الرعاية الصحية في خطر: الخط الرفيع بين السلامة والحياد
05-12-2012 مقابلة
أُطلق سراح السيد "محمد شهاب الدين محمدي أراغي"، الخبير في مجال القانون الدولي الإنساني والأمين العام المساعد للهلال الأحمر الإيراني مؤخرًا في أعقاب اختطافه أثناء تأديته مهام وظيفته داخل ليبيا بصحبة ستة آخرين من فريق عمله. ويتقاسم السيد "أراغي" أفكاره حول كيفية توفير حماية أفضل للمسعفين الذين يعملون في خضم العنف المسلح، وذلك أثناء محفل دولي عقد في النرويج حول مسألة نقص فرص الوصول الآمن إلى الرعاية الصحية، و ضم خبراء من الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
كيف أثرت تجربة اختطافك أثناء أداء عملك عليك؟ وما هو تأثيرها على رؤيتك لعمل الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؟
تمهد التجربة الطريق دائمًا للأفكار الجديدة في التعامل مع التحديات. وقد ذكرتني تلك الحادثة مرة أخرى بالأهمية الجليلة لأنشطة الجمعيات الوطنية وضرورة ضمان سلامة الموظفين العاملين بها. وينبغي علينا كمسعفين أن نضع في أذهاننا أن الخطر جزء لا يتجزأ من عملنا. فعندما تقع هزة أرضية، على سبيل المثال، ينبغي أن ندخل المنطقة التي يفر منها الآخرون. ويرجع السبب في فقدان عدد من عمال الإغاثة أرواحهم كل عام إلى الطبيعة الخطرة التي تتسم بها أنشطتنا. ولا تنفي هذه الحقيقة مع ذلك أن علينا دائمًا مراعاة مسائل الأمن والسلامة من أجل الحفاظ على موظفينا. ولن نستطيع المشاركة في العمل الإنساني دون تبني هذا النهج.
ما الذي يجب عمله في رأيك كأولوية لتحسين فرص الوصول الآمن إلى الرعاية الصحية؟
ينبغي أولا أن نضع في أذهاننا مسألة سلامة موظفينا. "يجب على كل طرف من أطراف أي نزاع أن يضع في حسبانه دائمًا العواقب الإنسانية الخطيرة للهجمات المتعمدة والعشوائية ضد الجرحى والمرضى والعاملين في مجال الرعاية الطبية".
ويتطلب ذلك الأمر تحركًا دوليًا لضمان احترام الأطر القانونية القائمة، بما فيها القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي، من أجل تسليط الضوء على العواقب الوخيمة لتعريض حياة الجرحى والمرضى والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والرعاية الطبية للخطر. " سعيًا لتحقيق هذه الغاية، يشكل التنسيق بين الجمعيات الوطنية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والدول إحدى الأولويات المهمة إلى جانب تجديد الالتزام باحترام وكفالة احترام القواعد القائمة".
وتعد حملة "الرعاية الصحية في خطر"، مثالًا جيدًا في هذا السياق على مثل هذا التعاون، ونتمنى أن تتحقق النتائج المرجوة منها.
كيف ترى الصلة بين احترام مبدأ عدم التحيز وتوفير الأمن لفرق الرعاية الصحية التي تعمل في سياق عنف مسلح؟
لا تبدو هذه الصلة واضحة على الدوام بالنسبة لأطراف النزاع أو حاملي السلاح الآخرين، مثلما كان الحال مع أعضاء البعثة الإيرانية الذين تعرضوا للاختطاف في ليبيا، على الرغم من الطبيعة المحايدة وغير المتحيزة لمهمتهم. وجهة نظري هي أن زيادة الوعي بشأن حياد الأنشطة الإنسانية على سبيل المثال، من خلال اتخاذ تدابير وقائية، لا سيما من وجهة نظر القوات المشاركة في القتال، هي سبيل يمكنه بلا شك تعزيز سلامة العاملين في المجال الإنساني.
هل تعتقد، بصفتك خبيرًا في مجال القانون الدولي الإنساني، أن الأخلاقيات الطبية لا تزال منطبقة في حالات النزاع المسلح، على سبيل المثال في ما يخص احترام أسرار المريض؟
تعد الشواغل الأمنية والعسكرية أثناء النزاعات المسلحة، بالإضافة إلى الحصول على معلومات من الخصم، بمثابة أولويات لأطراف النزاع. وربما يتعرض العاملون في مجال الرعاية الطبية من ثم لضغوط من أجل الوصول إلى المقاتلين المصابين من الجانبين، حيث يتعين عليهم تزويد أحد الأطراف المتحاربة بمعلومات معينة حول الجرحى والمرضى من الطرف الآخر، مما يمثل انتهاكًا للأخلاقيات الطبية. وتهدف حملة "الرعاية الصحية في خطر" إلى تذكير الأطراف المتحاربة بالتزاماتها باحترام العاملين في مجال الرعاية الطبية على الدوام.
ما الذي تتوقعه من حلقة العمل التي تشارك فيها؟
نأمل أن توفر الندوة فرصة لتبادل الأفكار بين الجمعيات الوطنية التي وقع عليها الاختيار نظرًا لعملها في بيئات شديدة الخطورة. ونحن نخطط لتنظيم محفل مماثل في طهران العام القادم، وأرجو أن تساعدنا نتائج هاتين الندوتين في الوصول إلى فهم مشترك للمشكلة الجوهرية، ومن ثم التوصل إلى حلول مشتركة لمواجهة هذه التحديات.