صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

اليوم الدولي للمفقودين: مساعدة عائلات المفقودين على الكشف عن مصيرهم

28-08-2012 بيان صحفي 12/174

جنيف (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) – يعاني أفراد عائلات ما لا يُعدّ ولا يُحصى من الأشخاص الذين فُقدوا بسبب النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى في جميع أرجاء المعمورة من ألم فراق الأحبة وانقطاع أخبارهم وعدم معرفة مصيرهم.

ويوجب القانون الدولي الإنساني على السلطات المعنية بذل قصارى جهدها من أجل الوقوف على ما حلّ بالمفقودين. وترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قُبيل حلول اليوم الدولي للمفقودين في 30 آب/أغسطس، أنه لا بدّ مع ذلك من إبداء قدر أكبر من الالتزام بمساعدة أفراد عائلات المفقودين على التغلّب على المصاعب التي يواجهونها في حياتهم اليومية.

وقالت مديرة أنشطة اللجنة الدولية الرامية إلى مساعدة عائلات المفقودين السيدة "ماريان بيكاسو" في هذا الصدد: "تترك الحروب في نفوس أقارب المفقودين وأفراد الجماعات التي ينتمون إليها جروحاً غائرة لا تندمل، فيحيا هؤلاء الناس الذين يجهلون مصير أحبائهم المفقودين حياة ملؤها الشكّ والريب، إذ لا يعرفون أأحياء هم أم أموات. وينتظر هؤلاء عقوداً طويلة في بعض الأحيان، ويعانون من العزلة العاطفية والاجتماعية في أغلب الأحيان. وينفر الآخرون منهم أحياناً وينأون بأنفسهم عنهم، إذ يرون أنهم يجلبون النحس. ويمكن أن توصم النساء بالعار بسبب فقدانهن للحماية التي يوفرها لهنّ وجود رجل في العائلة".

ومن الجدير بالذكر أن أفراد عائلات المفقودين يجدون غالباً سُبلاً للتغلّب على هذه التحديات وحدهم أو بمساعدة أطراف أخرى عن طريق الاجتماع لإحياء ذكرى المفقودين وتكريمهم على سبيل المثال، أو عن طريق ممارسة طقوس تأبين بديلة للطقوس الجنائزية. ويحافظ أفراد عائلات المفقودين على حضور أقاربهم المفقودين في قلوبهم وفي عقولهم لضمان عدم اختفائهم تماماً.

ويجهل أفراد الآلاف من العائلات حتى الآن ما حلّ بأقاربهم المفقودين في ليبيا التي فُقد فيها عدد كبير من الناس، ويمكن أن يكون الكثير منهم قد تعرّض للتوقيف أو للقتل أثناء النزاع الذي شهدته البلاد مؤخراً. وقال منسّق أنشطة اللجنة الدولية المتعلقة بقضية المفقودين في ليبيا السيد "لوران سوجي" في هذا الصدد: "إنّ تزويد الناس بمعلومات عن مصير أحبائهم مسألة إنسانية وليست مسألة واجب قانوني فحسب".

وتدعم اللجنة الدولية جهود السلطات المعنية الرامية إلى الكشف عن مصير أولئك الذين فُقدوا أثناء النزاعات المسلحة في عشرات البلدان في جميع أرجاء العالم. وتدعم في جورجيا ونيبال على سبيل المثال هيئات الإعانة التي تساعد أفراد عائلات المفقودين على تلبية مجموعة متنوعة من الاحتياجات التي تضم مواجهة التحديات الاجتماعية والعاطفية والاقتصادية. وتشجّع اللجنة الدولية السلطات والمجتمع المدني على مساعدة أفراد هذه العائلات على التغلّب على التحديات التي يواجهونها.

وستساعد التجمعات وسائر الأنشطة التي يُعتزم تنظيمها في 30 آب/أغسطس وفي تواريخ أخرى في أماكن عديدة في جميع أرجاء العالم (في لبنان ونيبال وتيمور - ليشتي على سبيل المثال) على إحياء ذكرى المفقودين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً. وسيساعد هذا الأمر أفراد عائلات المفقودين على التغلّب على الشكوك التي تساورهم في مصير أحبائهم، إذ لا يعرفون أأحياء هم أم أموات. وتعدّ هذه الأنشطة وسيلة لمشاطرة أفراد هذه العائلات أحزانهم وفرصة فريدة للتوعية بقضية المفقودين.

وقالت السيدة "بيكاسو" أيضاً في هذا الصدد: "لا يهمّ كم مضى من الوقت على اختفاء المفقودين، ويجب على السلطات بذل قصارى جهدها من أجل الوقوف على ما حلّ بهؤلاء المفقودين ومن أجل تزويد عائلاتهم بما تتوصّل إليه من معلومات في هذا الصدد. ولا بدّ في غضون ذلك من تقديم المساعدة اللازمة لهذه العائلات لتمكينها من التغلّب على تحديات الحياة اليومية ومن العيش في ظروف معيشية لائقة".

للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيدة Dorothea Krimitsas، اللجنة الدولية، جنيف، الهاتف: 90 25 730 22 41 + أو 18 93 251 79 41 +