احتدام القتال في ليبيا: شجاعة أربعة رجال

07 حزيران/يونيو 2016

بالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على بدء القتال في ليبيا، لم يتوقف تطاير طلقات الرصاص. فالأحوال تزداد سوءًا مع اشتداد المعارك حدة، ما دفع السكان لمغادرة منازلهم. لكن وسط كل ذلك، تبرز صور لأربعة رجال من ليبيا لم تمنعهم الظروف من التسلح بالشجاعة والسعي للحفاظ على سلامة أسرهم وسد احتياجاتها في خضم النزاع المحتدم حولها.

فتحي ومسعود

 مصراتة، ليبيا. صورة لفتحي ومسعود

فتحي ومسعود جمعتهما صداقة طويلة. دفعهما القتال الممتد في سرت إلى الفرار مع أسرتيهما إلى مصراتة حيث يسود بعض الهدوء النسبي. بيد أن تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وضع قيودًا على السحب المصرفي، ما جعل من الصعب سداد الإيجارات الشهرية. ولمواجهة هذه الظروف، يسعى فتحي الآن لإيجاد وظيفة تمكنه من إعالة أسرته بينما يعمل مسعود سائقًا لسيارة أجرة حتى يطعم زوجته وأطفاله الثلاثة، إذ لم يعد يتقاضى راتبه الشهري منذ شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.

أحمد

  CC BY-NC-ND / ICRC  مصراتة، ليبيا. صورة لأحمد.

أحمد يتحدث عن تجربته قائلا: "لقد رأينا مشاهد صادمة، بين إصابات بالغة وحالات احتضار وبذلنا كل الجهد لإنقاذ أصحابها. لكن ما من تدريب يُعدك نفسيًا للتعامل مع شخص يحتضر، فهو يتمسك بك ويخشى أن يُترك بمفرده وأنت لا تستطيع أن تفعل أي شيء له سوى الجلوس إلى جانبه والتعاطف معه في آخر لحظاته".

أصبح أحمد متطوعًا منذ أن كان عمره 11 عامًا. فبعد وفاة والده، أصبح العائل لأسرته وهو في سن 14 عامًا ثم بدأ رحلته في مساعدة الأشخاص المتضررين من القتال في ليبيا وعمره 23 عامًا. الا انه نزح من الحي الذي يسكن فيه بمدينة بنغازي وهو في سن 27 عامًا بسبب القتال. لم تنل هذه الظروف الصعبة من عزيمته بل زادته جلدًا لمواصلة عمله التطوعي مع الهلال الأحمر الليبي.

الحاج علي محمد 

 مصراتة، ليبيا. صورة الحاج علي محمد 

الحاج علي محمد، رب أسرة مكونة من ثمانية أفراد ويعيش حاليًا في حجرتين في منزل صغير بمصراتة. يعاني أحد أولاده من صدمة نفسية أصابته إثر سقوط قذيفة بالقرب من منزله وأسفرت عن وفاة 7 من الجيران. لم تجرؤ الأسرة على مغادرة منزلها على مدار ثلاثة أشهر حتى قررت في مطلع شهر أيار/ مايو السفر في رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر استغرقت 10 ساعات. وبالرغم من المحنة الصعبة لم يكف الحاج علي محمد عن السعي لتوفير العلاج المناسب لولده.