الإضراب عن الطعام في السجون: موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر

31-01-2013 الأسئلة الشائعة

يتمثل دور اللجنة الدولية، بصفتها منظمة إنسانية، في السعي لضمان تلقي المحتجزين العلاج اللازم والحصول على ظروف احتجاز إنسانية تتفق والمعايير الدولية بالإضافة إلى احترام الضمانات والحماية المكفولة لهم.

ما الذي يمكن أن تفعله اللجنة الدولية عندما يضرب محتجزون عن الطعام؟

عندما تزور اللجنة الدولية مكان احتجاز يجري فيه إضراب عن الطعام ، تقوم بتقييم الوضع بعناية لفهم خطورة القضية أو القضايا من خلال عقد لقاءات خاصة مع المحتجزين وإجراء مناقشات مع مديري السجون وموظفي الحراسة  والعاملين في مجال الصحة المعنيين. إلا أن اللجنة الدولية لا تنظر في أساس الإضراب أو مدى شرعيته كوسيلة للتعبير عن الاحتجاج ولا تقوم بدور الوساطة بين السلطات والمضربين.

في الوقت الذي تحث فيه اللجنة الدولية كلا من سلطة الاحتجاز والمضربين عن الطعام من أجل التوصل لحل لقضياهم دون خسائر في الأرواح، وتسعى جاهدة لضمان تلقي المضربين عن الطعام  ما يناسبهم من رعاية وعلاج واحترام كرامتهم وآدميتهم وخياراتهم الحرة في مواصلة الإضراب عن الطعام أو التخلي عنه على سبيل المثال.

ما هو الدور الذي يقوم به طبيب اللجنة الدولية عند زيارة المحتجزين المضربين عن الطعام؟

يضطلع أطباء اللجنة الدولية بدور محدد وحاسم يتمثل في تقييم الحالة الصحية للمضربين عن الطعام والتأكد من رفضهم للطعام طوعًا ومعرفتهم الكاملة بالعواقب التي قد تترتب على الإمساك عن الطعام على صحتهم وحياتهم.  ويتعين على طبيب اللجنة الدولية أيضًا محاولة التأكد  من  أن المضربين عن الطعام لا يعانون من مرض عقلي، لأنه إذا كانت هذه هي الحال، قد يثير ذلك الريبة والشك  في قدرة المضربين على اتخاذ اختيار طوعي ومستنير تمامًا بالعزوف عن الطعام. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على طبيب اللجنة الدولية رصد الحالة الصحية للمحتجزين المعنيين والرعاية التي يتلقونها.

ويسعى طبيب اللجنة الدولية من خلال حواره  مع العاملين في مجال الصحة الذين يشرفون على المضربين عن الطعام، إلى ضمان أن الرعاية الطبية المقدمة تتفق والمعايير الفنية والأخلاقية المعمول بها، خاصة في ما يتعلق بالأمور الصحية الحرجة المعروف أنها تنتج عن الامتناع عن الطعام لفترات طويلة أو في حال اختيار أحد المضربين عن الطعام وقف هذا الإضراب وتناول الطعام من جديد بعد فترة انقطاع طويلة. ويسعى طبيب اللجنة الدولية على وجه الخصوص، إلى التأكد من عدم تعرض المحتجزين لـ "الإطعام القسري" من جانب العاملين الصحيين إذ  يشكل ذلك انتهاكًا جسيمًا لآداب مهنة الطب.

ما هو موقف اللجنة الدولية من إطعام المحتجزين قسريًا ؟

تعارض اللجنة الدولية الإطعام القسري أو العلاج القسري؛ فمن الضروري احترام خيارات المحتجزين والحفاظ على كرامتهم الإنسانية. ويتفق موقف اللجنة الدولية من هذه المسألة بشكل وثيق مع موقف الجمعية الطبية العالمية والمعلن عنه  في إعلاني مالطا وطوكيو المنقحين في سنة 2006.

وينص الإعلان الأخير على أنه: "لا ينبغي اللجوء إلى التغذية الصناعية في حال قيام سجين برفض الطعام في الوقت الذي يرى فيه الطبيب أنه قادر على اتخاذ حكم عقلاني سليم في ما يخص العواقب المترتبة على رفضه للطعام طوعًا. ينبغي أن يعزز على الأقل طبيب مستقل آخر القرار الخاص بقدرة السجين على إصدار مثل هذا الحكم. ويشرح الطبيب للسجين النتائج المترتبة على امتناعه عن الطعام ".