مقال

نيبال: مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على المحافظة على صحتهم أثناء كوفيد-19

 واصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملها وسط جائحة كوفيد-19 لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم. وفي نيبال، كانت "نيرمالا بهانداري" و"راميش خاتري" جزءًا من مجموعة من الأشخاص حضروا جلسات اللجنة الدولية التي امتدت لثلاثة أشهر لتشجيع اللياقة البدنية والحياة الصحية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي في هذه الأوقات الصعبة. كان كل منهما مصدر إلهام للآخرين إذ قاوما بصلابة من أجل الوقوف على أقدامهما، وبناء مهنة لهما في المجال الرياضي بثقتهما وإيمانهما بأنفسهما. في هذا اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يؤكد العالم على أهمية "إعادة البناء بشكل أفضل: نحو عالم شامل لمسائل الإعاقة ومفتوح أمام الجميع ومستدام بعد كوفيد-19"، نشارك لمحة عنهما وكيف واصلا حماسهما وتغلبا على الصعوبات أثناء كوفيد-19.

استعادة الحماس للحياة

"نيرمالا" رياضية من ذوي الإعاقة حصلت على العديد من الأوسمة، ارتدت قميص فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة لأول مرة في 2016-2017. وبعدها بفترة وجيزة، أثبتت نفسها كرافعة أثقال واعدة من ذوي الإعاقة. وهي واحدة من النساء القليلات اللاتي يمارسن هذه الرياضة في البلاد. كان لدى "نيرمالا" تجربة ثرية عندما شاركت لأول مرة في المستوى الدولي في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة لذوي الإعاقة التي أقيمت في جاكرتا، إندونيسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2018. وهو الحدث الذي أقيم للرياضيين الآسيويين من ذوي الإعاقة، بالتوازي مع الدورة الثامنة عشرة للألعاب الآسيوية.

"شيقة، ومحفِّزة، ونوعية"، هذه هي الكلمات التي تصف بها "نيرمالا" مبادرة اللجنة الدولية "لائق وصحي، مهما كانت الظروف – الرياضة التكيفية عبر الانترنت، التوعية والدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة". كان البرنامج الذي امتد لثلاثة أشهر والذي عقد في الفترة من 11 تموز/يوليو إلى 30 أيلول/سبتمبر 2020، مبادرة مشتركة بين بعثة اللجنة الدولية في نيبال ومنظمة Engage، وهي منظمة محلية غير حكومية تعمل في شراكة مع الشباب من ذوي الإعاقة.

تقول "نيرمالا" إنه رغم أن جلسات "ركن المتحدث" كانت آسرة، إلا أن جلسة "زومبا من أجل السلامة البدنية" أعادت إلى حياتها الطاقة والحماس اللذين احتاجتهما بشدة في وقت بدا كل شيء آخر كئيبًا بسبب جائحة كوفيد-19، وتبعاتها الاجتماعية-الاقتصادية والقيود الصارمة. وقالت: "كانت جلسات "ركن المتحدث" تفوق الخيال – حيث قدم الميسرون روايات رائعة، وأخبرونا أيضًا عن كتب تثير الحماس، وسوف أعود إلى تسجيلات الجلسة على الفيسبوك كلما سنحت لي الفرصة".

وتوضح "نيرمالا" إن جلسات "التمرين – التهيئة البدنية" لم تساعدها فقط على استئناف تمارين بسط العضلات الروتينية، بل منحتها أيضًا الدافع لمواصلة نظام اللياقة البدنية رغم الوضع المعاكس. كانت جلسات "الدعم النفسي والاجتماعي" أساسية ومفيدة في تبادل المعرفة بأهمية السلامة العقلية.

 

نيرمالا تحتفل بفوز فريقها بأول بطولة في مسابقة كرة السلة على الكراسي المتحركة في كاتماندو في 2019.تصوير إليزا بهانداري

ارتياد عدة مجالات

يرتاد "راميش" الرياضي الموهوب ذو الإعاقة، والبالغ من العمر 22 عامًا، عدة مجالات، فهو لاعب كرة سلة على الكراسي المتحركة، وسباح، ولاعب كريكيت. وإلى جانب تمثيله لنيبال كسباح من ذوي الإعاقة في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة لذوي الإعاقة في جاكرتا، سافر إلى اليابان وكوريا الجنوبية للتدريب وجلسات الممارسة. ورغم أنه لم يمثل بلاده بعد في كرة السلة على الكراسي المتحركة، يرتدي "راميش" بالفعل قميص الفريق القومي للكريكيت على الكراسي المتحركة للرجال، ويرى أنها البداية فحسب.

يتذكر "راميش" الذي كان أحد الناجين من الزلزال القوي الذي ضرب نيبال في نيسان/أبريل 2015 تجربته فيقول: "كنت مدمرًا. لم أكن أستطيع التفكير في أي شيء. شعرت أنها نهاية الحياة كما كنت أعرفها". "راميش" من منطقة ديليخ في غرب نيبال، وكان عمره 17 عامًا فقط عندما اهتزت الأرض بشدة. كان قد بدأ لتوه العمل في فندق بالاجو، في كاتماندو، وظل لمدة 12 ساعة تحت أنقاض مبنى الفندق، حتى تم إنقاذه حيًا لحسن الحظ، ولكنه فقد طرفيه السفليين.

حضر "راميش" الجلسات أثناء الجائحة كجزء من مبادرة "اللياقة والصحة، مهما كانت الظروف". ويقول إنه رغم أن البرنامج بأكمله كان مفيدًا من عدة نواحٍ وليست ناحية واحدة، إلا أنه أحب بشكل خاص جلسات التمرينات البدنية والدعم النفسي-الاجتماعي.

يضيف "راميش": "بدأت أؤمن بنفسي مرة أخرى بعد الانخراط في الرياضة الخاصة بذوي الإعاقة". كان "راميش" أيضًا أحد المشاركين الناجحين في تدريب كرة السلة على الكراسي المتحركة الذي استمر أسبوعًا ونظمته بعثة اللجنة الدولية في نيبال بالتعاون مع الرابطة الرياضية النيبالية لإصابات الحبل الشوكي في كاتماندو في الفترة من 31 تشرين الأول/أكتوبر إلى 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. عُقد التدريب في ملعب لكرة السلة يسهل الوصول إليه في مدرسة بوذا الدولية، جورباتي، كاتماندو ودعمه مدربو كرة السلة المحليون الذين أحضرتهم منظمة Engage في نيبال.