تبعد قرية طوبا كيلومترين عن بلدة يطّا. منذ أوائل عام 2000، مُنع أهل القرية من استخدام الطريق الرئيسية الواصلة بين المنطقتين نتيجة التوسّع الاستيطاني المجاور، فأصبح على أهل القرية استخدام طريقٍ التفافيةٍ طولها 12 كيلومترات.
تبعد قرية طوبا كيلومترين عن بلدة يطّا. منذ أوائل عام 2000، مُنع أهل القرية من استخدام الطريق الرئيسية الواصلة بين المنطقتين نتيجة التوسّع الاستيطاني المجاور، فأصبح على أهل القرية استخدام طريقٍ التفافيةٍ طولها 12 كيلومترات.
هدى أمام حطام منزلها.
أثّرت صعوبة الوصول إلى المنطقة على مناحي الحياة كافة: الحصول على المياه والتعليم والرعاية الصحية.
أم محمد وأبو محمد من سكان الكهوف التقليديين. تقول أم محمد: "لا نفتح صنبور المياه على الإطلاق، ففي ذلك إهدارٌ كبيرٌ. نحن نقدّر قيمة كل قطرة".
فَقَدَ الرعاة المحليون إمكانية الوصول إلى جزء كبير من أراضيهم الزراعية نتيجة التوسع الاستيطاني.
حجارة تُستخدم لرسم حدود الملكية بين الأراضي.
رضوان وهائل أخوان. بعد أن فقدت العائلة إمكانية الوصول إلى ثلثي الأراضي الرعوية التي تملكها، قرّر هائل الانتقال للعيش في بلدة يطّا والبحث عن عمل هناك. يقول هائل: "قلبي، روحي لا تزال هنا".
نتيجةً لعدم تمكّن الرعاة المحليون من استخدام الطريق الرئيسية المباشرة، أصبحوا يعانون من خسائر مادية خاصة في ظل ارتفاع سعر العلف
يدرس صالح القانون في جامعة الخليل. لكي يصل إلى محاضراته، يقضي صالح ساعة كاملة على ظهر الحمار وفي الطرق الجبلية الوعرة حتى يصل إلى أقرب بلدة، ومن هناك يستقل الحافلة. أربع ساعات بالمعدل يقضيها صالح على الطرقات يومياً.
المياه هي أكثر السلع قيمةً في مسافر يطّا، فتكلفتها هنا أعلى بكثير من المناطق الأخرى المجاورة.
تواجه الفتيات بالأخص صعوبة في الحصول على التعليم، إذ يخاف الأهالي من إرسالهن لخوض هذه الرحلة الطويلة لوحدهن.
12- تستهلك المواشي المزيد من المياه خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
على الرغم من المآسي كلّها، يفخر أهل مسافر يطّا بحسن ضيافتهم.
يُحكى على لسان أهل قرية حلاوة أنها اكتسبت اسمها من حلاوة رائحة الأرض نفسها.
في عام 1977، أعلنت السلطات الإسرائيلية المنطقة منطقةً لإطلاق النار، ومُنع فيها البناء الجديد بجميع أشكاله.
قدمت ريم إلى قرية حلاوة قبل أربع سنوات وهي عروس جديدة. ظلّ امتلاك منزلاً خاصاً بها حلماً بعيد المنال.
قالت ريم اليوم الذي هُدم فيه منزلها: "عندما يكون لديك منزل، تستطيع أن تغلق الباب وتشعر بالأمان بداخله".
لم تعُد الكهوف التقليدية والبيوت التي أُنشئت قبل الثمانينيات ملائمة لاستيعاب التزايد السكاني في المنطقة.
يعيش حوالي 1400 فردٍ في منطقة إطلاق النار بمسافر يطّا.
يبقى مستقبل المجتمع غامضاً.
"كلّ ما أريده هو أن أشاهد التلفاز"، هذه كانت كلمات الأرملة هدى عوض البالغة من العمر 58 عاماً وهي تتأمّل أنقاض المنزل الذي سبق وأن احتضنها في أكنافه. انتقلت هدى للعيش في قرية طوبا بالضفة الغربية في سن العشرين بعد أن تقدّم أحد سكان المنطقة بطلب يدها للزواج. في عام 1977، أُعلنت المنطقة منطقةً للتدريب عسكري ومُنع فيها البناء الجديد بجميع أشكاله، ولكن واصلت الحياة مجراها وواصل سكان القرية البناء نظراً للحاجة المتزايدة لمساكن تأوي الأزواج الشابة والأطفال الجدد.
تظلّ بعض أوامر الهدم معلّقة لسنوات في حين يُنفّذ بعضها الآخر بسرعة. ومع استمرار المعارك القانونية في المحاكم لأكثر من عقد من الزمن، يلازم العائلات كافة في هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1400 نسمة شعورٌ بالخوف من فقدان منازلهم. في وقتٍ مبكرٍ من صباح يوم 20 آذار/ مارس 2019، هدمت الجرافات منزل هدى، كما صودر نظام الألواح الشمسية الخاص بها، علماً بأنه كان المصدر الوحيد للطاقة لديها. هكذا فقدت هدى متعة مشاهدة التلفاز وهي المتعة الوحيدة التي كانت مُتاحة لها.
ومع توسع المستوطنة الإسرائيلية المجاورة، فَقَدَ أهالي القرية إمكانية الوصول إلى أجزاء كبيرة من أراضيهم الزراعية. في عام 1991، أُنشئ تجمع استيطاني جديد على طول الطريق الرئيسية التي تربط القرية ببلدة يطا. منذ كانون الأول/ ديسمبر لعام 2000، لم يعُد بإمكان الفلسطينيين استخدام الطريق إذ أُغلقت أمامهم لأسباب أمنية، مما خلق شعوراً متزايداً من العزلة وترك أثراً مباشراً على جميع مناحي الحياة.
تبدو مَسافر يطّا للناظر إليها قاسيةً وغير مضيافةٍ. تراها مصفرّة، يكسو الغبار كل شيء من أجسامٍ وحيواناتٍ وأشخاص. ولكن بمجرد أن تقابل أهل الكهوف التقليديين يتبدّد هذا الانطباع، فيقدّمون لك الشاي ثم القهوة ثم الفواكه ثم لبن الجميد المحلي، يتبعه جولة أخرى من الشاي. تقول هدى: "لقد كنت أحب هذا المكان. إنه هادئ والناس لا يثرثرون". عجز الشاي بحلاوته أمام مرارة قصص أهل القرية التي تحكي المصاعب التي أضحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.