يقول أبو محمد "سابقاً كان بإمكان الفرد شراء ملابس العيد والحلويات أما الآن فإن تأمين لقمة العيش هو الإمكانية الوحيدة. للأسف، لم أستطع أن أشتري ثياب العيد لأولادي هذا العام."
"زيارات الأقارب في أيام العيد كانت من أهم الطقوس بعد انتهاء الشهر الفضيل، السنة الماضية كنا نستطيع شراء حلويات شعبية لتقديمها للضيوف أما هذا العيد أصبح الأمر مستحيلا! لا أستطيع شراء شيء ولو حتى قدر من السكاكر"
"كيلو البيتيفور (نوع من الكعك) كان سعره 5 – 6 آلاف ليرة سورية، أما هذه السنة صار سعره 20,000 ليرة سورية"
يتابع أبو محمد "العيد لأي طفل هو العيدية وألعاب العيد والأكلات الطيبة (المقصود بها المقرمشات مثل رقائق البطاطس المقلية والبسكويت). في السنوات السابقة كنت أستطيع أن أعطي عيدية لأولادي وأولاد أخواتي، لكن هذه السنة لا أستطيع أن أعطي أولادي! أحاول أن أجد بدائل لكي أخلق أجواء العيد لأطفالي كالتي كنا نشعر بها في صغرنا لكن كل ما أستطيع فعله أن أسأل الله الفرج."
الصورة على اليسار هي كمية غزل البنات التي كان يستطيع محمد شراءها في عيد السنة الماضية وفي الصورة على اليمين الكمية التي تمكن من شرائها هذا العيد بنفس السعر.
بقدم واحدة، والكثير من الحب يعمل أبو علي بخبز الحلويات في منزله.
يقول أبو علي "أخبز الحلويات في منزلي بناءً على طلبات الزبائن، اعتدت في السنوات الماضية أن استلم 6 – 7 طلبات قبل العيد. لكن هذه السنة وحتى هذه اللحظة لم يطلب مني أي زبون أي طلب بسبب غلاء المواد"
يضيف أبو علي "الأساس في نجاح صناعة عجين حلويات العيد هو معايرة المقادير الصحيحة، لكل كيلو طحين نضيف نصف كيلو من السمن "
"في السنة السابقة كان سعر كيلو السمن (النباتية) تقريباً بين 7 – 10 آلاف ليرة سورية، أما هذه العام وصلت تكلفته 18,000 ليرة سورية من النوع المتوسط، لذلك استبدلنا العصير بالضيافة المعتادة. فالعصير حلو وأرخص. وحتى إن توافرت لدي المواد سيظل انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر حائلا بيني وبين أداء عملي"
"طفولتي كانت أجمل من طفولة أولادي، لأنني لم أمر في طفولتي بما يمرون به الآن. بالرغم من أن وضعنا المادي وقتها لم يكن الأفضل، إلا أن ثياب العيد والعيدية كانا متوافرين وكنت أشعر بروح العيد وفرحته. لقد حظيت قطعا بطفولة أسعد من طفولة هذا الجيل"
بعد مضي أكثر من 10 سنوات على بدء الأزمة في سورية، يأتي العيد هذا العام على السوريين بواقع مؤلم في وقت يعيش فيه أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر حاملين فوق كواهلهم أعباء تداعيات فيروس كورونا. لازلنا نقوم بدورنا في مساعدة المحتاجين بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري وفي عام 2021 وفرنا طرودا غذائية لنحو 3 ملايين شخص في 10 محافظات سورية. كما وفرّنا منح نقدية لـ8500 شخص في 8 محافظات لكي يبدأوا مشاريعهم التجارية الصغيرة. ووزعنا بذور القمح والأسمدة على ما يزيد عن 230 ألف شخص في 12 محافظة. ووفرنا مواد منزلية أساسية لـ1.7 مليون شخص في 9 محافظات شملت البطانيات ومستلزمات النظافة الصحية.
الاحتياجات هائلة ولا يزال عملنا قائما لأن للسوريين الحق في حياة أفضل وأعياد أسعد.