اليمن: السيول تدمر ما لم تدمره الحرب

وكأن اليمن كان بحاجة إلى المزيد من التحديات، فقط ليستيقظ اليمنيون كل فترة على سيول غير مسبوقة تدمر بيوتهم وتقتل أحبتهم وتطيح بممتلكاتهم وتضعف بنيتهم التحتية. بدأت السيول في اليمن منذ أبريل فتزامن وصولها مع بداية ظهور حالات جائحة كورونا فقط ليزداد الطين بلة في بلد متأثر أصلا بالنزاع حتى النخاع.
مقال 20 آب/أغسطس 2020 اليمن

من لم يتضرر بعد؟

"هذا العام كانت المرة الأولى التي تضربنا أمطار بهذه القوة في عدن ونحن غير معتادين على مثل هذه السيول. بين ليلة وضحاها وجدنا أنفسنا أنا وعائلتي بلا منزل وأغلب ا متعلقاتنا متضررة. يصيبنا الرعب في كل مرة يعلن فيها عن  توقع أمطارفنشعر بالعجز لأنه لا يوجد ما بوسعنا فعله لصدها"

أبو فاطمة فقد بيته بسبب السيول في منطقة عدن

 

 
آثار السيول في مدينة عدن. تصوير: منذر أحمد – اللجنة الدولية

خلال هذا الشهر فقط فارق 172 شخص الحياة وتضرر عشرات الآلاف وتدمرت بيوت الناس بشكل كلي او جزئي وفق التقارير، وطبقا لمنظمة الهجرة الدولية تسببت السيول في نزوح نحو 600 أسرة يمنية في أسبوع واحد فقط.

أما النازحون،وهم من الفئات الأكثر ضعفا،فقد تضررت خيامهم وممتلكاتهم تماما.

نازحون أطفال ينظرون إلى ما تبقى من خيامهم بعد السيول التي ضربت أطراف مأرب. تصوير: صالح العروسي – اللجنة الدولية

كما تضررت المباني والطرق والسدود والجسور وتلوثت محطات المياه مما أدى إلى ازدياد انقطاع الخدمات الأساسية عن الجماهير.

يحكي زميلنا في اللجنة الدولية أنه قضى يومين على الطريق في محاولة للوصول إلى بيته في قريته لقضاء العيد

المسافة نفسها التي عادة ما تستغرقه ساعات قليلة في الظروف العادية

 

تضررت الكثير من محافظات اليمن بالسيول مثل مأرب وصنعاء وعدن وحضرموت وحجة وإب وتعز ومناطق أخرى يصعب الوصول إليها بسبب تضرر الطرق.

السيول تسلب بهجة اليمن

تضرر البنية التحتية وقدوم السيول وفّر بيئة خصبة للأمراض المنتقلة عبر المياه مثل الكوليرا وانتشار حمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض التي تقتل اليمنيين في ظل ضعف القطاع الطبي الذي استنزفته الحرب طويلا.

 صورة من لقاء بهجة بفريق بعثتنا في اليمن

بهجة عبد الله، جَدة من منطقة دير الطعام في مديرية باجل محافظة الحديدة ،تقول أن الأمطار أغرقت منزلها وحطمت الأسقف وعبثت بممتلكاتها وأفسدت طعامها.

تنام الآن بهجة وأسرتها في حوش المنزل تحت أشعة الشمس الحارقة، وتطبخ بهجة الطعام في بيئة غير نظيفة مليئة بالأتربة والمياه الملوثة.

تضطر بهجة إلى استخدام ما تبقى من الطعام الفاسد بفعل السيول، فهي لا تملك رفاهية  التخلص منها بسبب ضيق الحال وعدم قدرتها على توفير مواد غذائية صالحة للأكل.

يشكو حفيد بهجة من إسهال مستمر ويحتمل أن يكون  مصابا  بالكوليرا. لذلك قدمت بهجة به إلى مستشفى باجل الريفي لتوفير العلاج  المجاني فهي لا تمتلك المال للعلاج أو حتى المال لتوفير طعام نظيف.

لقاء بي بي سي عربي مع المتحدثة باسم الصليب الأحمر في اليمن، يارا خواجة

استجابتنا للسيول في اليمن

عبر مواقع التواصل الاجتماعي قمنا بتوعية اليمنيين بطرق مواجهة السيول

بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني نقوم بتقييم الوضع وتقديم سبل المساعدة للمتضررين حول اليمن

تضامننا الكامل مع #اليمن-يين، وكما ساندنا المتضررين من السيول هذا الموسم بمواد غذائية وإيوائية لحوالي 52000 شخص حول اليمن، لا زلنا نعمل على مساعدتهم مع @YemenCrescent pic.twitter.com/12n7b9pBtk

ونستمر في عملنا في معاينة الاحتياجات وتلبيتها