التغلب على الصور النمطية: تمكين النساء أثناء النزاعات المسلحة
ينبغي للدول والمجتمع الدولي تمكين النساء اللاتي يعشن في أماكن تشهد نزاعات مسلحة بما يكفل لهن مواجهة واقع النزاع.
أطلق هذا النداء أعضاء حلقة النقاش والمشاركون في المناقشة حول "دور النساء في أوقات النزاعات" التي استضافتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في 21 آذار/مارس 2019 في كيغالي.
جمع الحدث ممثلين عن منظمات العمل الإنساني، والعسكريين، والحكومة، والسلك الدبلوماسي والأوساط الأكاديمية الذين سعوا لاستكشاف الأدوار المتعددة والمعقدة، والمتعارضة أحيانًا، التي تضطلع بها النساء في النزاعات.
في أثناء المناقشات، أقر أعضاء حلقة النقاش والمشاركون فيها بأن الدور الفاعل الذي تؤديه النساء في النزاعات المسلحة غالبًا ما يُنتقص من أهميته أو يُستهان به. وعليه، لا ينبغي النظر إليهن باعتبارهن ضحايا فحسب، لأنهن يؤدين أدوارًا فاعلة وحيوية متنوعة بوصفهن مقاتلات، وعاملات في المجال الإنساني، وحفظة سلام، ومفاوضات، وأمهات، وعاملات، وقائدات للمجتمع المحلي، وناجيات.
وضمت حلقة النقاش النقيب "لوزان إنغابير"، التي كانت ضمن قوات الدفاع الرواندية التي شاركت في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بما فيها البعثة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في منصب نائب القائد؛ ومفتشة الشرطة "ألفونسين موركاتيت" التي عملت في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام باعتبارها ضابط شرطة منتدب للخدمة في العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفو عام 2015؛ و"نوفيلا نكويغيز"، وهي شخصية إعلامية ومستشارة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قضايا النوع الاجتماعي والتنمية.
وقد صرَّحت المفتشة "ألفونسين" أن المسؤولية تقع في المقام الأول على عاتق قيادات الدول التي يجب أن تضع القوانين والسياسات والإجراءات اللازمة لتشجيع النساء وتمكينهن. بيد أنه ينبغي للنساء أنفسهن كذلك أخذ زمام المبادرة لإلهام وتشجيع الفتيات في سن صغيرة ليصبحن قادرات على الاضطلاع بدورٍ فاعل في منع النزاعات، وحفظ السلام، وعمليات بناء السلام.
وحفّزت النقيب "لوزان" – متحدثة من وجهة نظرها العسكرية – النساء لأخذ زمام المبادرة، إذ تتردد الكثيرات منهن في تحمُّل المسؤوليات الصعبة التي تتطلب في بعض الأحيان قوة بدنية.
وقالت النقيب "لوزان": "أنصح النساء بتغيير طريقة تفكيرهن والإيمان بقدراتهن، فنحن قادرات على تحقيق كل ما يمكن أن يحققه الرجال. أنا لا أعتبر نفسي قدوة، لكنني اضطلعت بمسؤولياتي باعتباري جندية، ومن حفظة السلام، وأم دونما صعوبات".
وأعربت "نوفيلا نكويغيز" عن أسفها لتعرُّض النساء غالبًا للاستبعاد من طاولة المفاوضات عند عقد مفاوضات اتفاقات السلام بعد انتهاء النزاعات. وأوصت "نكويغيز" بإشراك النساء في جميع جوانب النزاع وعمليات ما بعد النزاع، إذ ثبت أن المهارات التفاوضية التي يتمتعهن بها ذات فعالية كبيرة.
واستطردت "نكويغيز" قائلة: "بحسب الدراسات التي أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن مشاركة النساء في المفاوضات تُثمر نتائج أفضل لاتفاقات السلام، فضلًا عن تنفيذها بصورة أفضل".
وقد حددت الوكيل الدائم في وزارة الشؤون الجنسانية والنهوض بالأسرة وضيفة الشرف "نادين غاتسنزي أُموتوني" ثلاثة من التحديات الرئيسية التي تواجهها النساء في أوقات النزاعات. وهذه التحديات هي الافتقار إلى المعرفة والقدرة، والأعراف الثقافية السلبية، والمواقف القائمة على السلطة الأبوية التي تعوق قدرتهن على الاضطلاع بدورهن بفاعلية.
ودعت "أُموتوني" جميع الجهات الفاعلة للعمل معًا نحو تمكين فعّال للنساء اللاتي يعشن في أماكن تشهد نزاعات مسلحة.
وصرحت قائلة: "أدعو جميع الجهات الفاعلة الحاضرة هنا للعمل معًا وتكثيف الجهود لدعم مجتمع شامل يعتمد على المشاركة الجادة للنساء في جميع جوانب منع النزاع وبناء السلام من أجل تحقيق التنمية المستدامة".
وقد نُظم الحدث احتفالًا باليوم الدولي للمرأة، واستضافته مبادرة "Humanitarium" في كيغالي، وهي مبادرة جديدة أطلقتها اللجنة الدولية للنقاش والحوار بشأن القضايا الإنسانية والسياسات.