وتحالف الاستثمار هو صندوق تنمية الجمعيات الوطنية الذي تشترك في قيادته اللجنة الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي). وهو يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة للجمعيات الوطنية في السياقات الهشة من خلال تقديم التمويل الجيد لتنفيذ المشاريع التي يمكن أن تؤدي إلى التحول المؤسسي. سيكفل ضخُّ الموارد تمكين تحالف الاستثمار من الاستمرار في تقديم التمويل المتوسط الأجل والطويل الأجل للجمعيات الوطنية وتعزيز قدراتها المؤسسية وزيادة استعدادها واستجابتها وحشد الموارد وقدرات التنسيق. سيساعد كل هذا الجمعيات الوطنية على تحسين جودة خدماتها وبرامجها المقدَّمة للمجتمعات المتضررة، ومن ثم تعزيز دورها بوصفها قيادات محلية في العمل الإنساني. وفي نهاية المطاف، سيساهم ذلك في عمل إنساني أكثر مرونة واستدامة.
ومن خلال استثمار اللجنة الدولية في تحالف الاستثمار، فإنها تفي بتعهدها بزيادة دعمها للمنظمات المحلية الذي قطعته في إطار الصفقة الكبرى في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني عام 2016. ويمثل هذا الاستثمار أيضًا خطوة مهمة إلى الأمام في تنفيذ القرار رقم 4 للمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي يعترف بالدور المركزي للجهات الفاعلة المحلية، ويدعو إلى "زيادة الاستثمارات المستدامة في نُظم الاستجابة الوطنية والخدمات الأساسية [التي من شأنها] أن تؤدي إلى إقامة شراكات أقوى بين الجهات الفاعلة المحلية والجهات الفاعلة الدولية".
وقال أوليفييه راي، مدير دائرة الحشد والحركة والشراكات باللجنة الدولية: "نحن متحمسون للإسهام في العمل المؤثر الذي يقوم به تحالف الاستثمار في تعزيز مستوى تأهب ومرونة الجمعيات الوطنية." وأردف قائلا: "يركز استثمارنا على تعزيز الجمعيات الوطنية وتعزيز التغيير بقيادة المجتمعات المحلية. ونحن نرى أننا يمكننا مساعدة المجتمعات على أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة الصدمات من خلال تمكين شركائنا الأساسيين."
وهذا الصندوق المبتكر فريد من نوعه في قطاع العمل الإنساني. ومنذ إنشائه في عام 2018، عقب مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني، أثبت أنه قناة فعالة لتجميع وتخصيص الموارد للجمعيات الوطنية التي تقع على عاتقها المسؤولية عن تطوير وتقديم وتنفيذ مشاريعها بشكل مستقل وبحسب أولوياتها. تذهب أموال الصندوق إلى السياق الذي هو في أمسّ الحاجة للدعم. ومنذ عام 2019 تلقى 13 بلدًا، من أصل 15 من البلدان الأكثر عرضة للمخاطر، تمويلًا من هذا الصندوق، بإجمالي 17 مليون فرنك سويسري مستثمرة في 78 مبادرة. وفي عام 2024 وحده، تلقت 13 جمعية وطنية الدعم منه.
ولكي يتسنى للجمعيات الوطنية مد يد العون للمستضعفين في أوقات الأزمات بشكل فعال، فهي يلزمها تعزيز قدراتها التشغيلية على المدى البعيد. من الواضح أنها يلزمها الموارد الكافية والموظفين الكافيين، ولكن من المهم أيضًا السير معها جنبًا إلى جنب دعمًا لها في مسيرة نموها كمؤسسات. وإحدى الطرق للقيام بذلك هي تزويدها بدعم للمبادرات التجارية المبتكرة التي يمكن أن تفضي إلى عمل إنساني مؤثر وإحداث تغيير على مستوى النظام برمته.
عن اللجنة الدولية
اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) منظمة محايدة وغير متحيزة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة تنبع من اتفاقيات جنيف لعام 1949. وتساعد اللجنة الدولية المتضررين من النزاعات المسلحة وأعمال العنف الأخرى في جميع أنحاء العالم، باذلة كل ما في وسعها لحماية أرواحهم وكرامتهم وتخفيف معاناتهم، وغالبًا ما تفعل ذلك بالتعاون مع شركائها في الصليب الأحمر والهلال الأحمر.