بغداد (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) - في الوقت الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي للمفقودين، لا يزال عدد لا يحصى من العائلات في العراق يبحث عن أقربائهم المفقودين وينتظر الحصول على إجابات بالرغم من مضي سنوات عديدة وفي بعض الأحيان عقود، إذ إن هذه العائلات لا تعلم فيما اذا كان أحباؤها المفقودين لا يزالون على قيد الحياة أم في عداد الموتى. وهي لا ترى نهاية لمعاناتها ولذلك فهي تمر بقدرٍ كبير من المعاناة على المستويين العاطفي والنفسي. وتُضاف إلى هذه المعاناة التحديات التي غالبًا ما تواجهها العائلات بسبب المصاعب المادية والاجتماعية. ولدى هذه العائلات الحق في معرفة ما الذي حصل لأحبائها وهو حقٌ منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.
في العراق، خَلَفت عقود من النزاعات المسلحة وفترات العنف المتتابعة أحد أكبر أعداد المفقودين في العالم. إذ لا يزال مصير مئات الآلاف من الأشخاص مجهولًا وهنالك الكثير من العائلات التي تواصل البحث عنهم ويعيش الكثير منها في حيرة بسبب حالة عدم اليقين التي تحيط بمصير أقاربها المفقودين.
كل عائلة تضم مفقودًا لديها قصة تخبرنا بها. مازن، وهو فتى يبلغ من العمر 16 عامًا من الأقلية اليزيدية في سنجار، يستذكر بألم قائلًا، " كانت عائلتي سابقًا تتألف من ثمانية أخوة وأخت واحدة. وفي عام 2015، إختفى أربعة من إخوتي ووالديّ وإبن أخي. ولا أزال أفتقدهم كل يوم. لغاية الآن، أبكي عندما أرى أطفالًا آخرين يقضون أوقاتًا جيدةً بصحبة والديهم."
سنواتٌ مَضَت، والألم يلازم عائلات المفقودين ولكنها تظهر قدرًا عاليًا من التكيف مع هذا الوضع. آسيا، والتي تبلغ من العمر 47 عامًا من ناحية الصقلاوية، تمثل ذلك الأمل الذي لا ينتهي. في عام 2016، إختفى أربعة من أخوتها وهذا ما ترك فراغًا كبيرًا في حياتها. وعلى كل حال، وجدت آسيا عزاءها، كما هو الحال مع نساءٍ آخريات عانين من خسارةٍ مماثلة، في برنامج المرافقة الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي يساعد العائلات على التكيف مع المصاعب العاطفية والاجتماعية ذات الصلة باختفاء أقربائها. تحملت آسيا تدريجيًا دور المعيل لعائلتها. واستطاعت لوحدها من تربية بقية أخوتها وأبناء أخوتها المفقودين، وبذلك باتت مثالًا للقوة والإلهام في مجتمعها.
يقول جان جيروم كازابيانكا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق،
إننا لا نحمل سوى الاحترام والتقدير للصلابة التي أظهرتها هذه العائلات ونحن ندرك حاجتها الماسة للحصول على إجابات. في النصف الأول من عام 2023، قدمت العائلات 994 طلبًا للبحث عن أقربائها المفقودين. وقد جرى إيضاح مصير ومكان تواجد 171 شخصًا إلى جانب لم شمل 5 أشخاص مع عائلاتهم في خارج العراق. لدينا حاليًا 28,892 ملف فقدان لم يتم حسمه في العراق ومستمرون في دعم السلطات للمساعدة في انهاء معاناة العائلات على النحو الذي تستحقه.
منذ عام 1991، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الطليعة في مساعدة الأشخاص المفقودين وعائلاتهم في العراق من خلال أنشطتها والدعم المقدم الى الأطراف المعنية في مختلف المجالات وبما يساعد العائلات في عمليات البحث التي تجريها. تتبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر نهجًا متعدد الإختصاصات في تلبية احتياجات العائلات والذي يتضمن أوجه الدعم النفسي والنفسي-الاجتماعي والمادي والإداري. كما تتعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر كذلك مع السلطات العراقية في تعزيز الدور الذي تلعبه الجهات التحقيقية ودائرة الطب العدلي، وبما يسهل تحديد هوية الأشخاص المتوفين وإسترداد رفاتهم بينما يتم تحسين قدرات ادارة البيانات من أجل التعامل بشكل فاعل مع هذه القضية الملحة.
ملاحظات للمحررين:
اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق:
عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق منذ عام 1980 وتتمثل أنشطتها الرئيسية في زيارة المحتجزين ولم شمل العائلات المشتتة وإيضاح مصير الأشخاص المفقودين الى جانب نشر وتعزيز القانون الدولي الإنساني بين جميع فئات المجتمع العراقي. كما تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحد من تأثيرات التغير المناخي وتساعد المجتمعات في التكيف على الأمد الطويل من خلال اعادة تأهيل محطات معالجة الماء ومضخات مياه الشرب وشبكات الماء وأنظمة الري. وهي تقدم المساعدة الى مئات العائلات المتضررة من خلال توزيع المساعدات النقدية عليها لتمكينها من استعادة وسائل كسب العيش الخاصة بها وذلك بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العراقي.
حقائق وأرقام:
- في عام 2022، تلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 1,477 طلبًا من ذوي المفقودين للبحث عنهم وإيجادهم. ساعدنا في إيضاح مصير 678 شخصًا من خلال دعم السلطات في عمليات البحث ومن خلال الأنشطة التي ننفذها مثل تبادل الرسائل المكتوبة بين المحتجزين وعائلاتهم.
- في النصف الأول من عام 2023، قدمت العائلات 994 طلبًا للمساعدة في إيجاد ذويها المفقودين. وقد جرى ايضاح مصير 171 شخصًا ولم شمل 5 أشخاص مع عائلاتهم في خارج العراق.
- تدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر السلطات في عمليات البحث عن الأشخاص الذين فقدوا جراء الحرب العراقية – الإيرانية وحرب الخليج. في عام 2022، وبرعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ساعدت اللجنة الثلاثية المعنية في استعادة 236 مجموعة من الرفات البشرية من العراق وجرى تسليمها الى ايران و45 مجموعة من الرفات البشرية تم تسليمها الى العراق. في النصف الأول من عام 2023، تسلمت ايران 71 مجموعة من الرفات البشرية وجرى تسليم 4 مجموعات من الرفات البشرية الى العراق.
- · في النصف الأول من عام 2023، تبادلنا 4,525 رسالة من رسائل الصليب الأحمر.
للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ:
هبة عدنان، المتحدثة الرسمية، البعثة الرئيسية للجنة الدولية في بغداد، الهاتف: 009647901916927
- البريد الإلكتروني: hiadnan@icrc.org
آفين ياسين، البعثة الفرعية للجنة الدولية في أربيل، الهاتف: 009647719945066
- البريد الألكتروني: avyassin@icrc.org
لمزيد من المعلومات حول أنشطة اللجنة الدولية في العراق:
يرجى زيارة موقعنا الألكتروني ومتابعتنا على صفحاتنا على منصات فيسبوك وانستقرام وتويتر