العراق: اللجنة الدولية تتوسع في أنشطتها لمساعدة أكثر من 1,5 مليون نسمة

30 تشرين الأول/أكتوبر 2014
العراق: اللجنة الدولية تتوسع في أنشطتها لمساعدة أكثر من 1,5 مليون نسمة

كثّفت اللجنة الدولية عملها الإنساني لمواكبة احتدام النزاع المسلح في العراق وامتداده ، حيث جلبت مواد غذائية ومساعدات أخرى إلى أكثر من 1,5 مليون نسمة منذ كانون الثاني/يناير

وأفضى امتداد النزاع المسلح إلى أجزاء مختلفة من العراق إلى موجة ضخمة أخرى من النزوح. وبحلول موسم الأمطار واقتراب فصل الشتاء زادت حياة النازحين المدنيين العراقيين بؤساً على بؤس. ورداً على هذا الوضع، تقوم اللجنة الدولية بتوسيع نطاق أنشطتها، حيث تستعد لتوفير إمدادات بغية مساعدة أكثر من 40,000 نسمة على تحمل فصل الشتاء، وتنفّذ أنشطة عبر الخطوط الأمامية لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة من النزاعات. وقدّمت اللجنة الدولية مواد غذائية وصنوفاً أخرى من المساعدات استفاد منها أكثر من 1,5 مليون نسمة منذ كانون الثاني/يناير.

النزاع يتسبب في مزيد من النزوح والمعاناة

أدى القتال الدائر في مناطق مختلفة من العراق إلى نزوح أكثر من 1,8 مليون نسمة، كما سقط الآلاف ما بين قتلى وجرحى. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في العراق السيد باتريك يوسف في هذا الصدد: "يعاني المدنيون النازحون في العراق من القتال ومن شح الإمدادات، ويفرون بحثاً عن الأمان، ويعلقون عند نقاط التفتيش أو يعيشون في أماكن إيواء مؤقتة ومخيمات". وأضاف قائلاً: "بعد أن تحملوا القيظ في الصيف، عليهم الآن أن يقاسوا المطر وبرد الشتاء القارس. إن محنتهم تعتصر القلوب".

وقد وزعت اللجنة الدولية حتى الآن حصصاً غذائية تكفي لمدة شهر واحد ومستلزمات أخرى للإغاثة مثل البطانيات وقطع القماش المشمع وصفائح المياه ومجموعات من أواني الطبخ على أكثر من 400,000 نازح في 118 موقعاً في 15 محافظة من محافظات البلاد البالغ عددها 18 محافظة. وعلاوة على ذلك، ولمساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع على استعادة قدرتهم على كس

ب لقمة العيش، تقوم اللجنة الدولية حالياً بتوزيع حوالي 1,800 طن متري من البذور والأسمدة على أكثر من 5000 أسرة تعمل في الزراعة في محافظات بابل وكربلاء وبغداد وديالا وكركوك ونينوى .

وقال السيد باتريك يوسف تعليقاً على الوضع: "تشكل المأساة التي لا تنتهي من فقدان أرواح المدنيين وتدمير الممتلكات الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، مصدر قلق خطير بالنسبة للجنة

الدولية. وينبغي كفالة الحماية للمدنيين والأعيان المدنية بموجب القانون الدولي الإنساني. ونحن مستمرون في تذكير جميع أطراف النزاع، بما فيها أعضاء التحالف الدولي الجديد والجماعات المسلحة، بواجبها المتمثل في حقن دماء المدنيين وتجنيب ممتلكاتهم ويلات القتال، والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليهم دون عوائق. وقد وقعت اللجنة الدولية أيضاً مذكرة تفاهم مع الحكومة العراقية لنشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني وتعزيز الامتثال له لدى صانعي القرار الرئيسيين".

عبور الخطوط الأمامية لتوفير الرعاية الصحية

ألحق النزاع تبعات جسيمة بمرافق الرعاية الصحية في العديد من المدن والبلدات. وتعرضت مرافق عديدة للهجوم وهي تعاني من نقص في الأدوية والإمدادات الطبية. وأدى غياب أفراد الطواقم الطبية بسبب انعدام الأمن إلى توقف الخدمات المقدّمة للمصابين والمرضى في كثير من الحالات.  

وقال السيد يوسف في هذا الصدد: "ينبغي حماية مرافق الرعاية الصحية وموظفيها من الهجوم. ويجب أن يُمنحوا الفرصة للقيام بعملهم. ويجب أن يتمكن الجميع دون استثناء من الحصول على الرعاية الصحية في جميع الأوقات ومهما كانت الظروف".

وقد نجحت اللجنة الدولية، التي تلتزم في أسلوب عملها بالحياد وعدم التحيز الكاملين وتسعى إلى الدخول في حوار مع جميع أطراف النزاع، بما فيها السلطات الحكومية وقادة المجتمع المحلي وزعماء العشائر ورجال الدين وجماعات أخرى، في إيصال الأدوية والمعدات الجراحية والضمادات والسوائل الوريدية وغير ذلك من المستلزمات إلى 66 مرفقاً من مرافق الرعاية الصحية في 10 مدن هي: الموصل وأربيل ودهوك والحمدانية وسنجار والفلّوجة والحويجة والطوز والنجف والبصرة. وتكفي الإمدادات لتلبية احتياجات ما يربو على  170,000 شخص. وعلاوة على ذلك، يعمل مركز إعادة التأهيل البدني التابع اللجنة الدولية في أربيل جنباً إلى جنب مع ثمانية مراكز أخرى تدعمها اللجنة الدولية لتقديم الخدمات لأكثر من  23,000 شخص من ذوي الإعاقة.

توفير المياه النظيفة للنازحين والسكان المقيمين

تُعتبر إحدى أولويات اللجنة الدولية في العراق هي التأكد من حصول السكان على مياه صالحة للشرب. وقد وفرت اللجنة الدولية منذ بداية العام مياهاً صالحة للشرب استفاد منها زهاء 920

,000 نسمة، من بينهم أكثر من 200,000 نازح. وقد تحقق ذلك من خلال مد شبكات مياه جديدة وترميم الشبكات القائمة كي تستفيد منها المجتمعات المضيفة، مع توصيل المياه بواسطة الشاحنات وإنشاء محطات إضافية للتخزين والتوزيع لصالح النازحين.

وعلق السيد يوسف قائلاً: "لقد كان للنزاع تأثير أيضاً على موارد المياه. ونظراً لأن الماء عنصر ضروري في حياة البشر، يتحتم على أطراف النزاع حماية مواردها". وتُجري اللجنة الدولية أيضاً، كلما أمكنها ذلك، إصلاحات لموارد المياه التي لحق بها الدمار نتيجة للقتال.   

المحتجزون لا يزالون أحد شواغل اللجنة الدولية

تواصل اللجنة الدولية زياراتها لأماكن الاحتجاز الخاضعة لسلطة الحكومة الوطنية العراقية وحكومة إقليم كردستان. ويكمن الغرض من هذه الزيارات في تحسين ظروف الاحتجاز، ومساعدة المحتجزين على التواصل مع عائلاتهم والحفاظ على أواصر الصلة معها، وتزويد المحتجزين بمستلزمات النظافة والمواد الضرورية الأخرى. وتسعى اللجنة الدولية في الوقت نفسه وعن طريق حوار سري مع السلطات، إلى ضمان معاملة المحتجزين بطريقة كريمة.

وشرحت مندوبة اللجنة الدولية المسؤولة عن الأنشطة لصالح المحتجزين السيدة "إلبيدا بابتشاسي" الوضع قائلة: "نحن مستمرون في رصد الظروف المعيشية لآلاف المحتجزين في العراق، بمن فيهم الرعايا الأجانب". وأضافت: "خلال الأشهر القليلة الماضية، نُقل آلاف المحتجزين إلى سجون مختلفة. ونحن نساعدهم من ثم على الاستمرار في التواصل مع عائلاتهم. وينبغي بمقتضى القانون أن يلقى المحتجزون معاملة تحفظ كرامتهم. وسنستمر في رصد أحوالهم وفي الحفاظ على حوارنا السري مع سلطات الاحتجاز".

وقد قامت اللجنة الدولية بالأنشطة التالية منذ بداية العام:

• إجراء 131 زيارة إلى 61 مكاناً للاحتجاز تضم 32,971 محتجزاً؛
• توفير المستلزمات الأساسية من ملابس ومواد للنظافة وبطانيات لعدد يربو على 14,750 محتجزاً؛

• تيسير تبادل 3,056 رسالة من رسائل الصليب الأحمر بين محتجزين وعائلاتهم؛
•اتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء 5,184 مكالمة هاتفية قصيرة بين محتجزين وأفراد عائلاتهم وأقاربهم لطمأنتهم على أحوالهم؛

الاستمرار في البحث عن المفقودين

أدى النزاع المسلح السابق والحالي في العراق إلى ذهاب عشرات الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين. وتترأس اللجنة الدولية اجتماعات اللجان المسؤولة عن الكشف عن مصير الأشخاص الذين فقدوا لأسباب تتعلق بالحرب بين إيران والعراق 1980-1988 وحرب الخليج الأولى 1990-1991. وترمي تلك الجهود إلى تسليط الضوء من خلال اجتماعات رفيعة المستوى مع الحكومات المعنية على ما حدث لهؤلاء الأشخاص بغية التخفيف من معاناة أسرهم التي ما زالت لا تعلم مصير أحبائها المفقودين.

وقد يسرت اللجنة الدولية منذ بداية العام عمل ثلاث بعثات مشتركة بين العراق وإيران في جنوب العراق، حيث انتُشل رفات 338 شخصاً. وأُعيد في وقت لاحق رفات 210 مواطناً إيرانياً و19 مواطناً عراقياً إلى بلدانهم في ثلاثة مراسم لتسليم الرفات. ووقعت اللجنة الدولية بالإضافة إلى ذلك مذكرة تفاهم مع دائرة الطب العدلي في العراق، وجددت من ثم التزامها بتعزيز قدرات الدائرة في مجال الطب الشرعي من خلال تزويدها بالتدريب والمعدات.

التزام الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتلبية الاحتياجات الإنسانية في العراق

كثفت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أنشطتها استجابة للاحتياجات المتزايدة الناجمة عن النزاع المسلح. ويبذل كل من اللجنة الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر التابعة لعدة بلدان جهوداً مضاعفة داخل العراق يداً بيد مع جمعية الهلال الأحمر العراقي. وتؤكد الزيارة التي قام بها مؤخراً للعراق المدير العام للجنة الدولية والأمين العام للاتحاد الدولي التزام الحركة القوي وعزمها على تلبية الاحتياجات الإنسانية في البلاد، حيث التقيا خلالها بضحايا النزاع المسلح للوقوف على احتياجاتهم، وعاينا على الطبيعة أيضاً العمل الذي تضطلع به المكونات المختلفة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتواصل اللجنة الدولية دعمها لجمعية الهلال الأحمر العراقي في جهودها الرامية إلى تعزيز قدراتها، حيث وفرت للجمعية الوطنية على وجه التحديد 12 شاحنة صغيرة وسيارة وشاحنة رافعة، وساعدتها على تجهيز مركز الطوارئ الميداني التابع لها بأحدث أدوات تكنولوجيا المعلومات.

للمزيد من المعلومات، يرجي الاتصال
بالسيد  صالح دباكة، اللجنة الدولية، بغداد، الهاتف: 009647901916927
أو بالسيدة نادية دبسي، جنيف، الهاتف: 004122730372 أو 0041794473726