الاحتجاز من جانب الولايات المتحدة المتعلق بأحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 وما بعدها ـمايو/ أيار 2006
09-05-2006 عرض لأنشطة اللجنة الدولية
تشرح هذه الوثيقة الغرض من زيارات اللجنة الدولية إلى أماكن الاحتجاز الأميركية في "باغرام" (أفغانستان) وخليج غوانتانامو (كوبا) و"شارلستون" والإجراءات المتبعة في هذه الزيارات.
ولمعرفة المزيد عن عمل اللجنة الدولية المتصل بالاحتجاز في العراق أنظر تقرير مستجدات العمليات الصادر في 31 مارس/آذار 2006. صدمت أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 الرهيبة العالم بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أدانت في الحال الهجمات على الولايات المتحدة الأميركية بوصفها عملاً ينافي أبسط مبادئ الإنسانية (أنظر البيان الصحفي الصادر في 11 أيلول/سبتمبر 2001).
وتقر اللجنة الدولية بالتحدي الهائل الذي تواجهه الولايات المتحدة وبلدان أخرى في حمايتها لمواطنيها إزاء تهديد الإرهاب. إلا أن ثمة تباينات مهمة في الرأي حول الإطار القانوني الساري بشأن بعض الأشخاص المحتجزين في إطار مكافحة الإرهاب. ويساور اللجنة الدولية قلق خاص بشأن مصير عدد غير معروف من المحتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في أماكن لم يعلن عنها وخارج أي إطار قانوني على ما يبدو.
ويحتجز عدد كبير من الذين قبض عليهم في إطار ما يسمى بالحرب العالمية على الإرهاب في أماكن احتجاز أميركية في " باغرام " بأفغانستان وخليج غوانتانامو بكوبا.كما يحتجز شخصان في " شارلستون " بالولايات المتحدة الإميركية. وقد ظلت اللجنة الدولية تزور هذه الأماكن بانتظام. كما وجّهت اللجنة الدولية مراراً نداءات إلى السلطات الأميركية من أجل الوصول إلى الأشخاص المحتجزين في أماكن لم يعلن عنها.
باغرام:ظلت اللجنة الدولية تزور المحتجزين في قاعدة "باغرام" العسكرية الجوية (مركز الاحتجاز المؤقت في باغرام) التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأميركية منذ شهر يناير/كانون الثاني 2002. وأغلبيتهم هم مواطنون أفغان قبض عليهم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في جنوب أفغانستان وشرقها. وحتى مايو/أيار 2006 كانت اللجنة الدولية قد زارت ما يقارب من 560 محتجزاً في "باغرام". وخلال العام 2005, سهلت اللجنة الدولية تبادل أكثر من 3900 رسالة من رسائل الصليب الأحمر بين المحتجزين وعائلاتهم .
إن احتجاز الأشخاص الذين أسروا أو اعتقلوا في إطار " مكافحة الإرهاب " يجب أن يتم ضمن إطار قانوني واضح وملائم ومع الضمانات الإجرائية ذات الصلة. فلا يمكن احتجاز أي شخص محروم من حريته أو استجوابه خارج إطار قانوني مناسب.
إن الأشخاص المحتجزين لأسباب تتصل بالنزاعات المسلّحة كما هو الحال في أفغانستان يخضعون لنظام القانون الدولي الإنساني, ويجب أن يعاملوا وفقاً لذلك. أنظر: ملاءمة القانون الدولي الإنساني في حالات الإرهاب.أما بالنسبة إلى الأشخاص المحتجزين خارج حالة نزاع مسلّح فلديهم حقوق متضمنة في عدد من الفروع القانونية الأخرى مثل القانون الدولي لحقوق الإنسان وأحكام القوانين الوطنية ذات الصلة.
لقد اعتمدت اللجنة الدولية طريقة بحث كل حالة على حدة لتمييز الحالات الناجمة عن " مكافحة الإرهاب " وتصنيفها باعتبار أنها نزاعات مسلحة أو ليست نزاعات مسلحة. وهي ترى أن وضع المحتجزين يجب أن يحدد بناء على القواعد ذات الصلة.
ثمة حالياً طريقتان في النظر إلى الاعتبارات القانونية , فوفقاً للنظرية الأولى, يعتبر جميع المحتجزين في إطار مكافحة الإرهاب مشتبهاً فيهم في قضايا جنائية ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس. بينما تعتبرهم النظرية الأخرى أسرى حرب ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس. أما اللجنة الدولية فلا تشاطر أياً من هاتين النظرتين رأيها. ومن الواضح أنه يجوز أيضاً للدول أن تحتجز أشخاصاً لأسباب أمنية قاهرة.
وبينما ترحب اللجنة الدولية بأي تطور يقود إلى توضيح مستقبل الأشخاص المحتجزين في غوانتانامو, لا تعتقد أن هنالك حالياً نظاماً قانونياً يعالج بشكل مناسب وضع المحتجزين القانوني أو مستقبل احتجازهم.
ونظراً إلى الظروف الواقعية والقانونية المتغيرة منذ إطلاق الحملة العالمية " لمكافحة الإرهاب " فإن الأشخاص الذين هم بين أيدي السلطات الأميركية ولم يفرج عنهم ولم يقدموا للمحاكمة يجب أن يوضعوا داخل إطار قانوني آخر أي أن توفر لهم مراجعة مستقلة وغير متحيزة لتحديد ما إذا كان الاستمرار في احتجازهم لأسباب أمنية مبرراً.فالأشخاص الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب أو أي عمل إجرامي آخر يمكن ويجب تقديمهم للمحاكمة. ولكن يجب أن يؤمن لهؤلاء الأشخاص الضمانات القضائية الأساسية مثل قرينة البراءة والحق في المثول أمام محكمة غير متحيزة ومستقلة, والحق في مشورة قانونية بواسطة محامين مؤهلين واستبعاد أية دلائل تم الحصول عليها نتيجة التعذيب أو أي شكل آخر من المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وتعتقد اللجنة الدولية أن انعدام اليقين بشأن مصيرهم قد أضاف إلى ما يعانيه العديد من المحتجزين وعائلاتهم من ضغوط نفسية وعاطفية.
ظلت اللجنة الدولية تزور الأشخاص المحتجزين لأسباب تتصل بالنزاعات المسلّحة منذ عام 1915 عندما تفاوض مندوبوها لأوّل مرة حول الوصول إلى عشرات الآلاف من أسرى الحرب الذين احتجزوا خلال الحرب العال مية الأولى. وجرى تدوين نظام زيارات أسرى الحرب, وهم المقاتلون الذين يقبض عليهم خلال نزاع مسلّح دولي, في اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي انضمت إليها 192 دولة. والمادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف الأربع تمنح أيضاً اللجنة الدولية الحق في طلب الوصول إلى الأشخاص المحتجزين في النزاعات المسلّحة غير الدولية مثل الحروب الأهلية. وبموجب النظام الأساسي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر, تستطيع اللجنة الدولية أيضاً طلب الوصول إلى الأشخاص المحتجزين لأسباب تتصل بحالات عنف لا تصل إلى حد النزاع المسلّح. وقد تم اعتماد هذا النظام الأساسي عام 1986 في المؤتمر الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي شاركت فيه الدول الأعضاء في اتفاقيات جنيف بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.
وخلال العام 2005 زارت اللجنة الدولية أكثر من 000 500 محتجز في حوالي ثمانين بلداً في مختلف أنحاء العالم. (أنظر حماية الأسرى والمحتجزين في زمن الحرب ).إن دور اللجنة الدولية, باعتبارها منظّمة إنسانية مستقلة ومحايدة تملك تفويضاً منحته لها الدول هو تقييم ظروف الاحتجاز والمعاملة التي يلقاها المحتجزون واحترام ضماناتهم القضائية الأساسية وذلك بصورة منتظمة. وتبدي اللجنة الدولية ملاحظات وتقدّم توصيات بشأن إدخال تحسينات, متى كان ذلك ملائماً, في سياق حوارها السري المتواصل مع السلطات ذات الصلة. وبشأن " باغرام " وخليج غوانتانامو و " شارلستون " , فإن مسؤولية ضمان معاملة الأشخاص المحتجزين وفقاً للقانون الدولي الإنساني وبقية القوانين الواجبة التطبيق تقع على عاتق السلطات الأميركية.
وتمثل زيارات اللجنة الدولية إلى " باغرام " وخليج غوانتانامو استمراراً للعمل الذي ظلت المنظّمة تقوم به في أماكن الاحتجاز في أفغانستان خلال الحرب عام 2001.
- يجب أن يتمكّن مندوبو اللجنة الدولية من التحدّث إلى كل المحتجزين وأي محتجز منهم على انفراد تام; ويتفقّد المندوبون غرف الاحتجاز والمرافق الأخرى.
- تتكرّر الزيارات وفقاً لما تختاره اللجنة الدولية وما دام هناك أشخاص قيد الاحتجاز.
- يجب أن تُمنح لكل المحتجزين فرصة الكتابة لعائلاتهم بواسطة نظام رسائل الصليب الأحمر وتسلّم رسائل الصليب الأحمر من أقرب أقربائهم.
- يجري المندوبون محادثات سرية مع السلطات المسؤولة عن المعسكر قبل كل زيارة وبعدها من أجل إثارة دواعي القلق وتقديم التوصيات عند الاقتضاء.
- تقوم اللجنة الدولية بتسجيل فردي لأسماء المحتجزين الذين يقعون في دائرة اهتمامها. ويتيح ذلك مراقبة أوضاع كل محتجز خلال فترة احتجازه.
-