تحلم لوزان التي تبلغ من العمر 8 أعوامٍ وتعيش في القدس أن تكون مهندسة.
تتحدث عن حلمها بكلماتها العفوية قائلة: "أريد أن أصبح مهندسة لأبني بنايات وأجعل من الدنيا مكان أجمل، سأحقق حلمي بتشجيع أمي".
تقول لوزان: "أبني كوكباً خاصاً بي من الألف إلى الياء".
ابتكرت لوزان كوكباً جديداً أسمته "بروتوفيس"، فحوّلت الخيال إلى واقع باستخدام الكرتون وغيره من المواد البسيطة. هذا النشاط من أكثر الفعاليات المحببة على قلب لوزان، فهو يسمح لها بالتعبير عن أفكارها وأمنياتها ويعزز شخصيتها المستقلة وشغفها في مجال الهندسة.
نسرين هي مهندسة مدنية من غزة، متزوجة وتنتظر طفلها الأول. كان شغف نسرين في مجال الهندسة واضحاً منذ الطفولة.
تقول نسرين: "كنت أسأل والدي عن كل خط يرسمه، ولا أذكر أنه ضجر يوماً من أسئلتي الكثيرة. أشعر أن المهندسة كبرت داخلي عبر السنين قبل دخولي الجامعة".
تعمل نسرين الآن في شركة مقاولات وتشرف على شق وتعبيد طريق في حي الشجاعية بمدينة غزة.
تقول نسرين: "لم يكن طريقي معبداً بالورود، كنت أرى نظرات الشك في عيون العمال ورفضهم تلقي التعليمات من مهندسة. وثقت بنفسي فغيّرت نظرتهم لي. مع مرور الوقت، بدأ العمال بتقبّل التوجيهات والاعتياد على وجودي في الموقع. نقضي أوقاتاً ممتعةً في العمل سوياً".
تحلم جيني التي تبلغ من العمر 12 عاماً وتعيش في غزة أن تصبح محامية.
تقول جيني: "أريد أن أدافع عن الأطفال عند انفصال الزوجين، مهما اختلفوا يجب ألا يؤثر هذا على حياة الأطفال. الظلم هو أسوأ شيء في الوجود ولا أريد أن أرى أحداً مظلوماً".
تتحدث جيني عن الدعم الذي تتلقّاه من والدتها التي تنهي دراسة الماجستير في علم النفس: "أمي هي من تقدم الدعم المعنوي لي ولأختي جوي، هي مثلي الأعلى".
هناء محامية حاصلة على إجازة مزاولة مهنة محامي شرعي ونظامي في غزة، متزوجة وأم لبنت وولد.
المحاماة كانت حلم هناء منذ الصغر. تقول هناء: "هناك من يتقبل كوني محامي شرعي وهناك من يستهجن هذا ويرى أن المرأة مكانها المنزل. اليوم أشعر بالفخر وأنا أرى طالبات في الجامعة يتخصّصن بالقانون أو فتيات يحلمن بدراسته".
تقول هناء: "النساء المعنّفات يلجأن للقضاء ويبحن بما تعرضن له، أغلبهن يقلن بأنهن يشعرن بالثقة والراحة كوني امرأة، فلا أقدر على فهم مشاعر المرأة إلا المرأة. قبل أيام، جاءت فتاة في الثامنة عشرة من عمرها لتشكرني بعد استعادة حضانة ابنها في قضية تابعتها أنا شخصياً. سعدتُ بسماع خبر عودتها إلى الدراسة الجامعية. مثل هذه المواقف تشعرني بأنني قد امتلكت العالم".
تحلم ميان ابنة الـ 7 أعوامٍ من القدس أن تصبح طبيبة جراحة، وتُبدي على صغر سنّها تعاطفاً شديداً مع الفقراء والمحتاجين في مدينتها.
تقول ميان: "حين أكبر، سأبني ملجأً يعيش فيه الفقراء. حلمي أن أكون طبيبة لأعالج المحتاجين الذين لا يملكون مالاً للعلاج. أمي وأبي وجدتي وجدي يشجعونني على تحقيق حلمي".
تعمل دارين في رام الله رئيسة نيابة حماية الأسرة من العنف، وهي حاصلة على درجة الماجستير في القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومتزوجة وأم لأربعة أطفال.
كانت مسيرة دارين المهنية طويلة ومليئة بالصعاب، "كنت المرأة الوحيدة بين سبعة وثلاثين رجلاً من الضفة الغربية وقطاع غزة حين جرى تعييني في النيابة، أشعر بالفخر لأن وجودي وعملي فتح المجال لانضمام أخريات إلى هذا المجال".
ترى دارين في وظيفتها وسيلةً للدفاع عن المهمشين والأقل حظاً بالحماية.
تقول دارين: "على المستوى الشخصي، تساءلتُ إن سيكون باستطاعتي كامرأة أن أعمل في منصب لطالما احتكره الرجال، مثل التحقيق في جرائم العنف الجنسي والجرائم المالية والأمنية... تجربتي أخبرتني بأنني قادرة".
بدأت ريما بالعزف على آلة القانون وهي في الخامسة من عمرها. تبلغ ريما من العمر 8 أعوامٍ وتعيش في غزة. تتربّع ريما في قلب من يراها دون استئذان، مع كل نقرة لأصابعها على أوتار القانون تشعر أنها تحلق في فضاء رحيب.
تعيش ريما في كنف عائلة تعشق الموسيقى، فوالدها يعزف على آلة العود ويدرّس في معهد الموسيقى الوطني بغزة.
تقول ريما: "أريد أن أصبح فنانة، أطوف العالم وأنشر السلام بالموسيقى، فهي لغة لا تحتاج إلى ترجمة. أنشأت لي أمي قناة على اليوتيوب لتنشر مقاطع فيديو لي وأنا أعزف وأغني. أشعر بالفرح حين يزداد عدد المعجبين بي، لا تنسوا الاشتراك في قناتي!".
ريم فنّانة من القدس، متزوجة وأم لثلاث بنات.
تقول ريم: "تبرز المرأة في مكان ليس من المتوقع أن تبرز فيه فتصبح استثناء. إصراري على أن أكون هو الدافع وراء نجاحي".
"كل امرأة تمتهن الفن تواجه الكثير من التحديات، وجودي في مجتمع شرقي ينظر دوماً إلى المرأة على أنها يجب أن تكون في مهنة أخرى تحدٍ كبيرٍ".
تتحدث ريم عن تحدياتها قائلة: "تمرّ المرأة بمجموعة من المعارك الشخصية التي ينبغي عليها الانتصار فيها لتحقق ذاتها، وهنا يأتي دور الإصرار والجدية بالمسعى والعمل".
"لا تتنازلي عن حلمك، إن وقعت ستقفين من جديد، كوني قوية ومؤمنة بذاتك وحلمك وستحققينه حتماً"، رسالة أطلقتها ريم تلحمي للنساء في يومهن العالمي.
عدد لا يُستهان به من النساء الفلسطينيات ضربن أمثلةً لمن يصغرنهنّ سناً في التغلب على العقبات وإثبات جدارتهنّ في مجالاتٍ لطالما كانت "حكراً على الرجال"، فتحرّرن من القوالب النمطية وناضلن من أجل قبول مجتمعاتهنّ لمهنهنّ. أكملن مسيرة اللواتي سبقنهنّ ومهّدن الطريق للأجيال القادمة.
أربعة نساءٍ فلسطينيات، نجحن في شقّ مسيرةٍ مهنيةٍ لم تكن معبدةً بالورود. في اليوم العالمي للمرأة للعام 2020، تشارك اللجنة الدولية ومضات من حياتهنّ، كما تفتح نافذةً على أحلام وطموحات أربع فتياتٍ صغيراتٍ يرغبن بالعمل في مهنٍ مماثلة. تعكس هذه الشخصيات الثمانية معاً إيماناً عميقاً بقوة الحُلم وضرورة التصميم على تحقيقه رغم الظروف الصعبة.