منشأة سجن أولينيفكا: أسرى الحرب ودور اللجنة الدولية
التقارير الواردة من أولينيفكا مروّعة، وتعرب اللجنة الدولية عن مواساتها للعائلات التي تعاني من الألم وحسرة القلب خوفًا من فقد أحد أحبائها في هذا الهجوم المروّع وغير المسبوق. وتدين اللجنة الدولية بشدة هذا الهجوم وجميع الهجمات التي تستهدف أسرى الحرب وغيرهم من الفئات المشمولة بالحماية.
وردت إلينا العديد من الأسئلة حول دور اللجنة الدولية في النزاع المسلح الدولي الذي تدور رحاه في أوكرانيا، وعملَنا في مجال مساعدة أسرى الحرب، وما تنص عليه اتفاقيات جنيف بشأن حقوقهم. وفيما يلي بعض الأجوبة لتلك الأسئلة.
ما الجهود التي تبذلها اللجنة الدولية منذ وقوع الهجوم في أولينيفكا؟ هل زرتم الموقع؟ وهل زرتم الجرحى أو القتلى من أسرى الحرب؟
علمنا بوقوع الهجوم المزعوم يوم الجمعة الموافق 29 تموز/يوليو، فطلبنا على الفور السماح لنا بالوصول إلى سجن أولينيفكا وإلى جميع الأماكن التي يُعالَج فيها الضحايا أو ربما نُقلت الجثث إليها، وكذلك إلى المنشآت التي ربما نُقل إليها سائر أسرى الحرب. وعرضنا أيضًا دعم إجلاء الجرحى والتبرع بإمدادات طبية ومعدات حماية ومستلزمات الطب الشرعي.
ولم يُسمح لنا حتى الآن بالوصول إلى أسرى الحرب المتضررين من هذا الهجوم ولم تُقدَّم لنا أي ضمانات أمنية للقيام بهذه الزيارة. ولم نتلق بعد أي رد على عرضنا التبرع بالإمدادات.
ولن نبرح نطلب السماح لنا بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين حاليًا أو سابقًا في أولينيفكا وأي مواقع أخرى يُحتجز فيها أسرى الحرب، مسترشدين في هذا الصدد بالتزامنا الإنساني والولاية المنوطة بنا بموجب اتفاقيات جنيف.
هب أنه سُمح لكم بزيارة الموقع، فهل اللجنة الدولية مستعدة وجاهزة لذلك؟ وماذا ستفعلون هناك؟
نحن مستعدون لإيفاد فرقنا إلى أولينيفكا. ولدينا أصلًا فرق تتمتع بالخبرة في المجال الطبي والطب الشرعي تعمل في المنطقة المجاورة منذ أن بدأنا العمل في دونيتسك في عام 2014. ونحتاج إلى الوصول فورًا إلى أسرى الحرب المحتجزين حاليًا أو سابقًا في منشأة أولينيفكا، بغض النظر عن مكان وجودهم، وأن توفر أطراف النزاع الضمانات الأمنية اللازمة لكي تتمكن فرقنا من الوصول إلى الموقع (المواقع).
وبالإضافة إلى تقديم المساعدة في شؤون الجرحى والقتلى، ستلتقي اللجنة الدولية أيضًا بأسرى الحرب لتسجيلهم وعقد مناقشات انفرادية معهم حول ظروف احتجازهم والمعاملة التي يتلقونها، إذ يقع على عاتق الدول التزام قانوني بالسماح لنا بعقد هذه المقابلات مع أسرى الحرب بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الثالثة.
وسنحاول أيضًا الحصول على ضمانات بالسماح لنا بتكرار زيارة هؤلاء الأسرى كلما لزم الأمر وذلك لتحديد ما إذا كانوا يُعاملون وفقًا للمعايير المنصوص عليها بموجب القانون الدولي الإنساني. وسنستفيد من هذه الزيارات أيضًا في اتخاذ خطوات لتسهيل الاتصال بين أسرى الحرب وعائلاتهم.
هل سبق أن تمكنت اللجنة الدولية من زيارة أسرى حرب أوكرانيين في أولينيفكا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وما الجهود التي نجحت في بذلها؟
زارت اللجنة الدولية هذا الموقع مرة واحدة، في شهر أيار/مايو من العام الحالي، لإيصال خزانات مياه إلى المنشأة. ولكن لم نتمكن من عقد مقابلات انفرادية مع أسرى الحرب المحتجزين هناك – وفقًا لطرائق عمل اللجنة الدولية في مرافق الاحتجاز – ولم يتغير هذا الوضع. فبموجب اتفاقية جنيف الثالثة، يجب أن يُسمح للجنة الدولية، أثناء النزاعات المسلحة الدولية، بالوصول إلى جميع أسرى الحرب، بغض النظر عن مكان احتجازهم. لدينا أيضًا الحرية الكاملة في اختيار الأماكن التي نرغب في زيارتها. ومنذ شباط/فبراير 2022، تمكنت فرقنا من الوصول إلى بعض أسرى الحرب، ولكن ليس جميعهم.
هل سبق أن تمكنت اللجنة الدولية من زيارة أسرى حرب أوكرانيين في أولينيفكا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وما الجهود التي نجحت في بذلها؟
زارت اللجنة الدولية هذا الموقع مرة واحدة، في شهر أيار/مايو من العام الحالي، لإيصال خزانات مياه إلى المنشأة. ولكن لم نتمكن من عقد مقابلات انفرادية مع أسرى الحرب المحتجزين هناك – وفقًا لطرائق عمل اللجنة الدولية في مرافق الاحتجاز – ولم يتغير هذا الوضع. فبموجب اتفاقية جنيف الثالثة، يجب أن يُسمح للجنة الدولية، أثناء النزاعات المسلحة الدولية، بالوصول إلى جميع أسرى الحرب، بغض النظر عن مكان احتجازهم. لدينا أيضًا الحرية الكاملة في اختيار الأماكن التي نرغب في زيارتها. ومنذ شباط/فبراير 2022، تمكنت فرقنا من الوصول إلى بعض أسرى الحرب، ولكن ليس جميعهم.
هل قدمت اللجنة الدولية ضمانات بشأن سلامة أسرى الحرب الذين غادروا مصنع آزوفستال؟ وهل اللجنة الدولية قادرة على ضمان التزام أطراف النزاع باتفاقيات جنيف؟
قامت اللجنة الدولية، بوصفها وسيطًا محايدًا، بتسهيل المرور الآمن للمقاتلين من مصنع أزوفستال بالتنسيق مع أطراف النزاع. ولما كانوا آنذاك من أسرى الحرب، فقد سجلنا معلوماتهم. وقد تم ذلك على أساس أنه سيسمح للجنة الدولية لاحقًا بزيارة أسرى الحرب المذكورين – وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني ذات الصلة – للوقوف على ظروف احتجازهم ومساعدتهم على البقاء على اتصال بعائلاتهم.
لم نضمن سلامة أسرى الحرب بمجرد وقوعهم في قبضة العدو لأن ذلك لا يقع في نطاق صلاحياتنا. وقد أوضحنا ذلك للأطراف مسبقًا. ويقع على عاتق أطراف النزاع التزام بضمان حماية أسرى الحرب من أعمال العنف والترهيب وفضول الجمهور وكذلك من آثار الأعمال العدائية. وضمان سلامة وأمن أسرى الحرب واجب لا يمكن لأحد سوى أطراف النزاع النهوض به على نحو حاسم. يمكنكم الاطلاع هنا على مزيد من المعلومات عن الحقوق المكفولة لأسرى الحرب بموجب اتفاقية جنيف الثالثة.
ولئن تسنى لنا زيارة بعض الأسرى الحرب المحتجزين لدى الأطراف، فقد ذكرنا مرارًا وتكرارًا أننا ما زلنا لا نستطيع الوصول إلى جميع أسرى الحرب، بمن فيهم المحتجزون في أولينيفكا. ويجب أن يُسمح للجنة الدولية بزيارة أسرى الحرب وتكرار زيارتهم ولا سيما الأسرى الذين لم يُسمح للجنة الدولية بزيارتهم بعد، والاضطلاع بولايتها الإنسانية. وفي نهاية المطاف، تتوقف قدرة اللجنة الدولية على أداء ولايتها على استعداد الأطراف للامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.
ما الدور الذي تضطلع به اللجنة الدولية بموجب اتفاقيات جنيف لحماية ومساعدة أسرى الحرب؟
تمنح اتفاقية جنيف الثالثة اللجنةَ الدولية الحق في زيارة أي مكان يُحتجز فيه أسرى حرب، ونتمتع أيضًا بالحرية الكاملة في اختيار الأماكن التي نرغب في زيارتها. وهذا يعني على وجه التحديد أن لدينا حقًا قانونيًا في التحدث إلى أسرى الحرب بشكل متكرر وعلى انفراد لفهم طبيعة المعاملة التي يتلقونها، وزيارة جميع المرافق التي يُحتجزون فيها وتحديد ما إذا كانت هذه المرافق تستوفي المعايير المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني. والهدف من هذه المقابلات والزيارات هو التأكد من احترام سلامة وكرامة أسرى الحرب، وأن ظروف احتجازهم تتسق مع القوانين والمعايير المعترف بها دوليًا.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح اتفاقية جنيف الثالثة الوكالةَ المركزية للبحث عن المفقودين التابعة للجنة الدولية دورًا محددًا، ألا وهو جمع كافة المعلومات التي يمكنها الحصول عليها عن أسرى الحرب وحفظها مركزيًا، سواء من خلال قنوات رسمية أو خاصة، لنقلها إلى أطراف النزاع وإلى عائلات الأشخاص المعنيين. ويساعد هذا النظام في الحيلولة دون دخول أسرى الحرب في عداد المفقودين، من خلال تحديد مصير الأشخاص الواقعين في قبضة الخضم وتقديم معلومات لعائلاتهم.
تخبرنا عائلات أسرى الحرب أنها تحاول الوصول إلى اللجنة الدولية لكن دون جدوى؟ فما قولكم في ذلك؟
نتلقى العديد من المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني من العائلات، ونبذل قصارى جهدنا للرد في أسرع وقت ممكن. ندرك أن العائلات تشعر بالخوف الشديد على سلامة أفرادها الذين ربما تضرروا من الهجوم على أولينيفكا وأن انتظارهم المعلومات قد يطول كثيرًا. يمكن للعائلات الاتصال بنا عبر قنوات مختلفة، ونحن نرد فور حصولنا على معلومات عن أحبائها. ولا تزال العديد من العائلات بحاجة إلى أجوبة.
بموجب اتفاقيات جنيف، يجب على الطرف المعني إبلاغ الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين التابعة للجنة الدولية، في أقرب وقت ممكن، بمصير كل فرد من أسرى الحرب والناجين والجرحى والقتلى، للسماح بتقديم أجوبة للعائلات. اتصلوا بالوكالة المركزية للبحث عن المفقودين التابعة للجنة الدولية هنا أو عبر البريد الإلكتروني. ويمكنكم أيضًا الاتصال بنا عبر الهاتف على الرقم:
0041227303600
ما الدعم الذي تقدمه اللجنة الدولية لعائلات المفقودين في أوكرانيا؟
تعمل فرقنا مع أكثر من 10 رابطات من رابطات عائلات المفقودين وأسرى الحرب لمساعدتها في التصدي للتحديات التي تواجهها ولدعمها ماليًا وتقنيًا وقانونيًا. وتمثل هذه الرابطات آلاف العائلات وهي مصدر حيوي للدعم بين الأقران الذي يستفيد منه الأشخاص الذين يقبع أحباؤهم رهن الاحتجاز أو أصبحوا في عداد المفقودين.
آخر تحديث: 25 يوليو 2023