الفرق الجراحية المتنقلة للَّجنة الدولية للصليب الأحمر: تقديم الرعاية الطبية العاجلة في ربوع جنوب السودان

14 آب/أغسطس 2015
الفرق الجراحية المتنقلة للَّجنة الدولية للصليب الأحمر: تقديم الرعاية الطبية العاجلة في ربوع جنوب السودان
جنوب السودان. الفريق الجراحي المتنقل يمارس عمله. CC BY-NC-ND / ICRC / Yamila Castro

أجرت فرق جراحية متنقلة تابعة للّجنة الدولية للصليب الأحمر في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو من العام الجاري أكثر من 600 عملية جراحية عاجلة في جنوب السودان، وما يزيد على 6000 عملية جراحية منذ اندلاع الأزمة في كانون الأول/ ديسمبر 2013.

اللجنة الدولية في جنوب السودان، حقائق وأرقام (تموز/ يوليو – آب/ أغسطس 2015)

تُواصل اللجنة الدولية، في ظل استمرار النزاع، تيسير عمليات إجلاء الجرحى وتقديم الرعاية الطبية والجراحية العاجلة على جانبي خط المواجهة. تُطلعنا السيدة "كيري بيج" منسقة أنشطة اللجنة الدولية في مجال الرعاية الصحية في جنوب السودان على آخر المستجدات حول عمل الفرق الجراحية المتنقلة، وتتحدث عن التحديات التي يواجهها موظفو الرعاية الصحية.

توضح السيدة "بيج" قائلةً: "لدينا في الوقت الحالي خمسة فرق جراحية متنقلة تعمل في جميع أنحاء البلد. وتتمتع هذه الفرق بمجموعة كبيرة من المهارات ولديها القدرة على تنفيذ العمليات الجراحية بجميع أنواعها، بدءًا بعمليات الولادة القيصرية وانتهاءً بالعمليات الجراحية المعقدة في الصدر والبطن". ويتألف كل فريق من جرّاح عام، وطبيب تخدير، وثلاثة من طاقم التمريض، يدعمهم في الغالب أخصائي علاج طبيعي. ونتيجة لصعوبة ظروف العيش والعمل لا سيما في الأماكن النائية، تُضطر أطقم الفرق الجراحية المتنقلة إلى تنفيذ مهام ذات مدد قصيرة تتراوح بين شهرين وستة أشهر.

تقول "كيري": "إن من أكبر التحديات التي تواجهنا في جنوب السودان في الوقت الحالي ضعف الإمكانات الطبية المحلية. فلا يمكن إحالة المرضى إلى مرافق صحية أو أخصائيين آخرين في البلد، لذا يتعين على فرقنا أن تكون قادرة على تشخيص كافة أنواع الأمراض وعلاجها في أماكنها، وباستخدام وسائل محدودة للغاية".

جدير بالذكر أن الفرق الجراحية المتنقلة التابعة للّجنة الدولية ظلت تعمل في المستشفى العسكري في "جوبا" منذ بدء النزاع، حيث تدير غرفة للعمليات، وجناحًا يضم 40 سريرًا، فضلًا عن تدريب الموظفين وتوفير المواد الجراحية والأدوية. كما دعمت اللجنة الدولية افتتاح بنك للدم.

علاوة على ما تقدم، اضطلعت فرقُنا الطبية بتنفيذ أنشطة طبية في مجال طب الأطفال والجراحة في مستشفى "مالاكال" التعليمي حتى شهر شباط/ فبراير 2014، عندما أجبر احتدام النزاع المستشفى على غلق أبوابه.

وفي "مايوت"، بدأ أحد الفرق الجراحية المتنقلة العمل في مستشفى المقاطعة في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي. ولكونه المرفق الصحي الوحيد الذي يعمل في جنوب ولاية أعالي النيل، يبلغ عدد المستفيدين من خدمات الرعاية الطبية والجراحية التي يقدمها المستشفى نحو 120000 شخص. وقد زاد عدد أفراد الفريق، إذ انضم إليه قابلة، وطبيب، وممرضة أطفال، ومدير برامج، بهدف بناء قدرات طاقم الرعاية الصحية في المقاطعة، ودعم المستشفى على المدى البعيد.

وفي كثير من الأحيان، يُرسل فريق جراحي إلى مدينة "أولد فانجاك" لعلاج جرحى الحرب في المقام الأول، في حين من المقرر إرسال فريق آخر إلى قرية "وات" خلال الأسابيع المُقبلة.

ومع ذلك، يظل نقص الدعم اللوجستي وظروف الطقس والأوضاع الأمنية المتدهورة في بعض المناطق أبرز القيود التي يواجهها الجراحون المُتنقلون، بالنظر إلى أن وسيلة التنقل الرئيسية للطاقم، والمرضى، والمواد الطبية هي الطائرة أو المروحية، وهو الأمر الذي تزداد صعوبته في موسم الأمطار. علاوة على ذلك، يبلغ وزن معدات الفريق المتنقل -التي تشمل أدوات التعقيم، والأجهزة الطبية، ومستلزمات المعيشة الأساسية - نحو 1500 كغم.

وقد أجبرت الهجمات التي شُنّت مؤخرًا اللجنة الدولية على تعليق نشر الفرق الجراحية المتنقلة في العديد من المواقع الميدانية، مثل مُستشفيي "لير" و"كودوك". تعلّق "كيري" على ذلك قائلة: "نأمل أن نعود إلى تلك المناطق بمجرد أن يسمح لنا الوضع هناك بالعودة، لكن ينبغي كذلك أن نضمن تأمين عمليات الإجلاء والمساعدة الطبية للمرضى وطاقم العمل على حد سواء".

يُذكر أن اللجنة الدولية قامت بإجلاء 86 شخصًا على مدار الشهرين الماضيين، في حين لا يزال الكثيرون في الميدان في انتظار المساعدة الطبية العاجلة.

الجدير بالذكر أن مرافق الرعاية الصحية تعرضت - في العديد من المناسبات وفي كثير من القرى والبلدات في جنوب السودان- للضرر، في حين تكرر وقوع ضحايا في أوساط العامليين الصحيين بين قتيل وجريح.

وتواصل اللجنة الدولية تذكير كافة الأطراف المتحاربة أن ثمة احتياطات ينبغي اتخاذها أثناء سير العمليات العسكرية لتجنب إزهاق أرواح المدنيين، أو إصابتهم، أو الإضرار بالمُنشآت المدنية، أو تقليص هذه الخسائر إلى الحد الأدنى.

يكفل القانون الدولي الإنساني احترام الطواقم الطبية، والمُنشآت ووسائل النقل الطبية وحمايتها أثناء أدائها مهامها الإنسانية في جميع الظروف.

جنوب السودان. عيادة جراحية متنقلة. CC BY-NC-ND / ICRC / Yamila Castro

حديث الأرقام

اضطلعت اللجنة الدولية منذ اندلاع الأزمة الحالية في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 حتى نهاية تموز/ يوليو 2015 بالأنشطة التالية:

في مجال الرعاية الصحية:

• إجراء نحو 6200 عملية جراحية في 15 مرفقًا صحيًا محليًا.
• مساعدة ما يزيد على 3300 شخص معاق بتقديم خدمات متنوعة في ثلاثة مراكز لإعادة التأهيل البدني تديرها اللجنة الدولية أو تدعمها.
• تقديم أكثر من 30300 استشارة طبية في عيادات خارجية، وتقديم رعاية طبية لفترة ما قبل الولادة لما يربو على 2200 امرأة حامل، وإجراء عمليات ولادة آمنة لـ 188 امرأة، وإعطاء أكثر من 3500 جرعة تطعيم لأطفال عمرهم أقل من سنة واحدة.
• توفير المواد الطبية لـ 54 مرفقًا للإسعافات الأولية ومرافق رعاية صحية أخرى.
• في إطار تنفيذ جهد مُكمّل تولّى الصليب الأحمر لجنوب السودان مساعدة المرضى بتوفير نحو 21000 ضمادة.
• تدريب 321 من حاملي السلاح، وأفراد الشرطة، ورجال الإطفاء على أساسيات الإسعافات الأولية، مع التركيز على تأمين فرص الوصول الآمن لتوفير الرعاية الصحية.

 اضطلعت اللجنة الدولية بالتعاون مع الصليب الأحمر لجنوب السودان في سياق مساعدتها النازحين وغيرهم من المتضررين من النزاع بالأنشطة التالية:

• توفير ما يزيد على 1200000 حصة غذائية شهريًا للسكان في ولايات البحيرات، والوحدة، وأعالي النيل، وواراب، وجونقلي، وولايتي شمال وغرب بحر الغزال، وولايتي غرب ووسط الاستوائية، وهي الخدمة التي استفاد منها أكثر من 150000 شخصٍ بصفة منتظمة في المناطق الأكثر تضررًا.
• توفير اللوازم المنزلية الأساسية لما يزيد على 520000 شخص في جميع أنحاء البلاد، من بينهم 115000 حصلوا على مساعدات أكثر من مرة.
• توفير مياه الشرب الآمنة لما يربو على 437000 من السكان والنازحين عن طريق إعادة تأهيل 434 مكوّنًا من مكونات البنى التحتية للمياه، كالمضخات اليدوية، وخزانات المياه في المناطق المتأثرة بالنزاع في ولايات جونقلي، وأعالي النيل، والوحدة، وكذلك في منطقتي الاستوائية وبحر الغزال.
• إطلاق سلسلة من المشاريع الجديدة التي تركز على توفير سبل الحصول على مياه الشرب الآمنة خلال عام 2015 لتوفير المياه لنحو 120000 شخص يعيشون في المناطق الأكثر تضررًا.
• إنشاء مرافق الصرف الصحي لخدمة نحو 22100 شخص في "مينكامان" و"فشودة"، وتركيب وحدات معالجة المياه أثناء حالات الطوارئ في "توريت"، و"لول"، و"كودوك" ليستفيد منها 120000 شخص، بالإضافة إلى مراحيض إضافية تحت الإنشاء في "كودوك" يستفيد منها نحو 3300 من السكان. وتهدف هذه المشاريع الجديدة إلى الحد من مخاطر تفشي الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه مثل الكوليرا قبل حلول موسم الأمطار المُقبل.

وفي سبيل بناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود لتواجه مشكلة انعدام الأمن الغذائي، اضطلعت اللجنة الدولية بالأنشطة التالية:

• توزيع بذور وأدوات زراعية على ما يقرب من 650000 شخص، حصل معظمهم على الاثنين معًا، لدعم أنشطتهم الزراعية، بالإضافة إلى توزيع أدوات صيد الأسماك على أكثر من 190500 شخص لتعزيز الأمن الغذائي؛
• تحصين 740634 رأس ماشية، وعلاج ما يزيد على 107000 حيوان، وهي الخدمات التي استفاد منها نحو 330000 شخص في العديد من المناطق بولايات شمال بحر الغزال، والبحيرات، وأعالي النيل، والوحدة، وجونقلي، ووسط الاستوائية؛
• تدريب 363 من العاملين المحليين في مجال الصحة الحيوانية وتزويد 276 منهم بمجموعات تحتوي على أدوية وأدوات للعمل.

وقدمت اللجنة الدولية -من خلال الزيارات التي تجريها لأماكن الاحتجاز- الدعم لسلطات الاحتجاز في جانب التزامها بالمعايير الدولية والاستجابة لحالات الطوارئ، ومن أبرز ما قدمته اللجنة الدولية في هذا الإطار:

• زيارة أكثر من 9400 شخص محتجزين في أماكن احتجاز مختلفة.
• المشاركة في أعمال ترميم للسجون المركزية في كل من "جوبا"، و"أويل"، و"واو"، الأمر الذي يسهم في تحسين الظروف المعيشية لما يقرب من 1000 مُحتجز.

أما في إطار إعادة التواصل بين أفراد العائلات الذين تشتت شملهم جرّاء النزاع، فقد اضطلعت اللجنة الدولية مع الصليب الأحمر لجنوب السودان بما يلي:

• ترتيب إجراء ما يزيد على 23100 مكالمة هاتفية ناجحة بين أفراد العائلات، وتبادل أكثر من 3300 رسالة من رسائل الصليب الأحمر تحوي أخبارًا عائلية.
• تسجيل 120 طفلًا من الأطفال غير المصحوبين بذويهم داخل جنوب السودان.
• لم شمل أكثر من 70 من الأطفال والأفراد المستضعفين بعائلاتهم.

أما في إطار نشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني وتعزيز احترامه، فقد اضطلعت اللجنة الدولية بما يلي:

• عقد دورات تدريب وجلسات تعريفية في مجال القانون الدولي الإنساني لأكثر من 2300 فرد من أفراد القوات المسلحة، والمجموعات المسلحة، وغيرهم من حاملي السلاح.

جنوب السودان. الطائرة والمروحية هما وسيلتا النقل الرئيسيتان للأطقم الطبية والمرضى والإمدادات الطبية. CC BY-NC-ND / ICRC / Yamila Castro