اليمن: قوارب صغيرة وحروب كبيرة

  • قد يصعب التخيل أن هذه المياه الفيروزية الصافية رأت نزاعاً ودمارًا ونزوحًا. هذا هو شاطئ البحر الأحمر في منطقة ذباب في مديرية باب المندب بمحافظة تعز في اليمن. وهي ليست فقط منظرًا طبيعيًا خلابًا لأهل ذباب ولكنها كذلك مصدر رزقهم الوحيد. يصف صيادو ذباب الماهرون عملهم بأنه عمل صعب، وكثيرًا ما يصفون البحر بالغدر لسرعة تقلب أحواله ولكن إذا قورن البحر بالحرب، من منهما أكثر خطورة؟ من خلال الصور التالية نستعرض حياة صيادي ذباب ومواجهتهم لأمواج البحر والحرب العاتية.
  • أحمد براري، 40 سنة يعمل صيادًا منذ أكثر من 20 سنة وأب لـ4أطفال يقول "أجمل لحظة عندي عندما أصطاد الأسماك ويكون الرزق كثير". يذهب معظم دخل الصيادين إلى مهنة الصيد نفسها من صيانة للقوارب ووقود وأدوات الصيد ويكون صافي الربح قليل وخصوصاً مع ارتفاع أسعار الوقود والتضخم وتأثر الحياة بالنزاع. كما أن طبيعة مهنة الصيد تتطلب التفرغ التام ولا تسمح للصيادين بممارسة مهنة أخرى تعينهم على زيادة الدخل. أخبرنا الصيادون أن أسوأ يوم يمر به الصياد هو يوم أن يخرج للصيد وقد أنفق مئات الآلاف على الوقود والصيانة ويعود من البحر صفر اليدين أو بقدر محدود من الأسماك لا يغطي نفقات الصيد.
  • "الرياح شديدة والقوارب صغيرة" هكذا يصف حفظ الله صالح وضع الصيد خلال 5 أو 6 شهور من السنة يقل فيها السمك وتشتد الرياح وتهدد صيادي ذباب وقواربهم. خلال هذه الشهور الصعبة يقل الدخل اليومي للصيادين. في الشهور الأخرى التي يقل فيها الرياح ويزيد فيها السمك قد يحالف الحظ الصياد وربما يتمكن من الادخار لتطوير قاربه أو لشراء قارب أكبر.
  • تشتهر مديرية باب المندب بأشهى الأسماك ويعتمد أغلب سكانها على الصيد. بسبب النزاع ولوقوعها على خطوط القتال الأمامية اضطر سكان المديرية للنزوح. يقول صالح: "تركنا كل شيء وراءنا وعندما رجعنا بعد خمس سنوات لم نجد شيئاً"
  • "رجعنا نبني حياتنا من جديد وكأننا خلقنا أول مرة" أضاف صالح الذي عاد لبيته ليجده ترابًا. وأشار "نحن لا نريد أي شيء. كل ما أتمناه هو ألا نضطر للنزوح مرة أخرى. يكفي ما حدث. أسوأ شيء في الحياة هو النزوح"
  • نشوان عطية، 48 سنة،(في الصورة جهة اليسار) يعمل صياداً منذ أكثر من 20 عاماً. يعول أسرة من 5 أطفال ويقول عن علاقته بالبحر "علاقة الأب بابنه. إذا ابتعدنا عن البحر هلكنا" اضطر نشوان وأسرته إلى النزوح بسبب الحرب إلى مناطق لا يوجد فيها بحر ولم يستطع الصمود هناك أكثر من 5 أشهر وانتقل لمكان آخر بحثا عن البحر. "لأنه مصدر العيش الوحيد الذي نستطيع أن نقتات منه ونعيش منه"
  • "لا نمتلك سيارات لا نمتلك أي شيء. نحن نمتلك أشياء للبحر. فقط نمتلك قوارب ومعدات بحرية نعيش منها" يضيف نشوان أنه خلال بعدهم عن البحر وتوقفهم عن الصيد يصبحون مديونين للبقالات والدكاكين.
  • "بالصدق ما أشتهي يعيشوا مثل ما عشت صياد. أشتهيهم يصبحوا دكاترة. أي شيء غير الصيد. لا يشعر بتعب البحر إلا من يعيش فيه" يقول نشوان عن أولاده الذين يحرص على تلقيهم تعليم جيد أملاً في مستقبل أفضل بلا صيد أو حرب.
  • لكي نجعل حياتهم أسهل قليلًا تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني مساعدات مختلفة لصيادي ذباب. في نوفمبر 2020 قمنا بتوزيع معدات الصيد لـ1500 صياد.
  • كما قمنا بتوزيع المساعدات النقدية لـ896 أسرة في منطقة المخا وذباب ونعمل على توزيع المزيد من المساعدات النقدية تسهتدف 4000 أسرة في مديرية الشمايتين في محافظة تعز.
  • يأتي دعمنا للصيادين في إطار دعمنا المستدام للفئات الأشد تأثرا بالنزاع في اليمن، والذي يهدف إلى توفير حلول اقتصادية طويلة المدى. تشمل تلك الحلول برامج تطعيم الماشية وتوفير البذور والأسمدة الزراعية. نأمل أن تساعد هذه الجهود على التمكين الإقتصادي للمجتمعات المتضررة من النزاع.