مُحاصرات بين الجدران والشائعات: نساء على هامش النزاع الإسرائيلي الفلسطيني

30 تشرين الأول/أكتوبر 2019

يقبع نحو 6000 معتقل فلسطيني لأسباب أمنية في السجون الإسرائيلية. تكابد زوجاتهم وأمهاتهم معاناة السفر في رحلات تصل مدّتها إلى 12 ساعة لرؤيتهم مرة واحدة شهريًا لما لا يتجاوز 45 دقيقة من وراء فاصل زجاجي. وبينما يحظى المعتقلون بقدر كبير من الاهتمام، لا تلقى معاناة النساء اللاتي يزُرنهم اهتمامًا كبيرًا.

هنّ حقًا ضحايا النزاع المنسيون، فتفاصيل حياة زوجات المعتقلين الفلسطينيين وأمهاتهم مرهونة بزيارات السجون. وفي الوقت ذاته، يتعين عليهن الخوض في منظومة معقدة من التصاريح وحواجز التفتيش في الضفة الغربية المحتلة في ظل سعيهنّ للحفاظ على أواصر العلاقات بين عائلاتهن ومجتمعهن.

يحاولن خلق توازن بين زيارات السجون وحياتهن الأسرية، تعزلهنّ حواجز التفتيش عن أحبّائهن جسديًا، ويعزلهن غياب أزواجهن عنهن اجتماعيًا لأنهن يكنّ محل تمحيص وريبة من المجتمع، وتتربص بهن الشائعات.

قَسَمات يغشاها الحزن فلم يعد السرور يعرف إليها سبيلًا، هكذا بدت وجوه زوجات وأمهات المعتقلين اللاتي تحدثنا إليهن، لا يخرجن من منازلهن ولا يتنعّمن بحياة طبيعية كغيرهنّ. وسواء أكانت هذه القيود مفروضة عليهن ذاتيًا، أو هي علامة حزن على غياب أحبائهن، أو تمثل التزامًا عليهنّ أمام المجتمع، فإنها تحدّد حياة هؤلاء النساء وتخلق لديهنّ شعور مشترك بالهوية. وعلى مدار العام الماضي، رافقنا إيمان وفاطمة ومزيونة في رحلتهن.

تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تيسير الزيارات العائلية للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ عام 1968، إذ أُجريت أكثر من 3.5 ملايين زيارة حتى الآن.