الكويت: تناقش اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأثير النزاع المسلح على الصحة العقلية، وتحث على مخاطبة الاحتياجات غير المُلبّاة

14 آذار/مارس 2019

تشارك اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مؤتمر جمعيات الطب النفسي في الشرق الأوسط المنعقد في الفترة ما بين 13-14 مارس في الكويت لمناقشة تأثير النزاعات المسلحة على الصحة العقلية.

وفي هذا السياق صرَحت السيدة ميلينا أوزوريو، كبيرة أطباء علم النفس السريري لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمشاركة في المؤتمر كمتحدثة:

"الحرب والعنف يدمران المجتمعات والبلدان فى جميع أنحاء العالم. إن وقع آثارهما مدمر على الصحة العقلية لملايين الناس. كما أنهما يؤديان إلى انهيار النظم والبنى التحتية المحلية. ونتيجة لذلك, غالبا ما تكون المساعدة الكافية غير متوفرة عندما يكون  الناس فى أشدَ الحاجة إليها. يتعرض المتضررون من جراء النزاعات والعنف لخطر الموت، والنزوح، وفقدان الأحباء، والإصابات، ويحتاجون إلى الرعاية الطبية لما يتعرضون له من ظروف نفسية وبدنية."

وفي هذا الصدد، أضافت قائلةً:

" ليست كل الندوب واضحة. الصحة العقلية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. فعندما يتم إهمالها تصبح أبعاد هذه الاحتياجات النفسية والعقلية بعيدة المدى وطويلة الأمد على الناس وعائلاتهم ومجتمعاتهم، بل على المجتمع بأكمله."

وتبقى هذه الاحتياجات دون استجابة لها لأسباب منها الشعور القوي بوصمة العار خاصة فيما يتعلق بالصحة العقلية، وقلة الحماية للمتضررين، ومحدودية الوصول إلى الخدمات والموارد.

تركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل أساسى على قطاعات السكان الأكثر ضعفا، بما فى ذلك أسر الأشخاص المفقودين، والعمالة المنزلية، وضحايا العنف، والأطفال المرتبطين بالقوات المسلحة أو الجماعات المسلحة، وذوي الإعاقات البدنية، والمحتجزين، والمهاجرين.

وأردفت السيدة أوزوريو:

"يهدف النهج المتبع لدينا إلى حماية وتعزيز الرفاه النفسى - الاجتماعى والحيلولة دون اضطرابات الصحة العقلية وتوفير الرعاية الكافية والملائمة لمثل هذه الحالات عند وقوعها. ونحن نقوم بتشكيلة واسعة النطاق من الأنشطة للتعامل مع المشاكل النفسية والاجتماعية التي تحدث بسبب النزاعات أو تتفاقم نتيجة لها ولغيرها من حالات العنف. نحن نعمل من خلال مجموعات دعم، ونقدم المشورة، والتدريب، ونعمل على بناء القدرات لدى الجهات الرئيسية العاملة في خدمة المجتمع لكي يتسنى لها تقديم دعم أساسي نفسي اجتماعي."

فى عام 2018، استفاد أكثر من 300 ألف شخص تضرروا من جراء الصدمات النفسية من دعم اللجنة الدولية للصليب الاحمر فى جميع أنحاء العالم.

وأشارت السيدة أوزوريو:

"من خلال مشاركتنا فى مؤتمر جمعيات الطب النفسي في الشرق الأوسط المقام هنا فى الكويت، نأمل أن نتمكن من توعية الخبراء وكبار المسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة فى المجتمع المدنى بأهمية توفير الدعم لضحايا النزاعات المسلحة والعنف. هنالك حاجة إلى تركيز المزيد من الاهتمام العالمى على الاحتياجات الخاصة بالصحة العقلية والنفسية لدى السكان المتضررين من النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وغيرها من حالات الطوارئ، بما فى ذلك الآثار الناجمة عن الهجرة. ومن المهم بصفة خاصة معالجة وصمة العار المحيطة بهذه القضية الانسانية المُلًحة."

وفي هذا المقام تدعو اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى:

1) زيادة إمكانية وصول المتضررين الى خدمات الصحة العقلية والنفسية الاجتماعية.

2) تضمين الصحة العقلية والدعم النفسي في نظام رعاية مستمر متعدد المستويات من خلال نهج محلي طويل الأمد.

3) كفالة كرامة المتضررين من جراء النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وغيرها من حالات الطوارىء وتمثيلهم.