الرعاية الصحية في خطر: مازلنا بحاجة إلى الكثير من أنشطة المناصرة

02 كانون الأول/ديسمبر 2014
الرعاية الصحية في خطر: مازلنا بحاجة إلى الكثير من أنشطة المناصرة
جوبا، جنوب السودان. متطوعو الصليب الأحمر في جنوب السودان أثناء دورة لتدريب مدربي الإسعافات الأولية. ©Getty Images/ICRC/Marco Di Lauro

منذ بدء النزاع في كانون الأول/ديسمبر عام 2013، يعمل الصليب الأحمر في جنوب السودان بالتعاون الوثيق مع اللجنة الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وشركاء آخرين في الحركة بجد واجتهاد من أجل تقديم المساعدات المخصصة للإغاثة إلى مئات الآلاف ممن هم في حاجة ماسة إليها. وتفاقم الوضع في أيار/مايو من عام 2014 عندما تفشى وباء الكوليرا. وقد طلبنا من مديرة الشؤون الصحية بالصليب الأحمر في جنوب السودان السيدة "فيرونيكا كنيي" أن تخبرنا عن كيفية تعامل الجمعية الوطنية مع هذا الوضع البالغ الصعوبة.

 كيف تؤثر أعمال العنف في جنوب السودان على تقديم الرعاية الصحية؟

تتعرض المرافق الصحية للنهب والحرق ولسرقة المعدات والمستلزمات الطبية. ويُمنع الموظفون والمرضى من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية؛ ويُعترض سبيل شحنات الأدوية وتُمنع من الوصول إلى وجهتها في أحيان كثيرة. ويخشى العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذهاب إلى العمل. ومحصلة كل ذلك هي أن المرضى هم أكثر من يعانون في هذا الصدد.

 

السيدة "فيرونيكا كنيي"
مديرة الشؤون الصحية
بالصليب الأحمر في جنوب السودان

بالنسبة لتقديم الرعاية الصحية، ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه العاملين في الصليب الأحمر ومتطوعيه؟

بادئ ذي بدء هم يعانون من الظروف الأمنية السيئة التي تُعتبر مشكلة رئيسية. ولا يعرف حاملو السلاح في كثير من الأحيان أي شيء عن حقوق العاملين في مجال الرعاية الصحية، ولا أنهم يحظون بالحماية بموجب القانون، على سبيل المثال. ويستهدف حاملو السلاح المرافق الصحية بل ويحتلونها أيضاً أثناء الأزمات. وحيث أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتركون وظائفهم، تضطر وزارة الصحة للاعتماد على المتطوعين في تقديم الإسعافات الأولية. ولك أن تتخيل كيف يؤثر ذلك على جودة الرعاية الصحية المقدمة. وتضيف سوء حالة الطرق ووسائل النقل المحدودة صعوبة أخرى إلى الصعوبات التي يتعرض لها السكان في الحصول على الرعاية الصحية. وتشكل التوترات العرقية عقبة كبرى أيضاً، حيث يولى اعتبار أكبر في بعض الأحيان للهوية العرقية للمتطوعين عن كونهم مقدمي الرعاية الصحية.

كيف يتعامل أفراد طواقم الرعاية الصحية في الصليب الأحمر ومتطوعوه مع تفشي وباء الكوليرا؟

أولاً، أدركنا وجود صعوبات في التنسيق وتبادل المعلومات بين مختلف المنظمات الإنسانية التي تعمل جنباً إلى جنب مع فريق العمل الوطني، لا سيما في ما يتعلق بتدفق المعلومات من الولايات المتضررة وإليها. ولذلك قررنا تشكيل فريق عمل للحركة الدولية برئاسة الصليب الأحمر في جنوب السودان. وكان لزاماً علينا أيضاً إيجاد وسيلة لحماية الموظفين والمتطوعين الذين كانوا يساعدون في نقل مرضى الكوليرا من نقاط العلاج بالإماهة الفموية في السيارات المستخدمة للطوارئ؛ وكان العمل الذي يقومون به شديد الخطورة على صحتهم لأن المعدات لم تكن معقمة. بيد أننا توصلنا إلى حل لهذه المشكلة بأن شددنا على تطهير المركبات وتعقيمها بعد استخدامها في نقل المرضى.

ما هي الاجراءات التي اتُخذت حتى الآن لضمان تقديم الرعاية الصحية بأمان؟ وما هي التدابير التي تنوون القيام بها بعد ذلك؟

أستطيع أن أسوق لكم بعض الأمثلة في هذا الصدد: لضمان التعلّم من تجاربنا وتحسين خدماتنا، فإن موظفي أو متطوعي الصليب الأحمر في جنوب السودان الذين يشاركون في جهود الإنقاذ إذا وقع حادث- يجب عليهم ملء استمارة للإبلاغ عن الحادث. وبعد ذلك، وحسب جسامة الحادث، قد نلتقي بممثلي المجتمعات المحلية لتوضيح الدور الذي اضطلع به الصليب الأحمر وإبراز مكانته. وعلى سبيل المثال، أثناء النزاع الجاري تعرض متطوعونا لهجوم على يد نازحين، فاجتمعنا إثر ذلك مع قادة مجتمع النازحين للتأكد من أنهم يدركون أهمية احترام العاملين في مجال الرعاية الصحية.

ونحن نفكر أيضا في دمج استمارتي الإبلاغ عن الحوادث الخاصتين باللجنة الدولية وبالصليب الأحمر في جنوب السودان بغية ضمان أخذ الجوانب الأمنية الرئيسية في الاعتبار عند وقوع أي حادث. ونحن ندرك أن جنوب السودان سياق له سمات مميزة خاصة به ولازلنا بحاجة إلى القيام بالمزيد. ونظراً لوجود شبكة واسعة النطاق من المتطوعين في الصليب الأحمر في جنوب السودان يمكننا أن نبذل مزيداً من الجهد للتوعية بمشروع الرعاية الصحية في خطر داخل المجتمعات المحلية. ونحن نعكف على إعداد مشروع للرعاية الصحية في خطر وإضافة عنصر التدريب في المناطق التي يتولى فيها متطوعو الصليب الأحمر بالفعل تدريب طواقم العاملين في مجال الرعاية الصحية بحيث يصبح جزءاً من برامج الصحة المجتمعية. أما الخطوة التالية التي نزمع القيام بها فهي تنظيم اجتماعات مع الجهات والسلطات المعنية لضمان وصول الجميع إلى مرافق الرعاية الصحية على نحو آمن.

ما الذي ينبغي عمله لتعزيز حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية والمركبات الطبية والمرضى؟

أعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى الكثير من أنشطة المناصرة والنشر على الصعيدين المحلي والدولي. ويجب على المتطوعين التأكد من أن المجتمعات المحلية على دراية بالدور الذي يتعين عليها القيام به لحماية الوحدات الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية؛ وهذا أمر بالغ الأهمية. ولا يقل عن ذلك أهمية أن يعي العاملون في مجال الرعاية الصحية تمام الوعي دورهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم. ونحتاج أيضاً إلى إشراك السلطات فضلاً عن حاملي السلاح في تلك العملية أكثر من مستوى مشاركتهم في الوقت الراهن. أما على الصعيد الدولي فينبغي تعزيز أواصر التعاون مع كافة الأطراف المعنية، ويجب على المؤسسات المعنية بالتدريب إدراج جوانب من مشروع الرعاية الصحية في خطر في مناهجها.