صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

النساء يلعبن دوراً رئيسياً في تحسين ظروف الحياة

07-04-2005 تحقيقات

تلعب النساء دوراً مهماً في مساعدة المواطنين الأفغان في التغلب على عقود من النزاع سعياً إلى خلق فرص جديدة وتحسين الخدمات في البلاد. وفي ما يلي سلسلة من القصص تركز على وصف نساء يحاولن إعادة بلادهن إلى الحياة.

دعم خدمة سيارات الإسعاف في كابول

دعم خدمة سيارات الإسعاف في كابول

 
   
من الآثار الواضحة للنزاع الطويل في أفغانستان تدمير البنى التحتية في المدن . فالخدمات الأساسية التي تعتبر مضمونة في الكثير من البلدان أصيبت في أفغانستان بأضرار بالغة أو لم تعد موجودة.

وبالرغم من أن النزاع لا يزال مستمراً في بعض أنحاء من البلاد إلا أن العمل جار من أجل إعادة الخدمات الأساسية. وتقدم كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الأفغاني والجمعيات الوطنية الأخرى مساهمات قيّمة في إصلاح الخدمات الأساسية في كابول.

وقد تولت جمعية الصليب الأحمر النروجي إعادة إنشاء خدمة لسيارات الإسعاف في المدينة بعد أن أنهت مؤخراً برنامجاً بقيمة 1,2 مليون دولار لإعادة إعمار مستشفى وزير أكبر خان وهو مستشفى الإحالة الوحيد لتقويم العظام في أفغانستان.

وتحولت خدمة سيارات إسعاف كابول, وهي خدمة سيارات الإسعاف الوحيدة العاملة في المدينة, إلى خدمة مجانية لجميع السكان.

هذا وتمكّن 103 موظفين, ومنهم سائق وممرض لكل سيارة من سيارات الإسعاف البالغ عددها 13 سيارة, من تلقي تدريب يؤهلهم للعمل في محطة مركزية وأربع محطات فرعية في كابول. ويفيد الموظفون من دورتين تدريبيتين أساسيتين تتعلقان بحالات الطوارئ الطبية وبتدريب خاص لقيادة السيارات, ثم يشاركو ن في دورات سنوية لتجديد المعلومات.

وتقول السيدة " كارين بيورنستاد " مديرة برنامج الصليب الأحمر النروجي والمدرّبة على حالات الطوارئ الطبية في خدمة سيارات الإسعاف: " إن فريقنا الوطني الرئيسي ممتاز فهو مدرب تدريباً جيداً وشديد الاندفاع ولهذا نأمل أن يتمكّن من المحافظة على معايير الخدمة في الوقت الذي تتسلمها وزارة الصحة العامة. "

وتحظى خدمة سيارات الإسعاف باتفاقات تعاون في مجال التأهب للكوارث مع كل من شرطة السير وقسم الإطفاء, كما توجد مذكرة تفاهم مع المنظمات الدولية في كابول من أجل استخدام المرافق الطبية في حال وقوع حادث كبير يتسبب في إصابات جماعية.

هذا وتضم خدمة سيارات الإسعاف ست نساء اثنتان منهن تعملان في مركز النداءات كممرضات لسيارات الإسعاف. وتتمنى السيدة " كارين " أن تعمل المزيد من النساء الممرضات في خدمة سيارات الإسعاف. " تؤمن سيارات الإسعاف خدمة على مدار 24 ساعة ومن الضروري أن تكون الطواقم جاهزة للرد في أي وقت. ولكن من الصعب أن توافق الأسرة على عمل النساء الممرضات في مخازننا أو مع السائقين الرجال في سيارات الإسعاف. وهذا هو التحّدي الذي علينا أن نواجهه في المستقبل. "



توعية الأفغان بمخاطر الألغام

  توعية الأفغان بمخاطر الألغام  

 
             
يقدّر أن الألغام الأرضية وبقايا الحرب غير المنفجرة تعرض للخطر 6,4 ملايين من الأفغان يعيشون في 2400 مجتمع محلي موبوء بالألغام داخل البلاد. وبعد 25 سنة من استخدام الألغام الأرضية في أفغانستان تشير التقديرات إلى أن أكثر من 000 100 شخص كانوا من ضحايا الألغام.

وتقود اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني برنامجاً لمكافحة الألغام. ويسعى هذا البرنامج إلى خفض عدد ضحايا الألغام عبر التوعية بمخاطر الألغام, أي توعية الناس بمخاطر الألغام في المجتمعات المحلية المتأثرة بالألغام , وعبر جمع البيانات المتعلقة بالألغام الأرضية من أجل دعم أنشطة إزالة الألغام.

تبلغ " مالينا " الآتية من باميان 28 سنة وتعمل منذ عامين في برنامج مكافحة الألغام. وهي واحدة من فريق من 54 متطوعاً من الهلال الأحمر الأفغاني يقومون بالتوعية بمخاطر الألغام ومنهم 15 امرأة.

وقد نظمت مع زملائها خلال العام 2004 أكثر من 000 5 دورة مخصصة للمجتمعات المحلية المتأثرة بالألغام توجهت إلى أكثر من 000 200 شخص لجمع البيانات وتوعية الأفغان بمخاطر الحرب.

وقامت " مالينا " مع زميلاتها من النساء بكل أنشطة التوعية بالألغام الموجهة إلى النساء والفتيات في 18 مقاطعة. وسوف تتوسع أنشطتهن في 2005 لتشمل 24 مقاطعة.

ومن الواضح أن " مالينا " فخورة بالعمل التطوعي الذي تقوم به.

وهي تقول: " إن أنشطة التوعية بمخاطر الألغام هي فعالة في التقليل من حوادث الإصابة بالألغام لأنها تعرّف الناس بخطر الألغام وبقايا الحرب غير المنفجرة . "

وتقوم " مالينا " بقسم كبير من عملها في العيادات التي تأتي إليها النساء لاستشارة الطبيب والمعالجة.

" إنني سعيدة جدا ً , بصفتي امرأة أفغانية, أن يكون لي دور في التخفيف من خطر الألغام وبقايا الحرب غير المنفجرة من خلال توعية الناس بهذه الأخطار. فبهذه الطريقة, أستطيع أن أفعل شيئاً مفيداً لمواطنينا المتضررين من الحرب. "



أفغانستان : إعادة الروابط العائلية (القسم الأول)

  أفغانستان : إعادة الروابط العائلية (القسم الأول)  

 
           
  لا تتسبب الحروب بخسائر بشرية ومادية فحسب وإنما تضرب النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمعات. وثمة عدد قليل من المجتمعات تعرض مثل أفغانستان لهذه الآثار بمثل هذا الوضوح أو لفترات طالت إلى هذا الحد.

وبالرغم من أن المقاتلين هم بمعظمهم من الرجال إلا أن النساء والأطفال هم غالباً الضحايا المباشرة وغير المباشرة للنزاعات سواء أكان ذلك من خلال سوء المعاملة من جانب أطراف النزاع, أو من خلال تفتيت الأسر وانفصال أفراد الأسرة أو من خلال خسارة المعيلين من الرجال أثناء القتال .

تتمتع اللجنة الدولية بتفويض لمساعدة ضحايا النزاعات المسلحة. وتقوم بهذه المهمة عبر وسائل مختلفة منها تقديم المساعدة للضحايا, وزيارة المحتجزين بسبب النزاع, وإعادة الروابط العائلية أثناء النزاعات المسلحة من خلال البحث عن المفقودين أو النازحين, ومن خلال توفير خدمة رسائل الصليب الأحمر من أجل تمكين أفراد الأسر المنفصلة من الاتصال فيما بينهم.

" زهرة " البالغة العشرين من العمر تعرف ماذا يعني أن تكون ضحية النزاع.

فتقول : " أصبت بصدمة قوية حين أفقت من غيبوبتي وأدركت أنني فقدت ساقي في هجوم بالصواريخ في كابول. ولحسن الحظ أن جيراني حولوني إلى مركز اللجنة الدولية لتقويم العظام.وهناك أفدت من تركيب طرف اصطناعي ومن دورات في العلاج الفيزيائي مكنتني من السير على قدميّ. وبعد شفائي وفرت لي اللجنة الدولية عملاً وأستطيع الآن الاعتماد على نفسي كعضو متساو داخل المجتمع. "

وتعمل " زهرة " حالياً في قسم البحث عن المفقودين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتكمن وظيفتها في تسجيل قاعدة بيانات من المعلومات المتعلقة بالأشخاص ا لمحتجزين بسبب النزاع. وتعمل أحياناً مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني لترتيب توزيع رسائل الصليب الأحمر .

" من المهم جداً أن يتعرف الناس على مصير أحبائهم. إننا نحافظ على العلاقات بين المحتجزين وأسرهم أو بين أفراد الأسر التي تفرقت بسبب القتال. "

وغالباً ما تكون رسائل الصليب الأحمر الوسيلة الوحيدة للأشخاص المحرومين من حريتهم أو المنفصلين عن أحبائهم للحصول على أخبار عنهم.

وتعرض " زهرة " قصة تراها مثالاً عن إعادة الروابط العائلية فتقول: " كانت حادثة مثيرة جداً حين وصل إلى مكتبي شخص من إقليم " باكتيا " للبحث عن أخيه المفقود وكان يعتقد أنه مات. وبعد البحث في قاعدة البيانات اكتشفنا أن أخاه لا يزال حياً إذ كان محتجزاً في أفغانستان. وعندما سمع هذا الخبر امتلأت عيناه بالدموع. وقال أنه يشعر كما لو أن اللجنة الدولية أعادت له أخاً. " وأنهت حديثها بهذه الكلمات: " إنني فخورة جداً بالعمل لمساعدة أبناء شعبي الذين هم غالباً بأمس الحاجة للمساعدة. "



أفغانستان : إعادة الروابط العائلية (القسم الثاني)

  أفغانستان : إعادة الروابط العائلية (القسم الثاني)  

 
           
  تشردت الآلاف من العائلات خلال سنوات النزاع في أفغانستان وفقد الكثير من أفرادها الاتصال بأقاربهم. وفي الحالات الأسوأ لقي بعض الأفراد حتفهم أثناء القتال وبقي أحياناً مكان دفنهم مجهولاً من أحبائهم.

وفي حالات أخرى انفصل أفراد الأسرة وفُقد أحدهم أو عدة أفراد منهم. كما أن المحتجزين بسبب النزاع لا يستطيعون دائماً إبلاغ أسرهم بمصيرهم.

ويعتبر البحث عن المفقودين وإعادة الروابط العائلية حيثما أمكن ذلك من أنشطة الحماية التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وينص القانون الدولي المتعلق بالنزاعات المسلحة على واجبات أطراف النزاع في ضمان تمكين الأسر من معرفة مصير أقربائها, وتسعى اللجنة الدولية إلى ضمان تنفيذ هذه الواجبات.

عملت السيدة " غولاري يازدانبانا " في قسم البحث عن المفقودين في بعثة اللجنة الدولية بكابول خلال حوالي ثمانية أشهر. وهي إيرانية الأصل ولا يزال الكثير من أفراد عائلتها يعيشون في إيران وقد تلقت تعليمها في مدينة " نيوشاتيل " في سويسرا.

فهي تقول: " أذكر أنني رأيت شباباً أفغان لاجئين في إيران وأنا في سن أصغر وسألت مرة صبياً في السوق لماذا لم يكن في المدرسة؟ فأجابني أنه أفغاني. ومنذ ذلك الحين أردت مساعدة هؤلاء اللاجئين. لذا شعرت بسعادة كبيرة حين قررت اللجنة الدولية إرسالي إلى أفغانستان للعمل هناك. "

هذا وشملت مهمات " غولاري " في كابول تكوين قاعدة بيانات للمحتجزين في أفغانستان, والمساعدة على توزيع حوالي 000 8 رسالة من رسائل الصليب الأحمر ( في ما بين المحتجزين وأسرهم في أفغانستان بصورة رئيسية , وبي ن أفراد الأسر في أنحاء أخرى من العالم كذلك), والعمل في بعض الأحيان كمترجمة ومندوبة لشؤون الاحتجاز للنساء المحتجزات.

وحين سألنا " غولاري " عما تراه مهماً في عملها , تكلمت عن مسألتين .

روت أولاً قصة صبي من أفغانستان كان يعيش في إيران. " أما أسرته فكانت قد غادرت أفغانستان وتعيش لاجئة في فنلندا حيث كانت تحاول معرفة مكان وجود ابنها. وأخيراً عثر على الصبي في إيران وأعادته اللجنة الدولية إلى أفغانستان حيث تولت منظمة أخرى ترتيب جمعه بأسرته في فنلندا. وكان شيئاً رائعاً أن أرى مساهمة اللجنة الدولية في عملية لمّ الشمل هذه. "

كما أعربت " غولاري " عن سرورها لاستخدام مهاراتها اللغوية:

" بفضل معرفتي للفارسية يصبح عملي أكثر متعة حين أتحدث مع محتجزين أو مع أفراد أسرة فقدوا أقرباء لهم. وقابلت محتجزاً لم يكن سمع شيئاً عن أسرته منذ حوالي سنة واستطعنا تحديد مكان أسرته وترتيب تسليم رسالة منه إلى أخيه . إنها لحظات رائعة حين تتوصل إلى إعادة جمع شمل الأسرة. "



أفغانستان : اكتساب مهارات جديدة

  أفغانستان : اكتساب مهارات جديدة  

 
           
  وضعت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني, بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر, برنامجها للتدريب المهني عام 1997 وتقوم الآن بتنفيذه في معظم الأقاليم.

ويسعى البرنامج إلى تزويد الأفراد المعوزين والضعفاء بمهارات مثل النجارة والخياطة والسّمكرية (السباكة) والتطريز تمكّنهم من مساندة أسرهم. كما تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم والاندماج في المجتمع. 

وتقول " بالواشا " وعمرها 18 سنة : " فقدت أبي وأخي الأكبر في المعارك في كابول. وأصبحت اليوم المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من تسعة أشخاص. "

وتنتمي " بالواشا " إلى أسرة فقيرة جداً تعيش في مقاطعة " كارغا " غربي كابول. وقد سمعت من جيرانها عن برنامج التدريب المهني وسجلت في دورة خياطة تستمر تسعة أشهر. وتقول : " كان حظي كبيراً لقد تعلمت الكثير, وأشعر بالفخر . أستطيع الآن الاعتماد على نفسي إذ ينتهي تدريبي قريباً. "

وتتوقع " بالواشا " أن تنهمك في العمل حين تنشئ مشروعها الخاص . " سأكمل ثوبين أو ثلاثة في الأسبوع وبهذا أستطيع إعالة أسرتي. "

وتقول " سهيلة " التي تعلّم الخياطة لمجموعة من تسع فتيات في منزلها غربي كابول: " بالواشا هي من بين أنجح الفتيات اللواتي يتدربن معي على الخياطة. وهذه هي الدفعة الثالثة من الطالبات اللواتي تلقين تدريباً خلال السنتين الماضيتين. وجميعهن يملكن الآن محلاتهن الخاصة. "

وتفكر " بالواشا " في تعليم طالبات بدورها بعد إنشاء مشروعها وتشغيله.

يصل حا لياً عدد المتدربين إلى حوالي 500 متدرب يتابعون 20 دورة مختلفة في إطار برنامج التدريب المهني ومنها الخياطة والسمكريّة (السباكة) والنجارة والحياكة والتطريز وتصليح أجهزة الراديو وغيرها.

ويتولى إدارة الدورات في مختلف أنحاء كابول 218 حرفياً ماهراً من جمعية الهلال الأحمر الأفغاني. كما تنظم دورات أخرى خارج العاصمة. وتزود جمعية الهلال الأحمر الأفغاني كل متدرّب بخمسين كلغ من الأرز أو دقيق القمح طوال مدة تدريبه, فيما يحصل المدربون على كمية من الدقيق تتراوح بين 75 و100 كغ.

وبعد تخرجهم يتسلم المتدربون شهادة والأدوات الأساسية اللازمة لتشغيل مشروعهم.