إعصار "كاترينا": مساعدة الأشخاص على إعادة الاتصال ببعضهم البعض

     

             

يُفرق المتأثرون بالنزاعات أو الكوارث الطبيعية عادة عن عائلاتهم, وقد يصعب عليهم طمأنة عائلاتهم عليهم في غياب سبل الاتصال التقليدية أو توقفها المؤقت عن العمل, بينما يحاول الآخرون باستماتة الاتصال بأقربائهم في المناطق المنكوبة. وفي ظل هذه الظروف, تتزايد أهمية استخدام الإنترنت كأداة فعالة في إطار الجهود التي تبذلها اللجنة الدولية لإعادة الاتصال بين العائلات.

ويهدف موقع الروابط العائلية الذي صممته اللجنة الدولية على شبكة الإنترنت إلى إتاحة فرصة يمكن من خلالها للعائلات والأصدقاء الاتصال ببعضهم البعض. وكانت اللجنة الدولية قد شّغلت هذا الموقع حديثا بالتعاون مع الصليب الأحمر الأمريكي لصالح المتأثرين بإعصار " كاترينا " .

وفي الأسابيع التي تلت وقوع الكارثة, سجل ما يربو على 200 ألف شخص أنفسهم على الموقع إما كباحثين عن أقرباء مفقودين أو كراغبين في طمأنة أقربائهم عليهم. يمكن لمستخدمي الإنترنت أو لمن يمكنهم استخدام الإنترنت الرجوع إلى هذه القوائم, كما يمكن أيضا طبع تلك القوائم وتوزيعها أو حتى إذاعة الأسماء الواردة فيها على أمواج محطة الإذاعة المحلية.

أُسس موقع الروابط العائلية على شبكة الإنترنت في 1999 استجابة للنزاع في كوسوفو, واستخدم الموقع منذ ذاك الوقت في العديد من البلدان بما في ذلك العراق وليبريا وأنغولا والبوسنة والهرسك, كما استخدم أيضا في أعقاب كارثة تسونامي التي ضربت آسيا في نهاية 2004.

وقد سجل ما يقرب من 50 ألف شخص أنفسهم آنذاك على الموقع مما دفع باللجنة إلى تركيب أكثر من خادم إضافي بسبب زيادة الطلب على الموقع.

وفيما يلي بعض من التعليقات التي وصلت إلى العاملين باللجنة الدولية من أولئك الذين استخدموا الموقع فيما يتصل بإعصار " كاترينا "

  "شكرا جزيلا على موقعكم......يسعدني أن أطلب منكم شطب أسماء أحبائي من القائمة, فقد تمكنوا من الاتصال بنا من خلال الموقع عندما وصلوا بآمان."  

     

  " شكرا لكم. إن الموقع لشئ رائع"    

 
 

  " أود أن أشكركم لما بذلتموه من وقت وجهد. سوف يساعد هذا البرنامج الكثير من الناس على العثور على أحبائهم. لقد اتصلت بي أختي من المسيسيبي. إنها تمر بوقت عصيب بسبب فرقتها عن أولادها الكبار وانقطاع الكهرباء وهم يحصلون على طعام من الصليب الأحمر مرتين يوميا."  

     

  "لقد أرسلكم الرب لنا, فبسببكم تمكنا على الأقل من الاتصال بشخص ما. بارك الرب فيكم جميعا لما تبذلونه من وقت وجهد في مساعدة الناس على العثور على أحبائهم."  

     

  "شكرا لأنكم سمحتم لنا باستخدام هذه الموقع لإعصار "كاترينا.""  

     

  "شكرا لكم على موقعكم والعمل الرائع الذي تقومون به الآن في الوقت الذي نمر فيه بأزمة وطنية."  

     

  "منذ يومين, أضفت اسم أختي واسم زوجها لقائمتكم ووصلني تأكيد بأنهما بخير في يوسطن. شكرا مرة أخرى على مساعدتكم الممتازة"  

على مدى الأسابيع الماضية, استجاب العاملون باللجنة الدولية إلى ما يزيد على 5500 طلب للحصول على معلومات تتعلق بالموقع.

     

وإضافة لموقعها على شبكة الإنترنت, أوفدت اللجنة الدولية أيضا العديد من المتخصصين في مجال البحث عن المفقوديين من شعبة الحماية والوكالة المركزية للبحث عن المفقودين بجنيف إلى الولايات المتحدة لتقديم الدعم للزملاء في الصليب الأحمر الأمريكي. للاستماع للمقابلات الصوتية التي أجريت مع العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد عودتهم من الولايات المتحدة.

ويعمل فريق اللجنة الدولية انطلاقا من المراكز الميدانية التي أسسها الصليب الأحمر الأمريكي في باتون روج وفي لويزيانا ومونتوغومري وفي ألباما. 

   

كذلك زار متخصصو البحث عن المفقودين الملاجئ التي نظمت على امتداد لويزيانا والمسيسيبي وألباما لمساعدة الناس في سعيهم للعثور على عائلاتهم, حيث قاموا بتوزيع الهواتف المحمولة وجمع المعلومات الشخصية التي يمكن إضافتها إلى الموقع على شبكة الإنترنت فضلا عن تدريب المتطوعين في الأفرع المحلية للصليب الأحمر الأمريكي لكفالة حسن استخدام الأدوات المتاحة لصالح ضحايا إعصار " كاترينا " والتعريف بها على نطاق واسع.

ويشرح بيير بارا من شعبة الحماية والوكالة المركزية للبحث عن المفقودين مهمة الشعبة قائلا: " مهمتنا هي أن نشارك في أنشطة البحث عن المفقودين التي يقوم بها بالفعل الصليب الأحمر الأمريكي وأن ندعم تلك الأنشطة. "

كذلك لعب متخصصو اللجنة الدولية في الشؤون اللوجستيكية دورهم في عمليات الإغاثة. فبناء على طلب من الصليب الأحمر الأمريكي, سافر فريق من الخبراء إلى هناك لوضع نظام يكفل التوزيع الأكثر كفاءة للطعام على القاطنين في أسوأ المناطق المنكوبة.

نقلت اللجنة الدولية الآن البيانات الخاصة بضحايا إعصار " كاترينا " من موقعها على شبكة الإنترنت الخاص بالروابط العائلية إلى الصليب الأحمر الأمريكي الذي طلب تسجيل البيانات على موقع آخر

  www.katrinasafe.org ويفترض وقف موقع اللجنة الدولية www.familylinks.icrc.org/katrina خلال ثلاثين يوما.

وإضافة إلى أنشطتها المتعلقة بموقعها على شبكة الإنترنت, تعمل اللجنة الدولية عن كثب مع جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حول العالم لتيسير تبادل رسائل الصليب الأحمر بين أفراد العائلات المفرقين. وفي 2004 بلغ إجمالي الرسائل التي جمعت ووزعت 1,36 مليون رسالة.