اليمن: النزاع وتغير المناخ يدفعان المزارعين إلى نقطة الانهيار

اليمن: النزاع وتغير المناخ يدفعان المزارعين إلى نقطة الانهيار

صنعاء (اللجنة الدولية) – مع اعتماد ثلاثة من كل أربعة يمنيين على الزراعة والثروة الحيوانية من أجل بقائهم على قيد الحياة، تدفع أزمة المناخ المجتمعات التي تعاني بالفعل من قرابة ثماني سنوات من النزاع إلى نقطة الانهيار. شهد المزارعون اليمنيون تدمير سبل عيشهم بسبب الجفاف الشديد والفيضانات المدمرة والنزاع الطاحن، ما جعل من الصعب عليهم تغطية نفقات معيشتهم.
بيان صحفي 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 اليمن

يجسد محمد، وهو مزارع من محافظة ذمار، كفاح الكثير من المزارعين اليمنيين اليوم. فقد حوّلت السيول و الأمطار الغزيرة منزله إلى كوم من الأنقاض. يقول محمد: "اجتاحت السيول مزارعنا ومنازلنا. أشعر أن الحياة قد انتهت. لم يعد لديّ أرض أو منزل. راح كل شيء".

كان للفيضانات في الأشهر الأخيرة تأثير مدمر على القطاع الزراعي، حيث دمرت المحاصيل ونقلت المتفجرات من مخلفات الحرب إلى مناطق زراعية. ومع مواجهة اليمن لأزمة أمن غذائي مدمرة، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الخطير بالفعل. واليوم، لا يتمكن ما يقرب من 19 مليون شخص في اليمن على تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية في جميع أنحاء البلاد، مقارنة بـ 16.2 مليون شخص في العام الماضي، ما يمثل حوالي 63٪ من إجمالي السكان، مقارنة بنسبة 53٪ العام الماضي.

ويجبر اجتماع أزمة المناخ والنزاع المزيد من العائلات على ترك منازلهم، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3.3 ملايين شخص في اليمن نزحوا من منازلهم إلى اليوم. فقد صار مألوفًا أن يفر الناس من منازلهم بحثًا عن الأمان من النزاع، ثم يغادرون مرة أخرى لعدم صلاحية الأرض للزراعة. وفي بعض المناطق، تخفي الأراضي التي تبدو صالحة للزراعة ذخائر غير منفجرة، ما يحف العمل في هذه الأراضي بخطر بالغ. وقد أدت ندرة المياه في جميع أنحاء اليمن، التي تفاقمت بسبب النزاع الذي طال أمده وبسبب عدة سنوات من الجفاف، إلى عدم تمكن سوى 17.8 مليون شخص من الحصول على المياه الصالحة للشرب. ونتيجة لذلك، يضطر عدد متزايد من المزارعين إلى التخلي عن عملهم بالزراعة.

يقول ياسر، وهو مزارع شاب من أبين، باليمن: "كنا نستخدم مياه هذا السد الفارغ حاليًا لري أراضينا. ألحقت مواسم الجفاف المتتالية ضررًا شديدًا بالمزارعين، إذ اضطر العديد منهم إلى ترك الزراعة والبحث عن أعمال أخرى، لأن زراعة الأرض لم تعد تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر."

تعمل اللجنة الدولية في تعاون وثيق مع جمعية الهلال الأحمر اليمني لدعم المجتمعات الريفية الأشد ضعفًا للحفاظ على سبل عيشهم. ففي عام 2021 على سبيل المثال، استفاد أكثر من 112,500 من مربي الماشية من حملات تلقيح وعلاج الماشية، في حين استفاد آلاف المزارعين في عام 2022 من المنح النقدية متعددة الأغراض، ومشاريع المبادرات الاقتصادية الصغيرة والتبرعات بحبوب البن أو بذور القمح.

ويتضاعف تأثر اليمن، مثل العديد من البلدان المتضررة من النزاعات، بتغير المناخ. لذا تدعو اللجنة الدولية إلى مزيد من الدعم لمساعدة الأشخاص على مواجهة تغير المناخ والتكيف معه في بلدان مثل اليمن.

 

لتنزيل هذه اللقطات الإخبارية، يرجى زيارة موقع غرفة الأخبار بالفيديو الخاص باللجنة الدولية على هذا الرابط 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

علي داودي (صنعاء)، البريد الإلكتروني: adaoudi@icrc.org، الهاتف: +967 737889476

إيمان الطرابلسي (بيروت)، البريد الإلكتروني: itrabelsi@icrc.org، الهاتف: +961 3 138 353

Jason Straziuso (جنيف)، البريد الإلكتروني: jstraziuso@icrc.org، الهاتف: +41227302077