة النظافة الصحية بشكل خاص في المجتمعات المستضعفة ذات الموارد المنخفضة والمناطق التي تستضيف النازحين، مثل المخيمات المؤقتة وأماكن إيواء المهاجرين. وأدت القيود المفروضة على حرية التنقل، في بعض الحالات، إلى قلة فرص الحصول على الغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى، وكان لتباطؤ الأنشطة الاقتصادية تأثير على سبل عيش الناس، ما يهدد قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
تنفذ اللجنة الدولية، بالتعاون مع السلطات المحلية ومقدمي الخدمات، مشاريع لضمان حصول الأشخاص على المياه النظيفة والقدرة على الحفاظ على النظافة الصحية المناسبة، من أجل منع انتشار جائحة كوفيد-19. كما تقدم المساعدة الطارئة لضمان حصول المجتمعات المتضررة من القيود المفروضة على حركة التنقل، والمرضى والطاقم الطبي في مراكز العلاج أو الحجر الصحي، وغيرها من الفئات المستضعفة بشكل خاص، على ظروف معيشية لائقة.
إدارة الرفات البشري بصورة آمنة وكريمة
قد يثقل عدد الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 كاهل الممارسين المحليين والمؤسسات المحلية. ويؤدي عدم التخطيط الجيد للتصدي لحالات سقوط عدد كبير من الضحايا إلى خطر تعرض الأشخاص للدفن في مقابر جماعية، ما يسبب معاناة للعائلات التي قد لا تعرف مكان دفن أقربائها. قد تتضمن تدابير الاحتواء أيضًا قيودًا على ممارسات تشييع الجنائز والدفن، ما قد يحول دون أداء العائلات للممارسات الثقافية أو الدينية، ما يؤدي إلى تفاقم حزنهم.
تعمل اللجنة الدولية على تكييف دعمها للسلطات والجهات الأخرى المعنية بإدارة الرفات البشري وتعزيزه، بالاستفادة من خبرتها المستمدة من حالات الطوارئ السابقة، بما في ذلك تفشي الإيبولا 2014-2015 في غرب أفريقيا. وينصب تركيزنا على تعزيز قدرات التأهب لحالات الطوارئ ومواجهتها وضمان حماية الاختصاصيين في علم الأمراض، ومجهزي الجنائز، وغيرهم من العاملين، من الإصابة بالمرض.
وضعت اللجنة الدولية مبادئ توجيهية وملصقات ومقاطع فيديو تعليمية بشأن ضمان كرامة الموتى وعائلاتهم خلال جائحة كوفيد-19؛ كما أنها تعزز مشاركتها مع السلطات والهيئات الطبية وممارسي الطب الشرعي وغيرهم من المتخصصين بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي. وفي بعض الحالات، تدعم اللجنة الدولية أيضًا الارتقاء بمستوى المرافق المستخدمة لإدارة الرفات البشري.